الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التليفون أبو قرص

بَعد التقدم التكنولوچى المذهل بقى فى حاجات عاشها جيل السبعينيات والثمانينيات ولكنها اندثرت وأصبحت تُعَامَل معاملة الأنتكيات..زى التليفون أبو قرص دَوّار، وده شىء فى أجيال جديدة بأكملها متعرفوش.. كان جهاز أسود وكبير عبارة عن قاعدة تليفون وسمّاعة فيها سلك ملولو واصل من القاعدة للسماعة وفى نصه فى قرص دوار فيه أرقام بيضا. سمّاعته كان من ناحية مطولة وعاملة زى البوق وناحية بنحطها عند ودننا.



عدة التليفون دى كانت شىء ثمين ومهم وممكن متكونش موجودة فى كل بيت, وكان المتحدث ممكن يروح يعمل مكالمة من مكان عام زى قهوة أو سنترال والموضوع الليّ بيتكلم فيه مسموع للقريبين حواليه.

مش كل الناس كانوا يمتلكوا هذه الرفاهية فى بيتها، ودول كانوا إلى حد ما معروفين فى كل عمارة وممكن جيرانهم يروحوا يعملوا من عندهم مكالمات أو يستقبلوا مكالمات.

نقدر نقول إن التليفون أبو قرص دخل كل بيت فى الثمانينيات أو السبعينيات وكان قبل كده الاعتماد على السنترالات أو التليفونات اللى فى أماكن عامة هو السمة المعتادة وفى الخمسينيات والستينيات كان التليفون أبو منفلة.

كان استخدام التليفون أبو قرص سهل وفطرى بس بتكنيك زى إن القرص المتحرك تحط صباعك فى الرقم المطلوب وتلفه لحد آخر القرص الدوار ما يقف وتسيب إيدك لحد ما يرجع القرص لوحده بدون ما ترجّعه بالقوة.. لازم يرجع بكل أريحية وبعدين تكرر الموضوع لحد ما تطلب النمرة كلها.

وبعدين اتقدمت الدنيا وفضل التليفون الليّ بقرص موجود بس مبقاش كله لونه أسود وبقى وزنه أخف بشكل ملحوظ. وكان بييجى من السنترال لمّا حد يدخل خط أرضى جديد، وألوانه فرفشت كده وظهر الرمادى والكريمى وكمان الأحمر والأخضر. فى كل بيت فيه تليفون بقرص لازم يكون فى أچندة نمر تليفونات سواء بالحروف أو عادية.

وجوده فى البيت كان مصدر فرحة؛ خصوصًا لمّا تجيلك مكالمة من حد من الحبايب الليّ مسمعتش صوتهم من زمان، ويا سلام لمّا حد يكلمنا ويقولنا أنه ركّب تليفون ويطلب مننا نكتب نمرته علشان نكلمه عليها على طول.

مكانش فى حاجة ساعتها اسمها إظهار رقم الطالب وكانت كل مكالمة بتيجى معاها مفاجأة يا ترى مين بيكلمنا.

 فى الوقت ده مكانتش ثقافة «مبنردش على نمر منعرفهاش» موجودة؛ لأن مكانش فى نمر بنعرفها، كان فى ناس بنعرف صوتها من أول «ألو».

ولو معرفناش هو مين الليّ طالبنا نقول مين معايا؟ وكانت شىء عادى ولا نأخذه باستهجان.

التليفون أبو قرص مكانش مجرد جهاز تواصُل.. كان جهاز اجتماعى بيقرّب الناس من بعض.. كان أيامها التليفون مش محمول ولكنه أقرب للقلوب.

تحية كبيرة لجيل عاش مع هذا الاختراع الفذ- لجيل السبعينيات وما قبله الليّ شهد على قرنين من الزمان وعاش الألفية.