السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها  .. فى زمن الحرب  لا تعتادوا النعمة

أحلف بسماها .. فى زمن الحرب لا تعتادوا النعمة

صحيح نحن نعيش أزمة اقتصادية كبيرة، وأصبحنا نشهد تزايدا فى أسعار جميع السلع من أبسطها حتى أكبرها.. إن كانت تلك الأزمة ناتجة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية عالميًا فإن هناك بعض التجار تستغل الأوضاع الاقتصادية فتقوم بإخفاء بعض السلع كما حدث عند اكتشاف الجهات الرقابية عشرات الأطنان من البصل مخبأة فى المخازن، أو يتم رفع سعر سلع ضرورية كالسكر والأرز إلى أرقام خيالية.. والنتيجة أن معظم الأسر المصرية تأثرت سلبًا فى تغطية احتياجاتهم.. لكن على جانب آخر، هناك بعض الفئات بعضهم من الشباب «كما يقولون» اعتادوا النعمة ومصرون على عدم تغيير أنماط استهلاكهم.. المقاهى ما زالت مكتظة ودور الترفيه مملوءة بالرواد.. يا عالم نحن فى حالة حرب والمنطقة فوق فوهة بركان يمكن أن ينفجر فى أى لحظة.. دعونا ننظر لأهل غزة الذين لا يجدون الطعام أو الشراب أو المأوى ونحن هنا لا بد من شرب أربعة أو خمسة أكواب من الشاى والقهوة والنسكافيه.. لا يكفى أبدا أن نتحسر على الفلسطينيين والدعاء لهم أو الدعاء على الصهاينة، على الأقل مشاركتهم وجدانيا وإنسانيا والاكتفاء بأقل القليل من الطعام والشراب وليذهب جزء من إنفاقنا حتى لو كنا فقراء إلى أهلنا هناك.. للأسف عندما أدركت شعوب العالم حقيقة الصهاينة ورأت المجازر والإبادة الوحشية للفلسطينيين لم تصمت أو تحايد بل هبت فى المظاهرات المناهضة لإسرائيل فى معظم البلاد.. وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بمختلف الأعمار بفيديوهات تعبر عن الغضب والتنديد أو البكاء والحسرة.. تلك الشعوب التى كانت مساندة لإسرائيل انقلبت الآن وأصبحت إيجابية للأسف أكثر من بعض الشعوب القريبة لفلسطين، فقامت بالمقاطعة لكل الشركات تدعم الكيان الصهيونى، ولا أنسى أم شابة انطلقت باكية بحرقة على أطفال ورضع غزة قائلة: كيف أرضع ابنتى وهؤلاء الأطفال المولودون حديثا وقد إصابتهم شظايا صواريخ الاحتلال وهم ملقون فى المستشفيات بدون علاج أو إطعام.



العالم قبل 7 أكتوبر شىء وبعد 7 أكتوبر شىء آخر وهذا لا بد أن نعيه جيدا فى مصر.. نحن قلب الأمة وقدرنا على مدار التاريخ أن نكون حائط الصد لكل الغزاة، وأن مسئولية القادة والجيش الاستعداد لمواجهة أى تهديد للأمن القومى، فإن دور الشعب المصرى لا يقل أهمية عن دور حماة الوطن.. لا بد من الآن وصاعدا أن ترفع درجات الاستعداد التأهب المعنوى والمادى لدى كل فئات المجتمع بما فيهم الأطفال والشباب.. وأن يغير الجميع نمط الحياة المعتادة.. لن نموت إذا قللنا من الطعام والشراب مؤازرة للشعب الفلسطينى ومواجهة الأزمة الاقتصادية القائمة.. والنصر حليف الشعوب القوية الصامدة، وهو مهما طال الوقت قادم لا محالة.