السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مصر أولا.. الانتخابات الرئاسية واستكمال تحدى دولة 30 يونيو تصويت على رؤية وسياسات ومواقف الدولة المدنية المصرية!

مصر أولا.. الانتخابات الرئاسية واستكمال تحدى دولة 30 يونيو تصويت على رؤية وسياسات ومواقف الدولة المدنية المصرية!

فى اعتقادى أن الانتخابات الرئاسية التى تم إجراؤها خلال الأيام القليلة الماضية، هى تجسيد عملى لطريق الجمهورية الجديدة.. جمهورية دولة 30 يونيو التى استعاد فيها المواطن المصرى كرامته وسيادة وطنه من اختطاف الفاشية الدينية لجماعة الإخوان الإرهابية لها. 



دولة 30 يونيو التى أعادت تدريجيًا الحضور الحزبى للحياة السياسية المصرية وفق الضوابط القانونية الداعمة للحريات السياسية. وهو ما تواكب معه حضور المجتمع المدنى بمنظماته ومؤسساته للقيام بدورها الحقيقى بعيدًا عن شبهة تنفيذ أهداف غير وطنية. والأهم هو وجود زخم رئاسى من خلال تنافس أربعة مرشحين رئاسيين يمثلون رؤى واتجاهات متعددة. 

 مشاركة غير متوقعة

دائمًا ما يثبت الناخب المصرى موقفه الوطنى عند كل منعطف استثنائى يواجه الدولة المصرية. وهو الموقف الذى يؤكد أن إرادة المواطن المصرى على عكس ما تم الترويج له من خلال السوشيال ميديا من العزوف عن المشاركة نتيجة الغضب من التحديات الاقتصادية الحياتية التى تواجه المجتمع المصرى.

كثافة التصويت الانتخابى التى نقلتها وسائل الإعلام المصرية والعالمية تؤكد على مشاركة 

المصريين فى اختيار رئيسهم القادم استنادًا إلى أهمية صوتهم الانتخابى بعيدًا عن السلبية  التى حاول البعض نشرها وترسيخها كصورة ذهنية عامة للشعب المصرى. والمؤكد أن نسبة المشاركة فى صعيد مصر.. ربما ستكون الأعلى بالمقارنة بالانتخابات السابقة، وهو ما ظهرت ملامحه أيضًا فى محافظة شمال سيناء تحديدًا فى إثبات عملى لعودة الأمان والاستقرار.

 دور قضائى مشرف

أشيد هنا بدور الهيئة الوطنية للانتخابات التى قامت بدورها فى الإشراف الكامل على العملية الانتخابية بهذا الشكل المشرف الذى يدعم النزاهة والشفافية. وهو الدور الذى سيطرت عليه العدالة التنافسية بين كل المرشحين الرئاسيين. كما قامت الهيئة بالعديد من الإجراءات التنظيمية الدقيقة التى أسهمت فى اجراء الانتخابات بهذا الشكل المشرف، على غرار:

- الإعلان الواضح عن الجدول الزمنى للانتخابات.

- تنقية الجداول الانتخابية وتنقيحها.

- مراعاة التقسيم المنطقى للدوائر الانتخابية.

- تسهيل إجراءات التصويت الانتخابى فى الخارج.

- تيسير إجراءات تصويت الأشخاص ذوى الإعاقة وكبار السن.

- عقد الحملات الانتخابية للمرشحين دون أى تقييد أمنى.

- متابعة التزام مؤسسات الدولة بالحياد تجاه حملات المرشحين.

- متابعة الإنفاق على الحملات الانتخابية وفق الضوابط القانونية.

- الاستجابة لحل المشكلات الطارئة مثل تأخير فتح بعض اللجان.

- دعم اللجان التى شهدت كثافة انتخابية بالقضاة والمشرفين.

 المجتمع المدنى الجديد

لسنوات طويلة، تم تشويه المجتمع المدنى المصرى بسبب عدد قليل من المنظمات التى اشتركت فى أجندات خارجية ممولة ونفذتها سواء من خلال بعض القائمين عليها، أو من البعض الذى تعامل معها بمنطق «السبوبة» بكتابة التقارير لهم أو بالسفر للخارج للمجلس الدولى لحقوق الإنسان بجنيف وغيرها، أو بالترويج لهم بشكل غير مباشر فى الإعلام. وكان الاختبار العملى لهم دائمًا هو ما يصدرونه من تقارير مشبوهة موجهة مع كل انتخابات.

الآن مع الانتخابات الرئاسية.. قام المجتمع المدنى بدوره الحقيقى المقدر فى التوعية الوطنية لتحفيز المواطنين على المشاركة السياسية، كما قام بدوره الأصيل فى متابعة الانتخابات ومراقبتها للتأكد من حالة الانضباط التى فرضتها الهيئة الوطنية للانتخابات، والتى من خلالها استطاع المجتمع المدنى أن يستعيد دوره الحقيقى الفعّال فى الانتخابات.

 المراقبة الدولية

أعتقد أنها المرة الأولى التى ترحب فيها مصر بالمراقبة الدولية على الانتخابات فى مصر بهذا الشكل الفعلى. وهو ترحيب يرتكز على قوة مشهد الانتخابات سواء فى تنظيمها أو إجراءاتها أو ممارستها على أرض الواقع. وهو ما يؤكد على التزام النظام المصرى بالقواعد والمعايير المتعارف عليها التى جعلت الانتخابات تظهر بهذا الشكل المميز والمشرف داخليًا قبل خارجيًا. وجميعنا يعلم جيدًا أن مثل تلك النوعية من المراقبة الدولية تعلن كافة ملاحظاتها من خلال تقارير دولية معلنة.. بعد تجولهم داخل مقار اللجان الانتخابية بحرية تامة.. ما وصلنا إليه الآن من الثقة فى إجراءاتنا وسياساتنا هو فى الحقيقة نتاج جهود دولة 30 يونيو التى أسست الدولة المدنية المصرية رغم كل التحديات.

 تغطية إعلامية محترفة

يحسب للإعلام المصرى قيامه بتغطية محترفة سواء بنقل المشهد الانتخابى من كافة المحافظات، أو بنقل كثافة الحضور للمشاركة فى التصويت، أو بنقل المشاركة المشرفة للمرأة المصرية وكبار السن والأشخاص ذوى الإعاقة. وهى التغطية التى نقلت مشهد المشاركة على مدار كافة أيام الانتخاب الثلاثة، وهو ما أثبت عكس المتعارف عليه من اقتصار كثافة المشاركة إما على بداية اليوم الأول أو مع نهاية اليوم الأخير. 

وقبل ذلك كله، المساحة الإعلامية العادلة والمتساوية للمرشحين الرئاسيين ولحملاتهم الانتخابية وللأحزاب السياسية، كما تم عمل برامج تحليلية خاصة للتوعية وشرح كافة تفاصيل العملية الانتخابية. وهو ما يؤكد التمسك بالشفافية والنزاهة التى ظهرت فى الإعلام خاصة مع البث الحى المباشر. وهو ما أتاح أيضًا حرية تحرك المراسلين الأجانب المعتمدين ونقل الأحداث كما هى دون أى تقييد أو إعاقة.

 ملاحظات انتخابية

نجاح دقة تنظيم الانتخابات الرئاسية يعود بالدرجة الأولى لانضباط الهيئة الوطنية للانتخابات، وهى نتاج نجاح العديد من الوزارات (العدل، والداخلية، والتنمية المحلية، والتربية والتعليم). وهو النجاح الذى ظهر فى تناول تغطية الإعلام الدولى الذى ركز على إجراء الانتخابات فى ظل تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة. 

أذكر ما كتبته قبل ذلك، من أن دولة 30 يونيو استطاعت أن تنهى نظرية المؤامرة علينا من خلال الارتكاز على قوة الدولة المصرية فى مواجهة أى مصالح خارجية لدولة أو جماعة أو غيرها. وهى القوة التى استندت إلى الحفاظ على مفهوم السيادة لوطنية المصرية دون أى تهاون أو تراخى أو مساومة أو مقايضة.

رؤية تترجم لإنجازات

كتبت الأسبوع الماضى على صفحات مجلة «روزاليوسف» مقالًا بعنوان «الحلم الذى تحول إلى واقع عملى وإنجاز حقيقى.. الانتخابات الرئاسية.. ورؤية الجمهورية الثانية!». وقد ذكرت فيه أن المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى لم يكن له برنامج للترشح سنة 2014 كما هو متبع ومعروف فى الانتخابات الرئاسية، وإنما كانت له رؤية واضحة ومعلنة عن مكانة مصر ومستقبلها. هذه الرؤية التى ترجمت تدريجيًا لإنجازات.. نراها ونشاهدها ونتعامل معها. وأعتقد أن هذه الإنجازات هى التى مثلت الأساس الذى على أساسه.. طرح المرشحون الثلاثة (فريد زهران وحازم عمر وعبدالسند يمامة) برامجهم الانتخابية. وهى المساحة التى لم تكن سيكون لها وجود لو خاضوا انتخابات 2014.

الرؤية التى تم ترجمتها لإنجازات.. هى التى مكنت المرشحين الرئاسيين الثلاثة من رفع سقف توقعاتهم الانتخابية. 

 نقطة ومن أول السطر

التصويت فى الانتخابات الرئاسية خلال الأيام القليلة الماضية.. هو تصويت على رؤية الدولة المصرية لنفسها بعد ثورة 30 يونيو، وتصويت على سياساتها التى اتبعتها داخليًا وخارجيًا، وتصويت على مواقفها التى اتخذتها مبكرًا وثبت صحة موقفها. 

نتيجة الانتخابات الرئاسية 2024 ليست محسومة بالشكل التقليدى كما يروج البعض. والنتيجة فى تقديرى فى هذه الانتخابات تحديدًا لا يجب تقييمها بالأرقام ونسبة المشاركة رغم أهميتها ورغم كثافة المشاركة فى التصويت الانتخابى، لأن النتيجة الحقيقية هى تصويت بالموافقة والمساندة على سياسات الأمان والاستقرار والسلام قبل أى شيء آخر.