الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مستشفيات غزة تحت وطأة الاحتلال ونقص الإمدادات «الصحة العالمية» توبِّخ إسرائيل بسبب الانتهاكات

فى بيان شديد اللهجة، اتهمت منظمة الصحة العالمية إسرائيل بتأخير المهام الطبية الحيوية فى غزة، والإقدام على انتهاكات بحق الطواقم الطبية الفلسطينية، عبر إجبار أفرادهم على الركوع تحت تهديد السلاح، واحتجازهم ومنعهم من أداء عملهم.



وأشارت الصحة العالمية فى بيانها، إلى أن اثنين من موظفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى احتُجزا لأكثر من ساعة، وهما فى طريق العودة إلى المستشفى، وأضافت «شاهد موظفو منظمة الصحة العالمية أحدهما وهو يُجبر على الجثو على ركبتيه تحت تهديد السلاح ثم اقتيد بعيدًا عن الأنظار، حيث ورد أنه تعرض للمضايقة والضرب والتجريد من ملابسه وتفتيشه».

قالت المنظمة إنه منذ 7 أكتوبر 2023، تسببت الأزمة المتصاعدة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وخاصة غزة فى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين فى صفوف المدنيين جراء العدوان الإسرائيلى الغاشم، وأضافت المنظمة فى بيان لها عبر موقعها على وسائل التواصل الاجتماعى إن الضربات الجوية على قطاع غزة من قبل الطيران الإسرائيلى، بالإضافة إلى نقص الإمدادات الطبية والغذاء والماء والوقود كل ذلك أدى إلى استنزاف كامل لقطاع الصحة فى غزة والذى يعانى أصلًا من نقص الموارد، كما تعمل المستشفيات بما يتجاوز طاقتها الاستيعابية تحت وطأة الأعداد المتزايدة من المرضى وكذلك المدنيين النازحين الباحثين عن مأوى، ويتعرض توفير الخدمات الصحية الأساسية - من رعاية الأمهات والأطفال حديثى الولادة إلى علاج الأمراض المزمنة - لخطر شديد.

كما وردت أنباء عن تعرُّض القطاع الصحى فى غزة لهجمات أسفرت عن مقتل وجرح العاملين الصحيين والمرضى، وألحقت أضرارًا بالمرافق الصحية وسيارات الإسعاف.

وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الشركاء لتلبية الاحتياجات الصحية الأكثر إلحاحًا، بما فى ذلك من خلال توفير الإمدادات الطبية المنقذة للأرواح.

كما تحث المنظمة جميع الأطراف على حماية الصحة وضمان حصول سكان غزة على الرعاية الصحية بشكل آمن.

 الوضع الصحى كارثى وعمل موظفى الصحة صار مستحيلًا

كما حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، من التأثير الكارثى للصراع على الوضع الصحى فى قطاع غزة، مؤكدًا أن عمل الموظفين فى مجال الصحة أصبح مستحيلًا.

كان ذلك فى كلمة ألقاها جيبريسوس خلال جلسة خاصة نظمها المجلس التنفيذى لمنظمة الصحة العالمية حول الوضع الصحى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.

وأضاف جيبريسوس: «تفيد التقارير أن أكثر من 18 ألف شخص لقوا حتفهم فى غزة، من بينهم 7 آلاف طفل، ولا نعرف عدد الذين دفنوا تحت أنقاض منازلهم، فيما تم الإبلاغ عن أكثر من 46 ألف إصابة».

وأشار إلى أن «ما يصل إلى 1.9 مليون شخص نزحوا - أى جميع سكان قطاع غزة تقريبًا - ويبحثون عن مأوى فى أى مكان يمكنهم العثور عليه فيه».

وأكد أنه «لا يوجد مكان آمن ولا أحد آمنًا فى غزة». وأشار إلى أن الصحة لا ينبغى أن تكون هدفا أبدًا، قائلًا «فى المتوسط، هناك وحدة استحمام واحدة لكل 700 شخص، ومرحاض واحد لكل 150 شخصا».

وهناك إشارات مثيرة للقلق من تفشى الأمراض الوبائية بما فى ذلك الإسهال الدموى، واليرقان.

وتابع: «مع انتقال المزيد والمزيد من السكان إلى منطقة أصغر فأصغر، فإن الاكتظاظ، إلى جانب نقص الغذاء والماء والمأوى والصرف الصحى الكافى، يخلق الظروف المثالية لانتشار الأمراض».

وشدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على دعمه لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وقف دائم وعاجل لإطلاق النار لأسباب إنسانية لضمان إيصال المساعدات الحيوية إلى من يحتاجون إليها بشكل عاجل فى قطاع غزة.

وقال: «وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لحماية وتعزيز صحة سكان غزة، ويؤسفنى بشدة أن مجلس الأمن لم يتمكن من اتخاذ قرار بشأن وقف إطلاق النار» فى إشارة الفيتو الأمريكى الذى يعرقل الدعوات الدولية للهدنة.

 الأمم المتحدة تندد بانتهاكات جيش الاحتلال

وفى مؤتمر صحفى للأمم المتحدة، عبر الفيديو كونفرانس، قال ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية فى الأراضى الفلسطينية المُحتلة إن 11 مستشفى فقط تعمل فى قطاع غزة من أصل 36 مستشفى واحد فى الشمال و10 فى الجنوب آملا أن تستطيع تلك المستشفيات والأطقم الطبية العاملة بها إيفاء احتياجات المصابين جراء العدوان، مؤكدًا  أنه من المستحيل تحمل خسارة أى مرافق رعاية صحية أو مستشفيات، مضيفا: «نأمل، ونناشد أن لا يحدث هذا».

كما أصدر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، بيانًا، الأسبوع الماضى، مفاده أن نظام الرعاية الصحية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة قد انهار.

وقالت لين هاستينجز، منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة «نعلم جميعًا أن نظام الرعاية الصحية قد انهار».

وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة موجودون الآن فى رفح هربًا من القصف الإسرائيلى، وشددت قائلة: «هذا لا يؤدى إلا إلى أزمة صحية».

وأوضح البيان الأممى أن الأزمة لا تتعلق بعدد الشاحنات التى تدخل غزة، أو بالمناطق الآمنة، منددًا بالإعلان أحادى الجانب الذى تصدره إسرائيل، قائلًا إن إصدار سلطة قائمة بالاحتلال إعلانًا عن رقعة من الأرض لا تتوفر فيها أى بنية تحتية أو غذاء أو مياه أو رعاية صحية أو نظافة صحية باعتبارها منطقة آمنة لا يعنى أنها كذلك.

وشدد التقرير الأممى على أن الضرورة تقتضى وقفًا لإطلاق النار، والتشاور بشأن شروطه مع العاملين فى المجال الإنسانى والمدافعين عن حقوق الإنسان.

 جحيم على الأرض

ووصف رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «الأونروا»، الوضع فى قطاع غزة بأنه «جحيم على الأرض»، محذرًا من «انهيار كل شيء» حيث «تتأرجح غزة على حافة الكارثة» منذ عدة أسابيع.

وقال فيليب لازارينى، فى تصريحات صحفية، «الناس فى كل مكان، يعيشون فى الشارع، ويحتاجون إلى كل شيء»، وأضاف: «يُطلب من زملائنا أن يفعلوا المستحيل فى وضع مستحيل».

وحذّر «فيليب» من انهيار الوضع فى غزة قائلًا: أنت لا تعرف أبدًا ما هى نقطة التحول، ولكن بمجرد الوصول إليها سوف ينهار كل شيء.

ويتواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة بمساندة ودعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية، وتقصف طائرات الاحتلال الأحياء والبنايات السكنية وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها من المدنيين، ما أدى لارتقاء أكثر من 18 ألف شهيد، وإصابة ما يزيد على 49 ألف، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى إحداث دمار هائل فى البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية. 