الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ.. فلسطين والشيطان الأعظم

الحقيقة مبدأ.. فلسطين والشيطان الأعظم

قديما فى حالات انعدام الأمن الشديد والظروف السياسية غير المستقرة، تأتى المفاوضات الإنسانية من أجل المساعدة لبقاء الحياة الإنسانية، يتحالف الجميع من أجل السلام والسعى للتعايش السلمى، بنبذ الحروب وسط الأمن والاستقرار، أما فى عصرنا الحاضر الذى نعيشه، فتشهد الإنسانية لا تسمع لها صوتا، حيث تصم الآذان فلا تسمع صرخات الأطفال المذعورة، ولا أنين العجائز والنساء ولا الأصوات التى تأتى واهنة من تحت الركام والدمار الذى سببته القنابل والصواريخ التى يقذفها العدو الصهيونى على غزة منذ يوم 7 أكتوبر وحتى يوم كتابتى هذا المقال، هؤلاء الشعب الغزاوى جريمته أنه تمسك بأرضه، رفض النزوح منها إلى أى وطن آخر، تشبثوا بالأرض حتى استشهادهم ودفنوا تحت ترابها الذى تعبق بدمائهم الزكية.



طلب الصهاينة من أهل شمال القطاع الرحيل إلى الجنوب لأنه مكان آمن، قبلوا وحاولوا النزوح إلى الجنوب، إلا أن الصهاينة إخوان الشياطين قذفوهم بالقنابل وهم على الطريق، وهم من أمروهم بأن يسيروا فيه، البعض منهم وصل إلى الجنوب ليجدوا هناك الموت والدمار نفسه، أنيرت سماؤهم بالقنابل الحارقة، أشلاء الأطفال تتناثر فوق التراب وأسفله، جثث تتراكم بعضها فوق بعض، قتلهم بأسلحة محرمة عالميا، تمنحها لهم واشنطن الشيطان الأعظم الذى يتحكم فى مقدرات العالم، جريمة مكتملة الأركان لم ير العالم مثلها من قبل، قال عنها «برويل» مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، إن الدمار الذى حدث فى قطاع غزة أكبر بكثير من الدمار الذى حل بألمانيا فى الحرب العالمية الثانية، إن المستشفيات بغزة دمرت معظمها ولم تعد صالحة على الإطلاق، بل قتل أيضا 200 طبيب و70 صحفيا والبعض من الصحفيين تم قتل عائلاتهم، وتدمير منازلهم.

ثم قذف ومهاجمة مدارس الأونروا وغيرها، بينما كانت تؤوى النساء والأطفال وتم اغتيال 157 موظفا يتبعون أيضا الأونروا، تم قذفهم بالقنابل الفوسفورية «المحرمة دوليا» وهى تفصل اللحم عن العظام، جريمة مكتملة الأركان، عمليات اغتيال ممنهجة ضد الشعب الفلسطينى صاحب الأرض، إلا أن الصهاينة المحتلين للأرض الفلسطينية يريدون محوهم من على أرضهم المغتصبة بدعم أمريكى غاشم يدعى أنه حامى الإنسان وحريته، وما هو إلا شيطان يتفوه بأنه قلق على الشعب الفلسطينى، ولديه مخاوف بشأن أوضاع المدنيين بالقطاع لنقص الوقود والمياه «يا له من رحيم»!

هذا فى الوقت الذى قام فيه الشيطان الأعظم «واشنطن» باستخدام حق النقض «فيتو» فى مجلس الأمن الدولى، ضد مشروع قرار طالب بالوقف الفورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية فى قطاع غزة، وعليه لم يتمكن مجلس الأمن من اعتماد مشروع القرار بسبب استخدام واشنطن حق النقض للمرة الثالثة منذ اندلاع العدوان الصهيونى على غزة، القرار كان يطالب بالوقف الفورى لإطلاق النار، وحماية المدنيين، هذه أمريكا الكاذبة، إن الكيان الصهيونى غير متأثر بالمطالبات الدولية بتغيير استراتيجيتها، ذلك لأنه يثق تماما فى واشنطن ورئيسها ووزير خارجيتها الصهيونى وأنه لا يحدث أى تغيير للدعم الأمريكى تجاهه، وأن هناك تنسيقا مستمرا بينهم، أمريكا كذبها مفضوح، الآن يعمل الكيان الصهيونى على دفع الفلسطينيين بغزة إلى الخروج إلى الجنوب فى قطاع غزة تحت وطأة النيران ودفعهم إلى رفح التى نزح إليها حتى الآن أكثر من 900 ألف شخص، وهى كان يسكنها حوالى 100 ألف فقط بغرض تهجيرهم إلى خارج القطاع، الأمر الذى يمس الأمن القومى لدول عربية، ومصير القضية الفلسطينية ككل، وهى خطط صهيونية للتهجير الكلى لسكان غزة والضفة الغربية إلى دول الجوار، وغير الجوار، وواشنطن ما زالت توفر للكيان الصهيونى الغطاء السياسى والدعم العسكرى للجيش الصهيونى وبغير مبرر والذى حول 80 ٪ من سكان القطاع لنازحين فى الداخل بعد حرب الإبادة التى شنها الكيان الصهيونى على شمال القطاع وحوله إلى مكان غير صالح للحياة فى الجولة الأولى من الحرب، ويكملها كل يوم فى الوسط والجنوب والشرق والغرب، الشيطان الأمريكى يقول إنه يرفض التهجير القسرى وهو من يساعد الصهاينة عسكريا وسياسيا، إن واشنطن تغض البصر عمال يفعله الصهاينة سواء فى غزة أو ما يحدث فى الضفة الغربية من سلوكيات الصهاينة الدمويين التى قامت بتدمير عشرات القرى الفلسطينية وتهجير عشرات الآلاف من ديارهم والاستيلاء على أراضيهم الزراعية وحرق أشجار الزيتون والبرتقال، وتقوم ببناء المستوطنات فيها لصهاينة سفاكى دماء وقتلة ويتم اعتقال الآلاف من الفلسطينيين أصحاب الأرض، هذا كله تحت أنظار وسمع واشنطن ولا تحرك ساكنا، بل تتعامى وتزودها بالمساعدات العسكرية التى وصلت قيمتها إلى 3٫8 مليار دولار سنويا، كما طالب بايدن من الكونجرس مؤخرا الموافقة على مبلغ إضافى قدره 1 مليار دولار.

الحاضر والماضى يؤكدان أن المواقف والتصريحات الأمريكية الإيجابية مثل رفضها للتهجير القسرى وأنه يجب ضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الكيان الصهيونى ما هى إلا ادعاءات كاذبة، وما هى إلا تصريحات للإعلام ومغازلة الشعوب العربية.

إن العالم كله سوف يتذكر دائما تحديد أنطونيو جوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة النرويجى المولد عندما حذر من انهيار كامل وشيك للنظام فى قطاع غزة، وذلك فى رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن تطرق فيها إلى المادة «99» من ميثاق المنظمة الأممية التى تتيح له «لفت انتباه» المجلس إلى ملف يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر، وكذلك دعوته المتكررة بإعلان وقف إطلاق النار وتأسف لفشل مجلس الأمن فى القيام بذلك، إن الكذب الأمريكى دا ئما بات واضحا أمام العالم، حيث ادعت أنها حامية للحقوق الإنسانية وحق الفلسطينيين وكل المظاليم، وهى فى الوقت نفسه ترفض وقف إطلاق النار ودمارهم واستشهادهم، بعد مقتل أكثر من 22 ألف شهيد فى غزة منهم 70 ٪ من الأطفال والنساء وتقول الخارجية الأمريكية إن الكيان الصهيونى لا يتعمد قتل المدنيين وكأن قتل هذه الآلاف وجرح أضعافهم وتدمير بيوتهم تم بطريق الخطأ!

وكأن العالم لا يرون ولا يسمعون ولا يفهمون وتسخر أمريكا منهم.

أمريكا ما هى إلا كاذبة ظالمة وما هى إلا راعٍ للكيان الصهيونى.

إن أكبر مذابح التطهير العرقى الآن هو ما يحدث فى غزة والشعب الفلسطينى بشكل عام فى الضفة الغربية أيضا.

الصهاينة وداعموهم أفاقون كاذبون يقلبون الحق إلى باطل، لا يوقفهم صوت عقل ولا دعوة حق، المجزرة مستمرة لأصحاب الأرض ومن يزعمون أنهم ينادون بالسلام والاستقرار مثل واشنطن ومن يسير فى ركابها ما هم إلا كاذبون، هم يؤيدون الظالم الغاشم الدموى الصهيونى، الذى سلب الأرض وأزهق الأرواح وهدم المنازل فوق رءوس أصحابها وسمحت الدول الداعمة لهذا الكيان الصهيونى بتدمير المستشفيات وقطع الكهرباء ومنع الوقود والغذاء والشراب ولم يستثنوا لا منزلا ولا مسجدا ولا كنيسة، لقد هتكوا جميع القوانين الدولية، وكسبت غزة احترام جميع الشعوب السوية الذين يؤمنون حقا بحقوق الإنسان.

إن شهداء غزة وأطفالها ورجالها وشيوخها الذين تقبلوا قدرهم واصطفوا بالأكفان، صورة واضحة تتمثل للعالم المتحضر لتفضح كذبهم بأنهم حماة حقوق الإنسان، عاشت فلسطين والمجد والعزة للمقاومين الفلسطينيين وتحيا مصر، تحيا مصر.

تحية عبدالوهاب