الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

السيناتور الأمريكى بيرنى ساندرز يتهم إدارة بايدن: جرائم الحرب فى غزة الأيــادى إسـرائيليـة والأسلحة والأموال أمريكية!

قدم السيناتور الأمريكى بيرنى ساندرز مشروع قرار يطلب تقريرا من إدارة الرئيس چو بايدن ونقاشا حول القصف الإسرائيلى لغزة كما رفعت عائلتان أمريكيتان من أصل فلسطينى دعوى قضائية على الإدارة وقالتا إن الحكومة لا تبذل جهدا يذكر لإجلاء أقاربهما الأمريكيين العالقين فى غزة. وسعى ساندرز وهو عضو مستقل بمجلس الشيوخ إلى فرض النقاش بموجب بند فى قانون المساعدات الخارجية الأمريكى USAID يحظر المساعدة الأمنية لأى حكومة تتورط فى نمط ثابت من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المعترف بها دوليا ويسمح للكونجرس بالتصويت للمطالبة بتقرير عن ممارسات حقوق الإنسان فى دولة ما.



 

وإذا تمت الموافقة على مشروع قرار طلب المعلومات يجب على وزارة الخارجية تقديم تقرير فى خلال 30 يوما وإلا سيتم قطع كل المساعدات الأمنية للدولة المعنية؛ لكن لم يتضح حجم التأييد الذى قد يتلقاه أى مشروع قرار من هذا القبيل، حيث يوافق المشرعون الأمريكيون سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين منذ سنوات على تقديم مبالغ ضخمة من المساعدات العسكرية لإسرائيل بدون قيود تذكر. واعترف مشروع قرار ساندرز بحق إسرائيل فى الرد على هجوم السابع من أكتوبر الماضى الذى نفذه مقاتلو حركة حماس إلا أنه أعرب عن أسفه على حجم المعاناة فى غزة.

 

وقال ساندرز فى بيانه إن هذه كارثة إنسانية تقع بقنابل وأموال أمريكية؛ نحن بحاجة إلى مواجهة هذه الحقيقة، وبعد ذلك نحتاج إلى إنهاء تواطؤنا فى هذه الأعمال. وتسبب القصف الإسرائيلى المستمر فى تدمير جزء كبير من قطاع غزة، وقتل ما يقرب من 19 ألف شخص، فيما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح ما يصل إلى 85 % من سكان القطاع والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وتضغط واشنطن على تل أبيب منذ أسابيع لبذل المزيد من الجهود للحد من الخسائر فى صفوف المدنيين مع تصاعد الغضب العالمى تجاه كارثة إنسانية متزايدة. وقد تصاعدت حدة الغضب بين موظفى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية «USAID» بسبب عدد الضحايا العاملين فى المجال الإنسانى والتنموى الذين سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتى أودت بحياة آلاف المدنيين. وقع أكثر من ألف مسؤول فى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية «USAID» على خطاب مفتوح يحث إدارة الرئيس بايدن على المطالبة بوقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة. والخطاب هو أحدث علامة على عدم الرضا داخل الحكومة الأمريكية عن دعم بايدن الراسخ لإسرائيل فى حربها فى غزة؛ وأن مايقوله بايدن عكس ما يفعله.

 

وقد حصل الخطاب المنشور فى الثانى من نوفمبر حتى كتابة هذا التقرير على 1029 توقيعا من موظفين بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وأسماء الموقعين مخفية لكن الخطاب يظهر أنه موقع من مسئولين فى كثير من مكاتب الوكالة فى واشنطن، إضافة إلى مسئولين منتشرين فى أنحاء العالم. وحول هذه الخطوة، قالت المتحدثة باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية چيسيكا چينينجز لمجلة فورين بوليسى «نحن ممتنون للغاية لتفانى موظفى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وشركائها الذين يعملون على مدار الساعة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كبير بما فى ذلك الغذاء والمياه والدواء. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة واضحة بشأن ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين الفلسطينيين، وأننا ندعم الوقف الإنسانى للقتال من أجل توصيل المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة وتوزيعها على المحتاجين فى غزة وأضافت نحن نقدر الحوار المستمر الذى نجريه مع موظفينا وشركائنا ونواصل الترحيب بفريقنا لمشاركة آرائهم مع القيادة.

 

وكانت صحيفة هاف بوست قد تحدثت عن الأجواء المتوترة داخل وزارة الخارجية الأمريكية بسبب تصاعد العنف فى قطاع غزة فى ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية والدعم الأمريكى المطلق لها. ونقلت الصحيفة عن مسئولين فى الخارجية أن الوزير أنتونى بلينكن وكبار مستشاريه يتغاضون عن حالة الاحتقان داخل الوزارة وأن بعض الموظفين يشعرون بأن بلينكن وفريقه غير مهتمين بسماع نصائح خبرائهم. وقال مسؤول آخر إن هناك بالأساس تمردًا داخل الوزارة على جميع المستويات. وكان مدير الشئون العامة والكونجرس فى مكتب الشئون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية بول جوش قدم استقالته بسبب دعم بلاده لإسرائيل وقال إنه لا يستطيع قبول الاستمرار فى وظيفة تسهم فى قتل مدنيين فلسطينيين. وأضاف فى رسالة نشرها على حسابه على «لينكد» إن طوال 11 سنة قدمت تنازلات أكثر مما يمكننى أن أذكر؛ أغادر اليوم لأننى أعتقد أنه فى مسارنا الحالى فيما يخص دعم إسرائيل المستمر بل الموسع والسريع بالأسلحة الفتاكة بلغت نهاية هذه الصفقة. ونشرت سيلڤيا يعقوب وهى موظفة بمكتب شئون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية تدوينة انتقدت فيها الرئيس چو بايدن واتهمته بالتواطؤ فى إبادة جماعية فى قطاع غزة وخاطبته قائلة: أنت تقدم مساعدات عسكرية أكثر بكثير للحكومة التى تهاجم سكان غزة الأبرياء عشوائيا.. أنت متواطئ فى إبادة جماعية».

 

وسقط 135 من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة فى غزة منذ 7 أكتوبر الماضى ويقول المسؤولون إن هذا العدد من الضحايا يفوق عددهم فى أى صراع آخر فى تاريخ المنظمة الممتد لـ78 عاما. وزادت حدة الغضب داخل الوكالة الأمريكية للتنمية بعدما قتل الجيش الإسرائيلى أحد المتعاقدين مع الوكالة برفقة عائلته لترتفع الأصوات المطالبة داخل إدارة الرئيس الأمريكى بايدن للمطالبة بمحاسبة الإسرائيليين. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن هانى جنينة 33 عامًا متعاقد مع الوكالة الأمريكية للتنمية، قال فى رسالة أخيرة لزملائه فى الضفة الغربية قبل أن يقتله الجيش الإسرائيلى مع زوجته وابنتيه فى القطاع الشهر الماضى: بناتى يشعرن بالرعب وأحاول تهدئتهن، ولكن القصف هنا مرعب»، فى إشارة إلى الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف المدفعى على القطاع. وأشارت الصحيفة إلى أن جنينة سقط مع عائلته فى غارة جوية إسرائيلية ضربت حى الصبرة بمدينة غزة فى 4 نوفمبر الماضى وفقا لبيان أصدرته الوكالة الأمريكية.

 

وكان جنينة من بين مئات العاملين فى المجال الإنسانى والإغاثى الذين قتلتهم إسرائيل خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين، وهى الإحصائية التى قالت إنها أثارت غضب مسئولى «USAID» الذين يريدون من إدارة بايدن تكثيف الضغوط على إسرائيل للحد من إراقة دماء المدنيين. كما تكبدت جماعات الإغاثة الأخرى خسائر مثل منظمة إنقاذ الطفولة التى أعلنت أن أحد موظفيها وأطفاله الأربعة وزوجته والعديد من أفراد عائلته المكونة من 28 فردا قتلتهم غارة إسرائيلية فى 10 ديسمبر الجارى. 

 

ونقلت الصحيفة عن أحد مسئولى الوكالة الأمريكية الذى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قوله: لقد رأينا الكثير من التقاعس من جانب البيت الأبيض وقيادة الوكالة حول هذه المسألة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلى إنه لا يستطيع تأكيد أو نفى مسئولية إسرائيل عن قتل جنينة، وأضاف: نحن نعمل على تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحركة حماس ردا على هجماتها. واعتبر چيريمى كونينديك وهو مسؤول سابق فى إدارة بايدن والذى عمل فى «USAID» فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما أن الجهود الأمريكية للحد من العنف فى غزة ليست كافية. وأضاف كونينديك، وهو رئيس المنظمة الدولية للاجئين أن مخاوف الولايات المتحدة بشأن الخسائر تظل فقط مجرد كلام خطابى، فلا يوجد استخدام لأى نفوذ سياسى من أجل هذه المسألة على الإطلاق بل يقتصر الأمر على الإعراب عن القلق والأسف فقط.

 

ويقول البيت الأبيض إنه يعمل جاهدا للضغط على إسرائيل من أجل تبنى نهج أكثر دقة فى حملتها العسكرية فى غزة كما أنه يدعى الفضل فى إقناع تل أبيب بالسماح بدخول الغذاء والدواء إلى القطاع ولكن توزيع تلك المساعدات يتطلب وجود عاملين فى المجال الإنسانى والذين قتلت إسرائيل العديد منهم.

 

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن الأمر ليس مجرد كلام خطابى فقد أثرنا مخاوفنا بشأن قتل العاملين فى المجال الإنسانى مع مسئولين رفيعى المستوى للغاية فى إسرائيل وذلك فى مناسبات عديدة معتبرا أن إسرائيل قامت نتيجة للضغوط الأمريكية بإنشاء نظام يسمح لعمال الإغاثة بمشاركة الإحداثيات والمواقع التى يعملون فيها. لكن المسئول الأمريكى أقر بأن تل أبيب شنت غارات جوية داخل المناطق التى يفترض أنها أكثر أمانا والتى أنشأها هذا النظام، مما تسبب فى حالة من الفوضى والارتباك لدى عمال الإغاثة. وقال: لقد أعربنا فى هذه الحالات عن قلقنا لإسرائيل من قيامها بشن ضربات فى مناطق خفض الاشتباك هذه. وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى نقاط الضعف الموجودة فى هذا النظام أيضا تتمثل فى الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى والإنترنت فى القطاع مما يمنع عمال الإغاثة من نقل إحداثياتهم أو تحديد المناطق الأكثر أمانا.

 

وإلى جانب الشعور بالإحباط من نهج البيت الأبيض، أعرب العديد من موظفى «USAID» عن خيبة أملهم أيضا لأن الوكالة لم تعترف برحيل جنينة علنا أو فى المحادثات الداخلية التى تتم على مستوى الموظفين، وذلك على الرغم من أن مديرة الوكالة سامانثا باور كانت على عِلم بوفاته منذ أواخر نوفمبر الماضى على الأقل، عندما بعثت برسالة إلى الرئيس التنفيذى لمنظمة جلوبال كوميونيتيز المتعاقدة مع «USAID» والتى كان يعمل فيها. وكتبت باور إلى الرئيس التنفيذى كارى هيسلر رادليت: بالنيابة عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أرجو أن تتقبلوا أعمق تعازينا لخسارة هانى جنينة وزوجته وابنتيه.ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم باور، چيسيكا چينينجز، قولها إن مجمع الوكالة الأمريكية للتنمية يشعر بالحزن لسقوط المدنيين الأبرياء والعديد من العاملين فى المجال الإنسانى فى هذا الصراع، بما فى ذلك الأفراد الشجعان مثل هانى جنينة وعائلته».

 

وقد رفعت عائلتان أمريكيتان من أصل فلسطينى دعوى قضائية ضد إدارة بايدن وقالتا إن الحكومة لا تبذل جهدا يذكر لإجلاء أقاربهما الأمريكيين العالقين فى غزة، كما فعلت مع المواطنين الإسرائيليين مزدوجى الجنسية. وفى أعقاب هجوم حماس على بلدات إسرائيلية فى السابع من أكتوبر، نظمت الحكومة الأمريكية رحلات طيران لمساعدة رعاياها على مغادرة إسرائيل إلى أوروبا، بعد أن أوقفت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى إسرائيل. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ساعدت حوالى 1300 أمريكى من أصل فلسطينى على مغادرة غزة والهروب من القصف الانتقامى الإسرائيلى بعدة طرق منها التنسيق مع السلطات الإسرائيلية لنقلهم إلى مصر. وقالت العائلتان الأمريكيتان اللتان تقاضيان إدارة بايدن إن الولايات المتحدة لم تتخذ خطوات لتخصيص رحلات جوية أو للمساعدة فى تأمين خروج ما يقدر بنحو 900 من المواطنين والمقيمين وأفراد الأسر الأمريكيين الذين ما زالوا محاصرين فى غزة ويقولون إن هذا يمثل انتهاكا لحقوقهم الدستورية. وقالت ياسمين الآغا التى لديها عائلة عالقة فى غزة وساعدت فى رفع الدعوى القضائية أن هناك الكثير الذى يمكن للحكومة الأمريكية أن تفعله وهى اختارت عدم القيام بذلك من أجل الفلسطينيين. وأحجمت الخارجية عن التعليق على الدعوى القضائية، لكن متحدثا باسمها قال إن الوزارة تعمل على إخراج المزيد من الأمريكيين وأفراد أسرهم من غزة. وتتهم الدعوى التى رفعت أمام المحكمة الجزئية الأمريكية فى إنديانابوليس، الحكومة الفيدرالية بعدم حماية المواطنين الأمريكيين فى منطقة حرب وحرمان الأمريكيين من أصل فلسطينى من الحق فى الحماية المنصوص عليه فى الدستور الأمريكى. وتسعى الدعوى إلى إجبار الحكومة على بدء جهود الإجلاء وضمان سلامة المواطنين على قدم المساواة مع غيرهم من المدنيين فى منطقة الحرب نفسها.