الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد هجمات الحوثيين: خطة أمريكية لحماية الملاحة بالبحر الأحمر

تحاول الولايات المتحدة احتواء توسع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتدعو حلفاءها لتوسيع قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات فى البحر الأحمر مع تصاعد تهديدات الحوثيين فى اليمن باستهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل. وفى تقرير لصحيفة واشنطن بوست بقلم دان لاموث وكريم فهيم قالت إن البيت الأبيض يرى أن توسيع القوة البحرية رد طبيعى بعد أن أطلق الحوثيون المتحالفون مع إيران صواريخ وطائرات مسيرة على عدة سفن واختطفوا واحدة فى الأسابيع الأخيرة؛ غير أن إجراءات مثل الضربات العسكرية أو تصنيف الحوثيين كإرهابيين يمكن أن تؤدى إلى تعقيد الجهود التى تبذلها الأمم المتحدة والولايات المتحدة وآخرون لإنهاء الحرب الأهلية الكارثية فى اليمن. وسلطت هجمات الحوثيين الضوء على الغضب الواسع فى جميع أنحاء المنطقة من العدوان الإسرائيلى الذى سوى أحياء فى قطاع غزة بالأرض، وقتل حوالى 18 ألف شخص وتسبب فى كارثة إنسانية، كما أدى إلى موجة من الهجمات الانتقامية على المصالح الأمريكية والإسرائيلية فى المنطقة.



وهدد الحوثيون باستهداف أى سفينة تبحر إلى إسرائيل ولا تتوقف فى غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية فى حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إنه تحدث عن التهديد الحوثى مع الرئيس الأمريكى چو بايدن وقادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وأوضح إذا لم يكن هناك نظام دولى فسنعمل على إزالة الإغلاق البحرى. ونسبت الصحيفة لمسئول كبير فى الإدارة الأمريكية تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته قوله إن خطة إدارة بايدن هى توسيع قوة المهام المشتركة 153 وهى وحدة عسكرية تركز على البحر الأحمر وخليج عدن وهى مجموعة تضم 39 دولة ومقرها البحرين ويتولى قيادتها الدورية ضابط فى البحرية الأمريكية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى چون كيربى إن تركيزنا هو على ضمان وجود قوة عسكرية كافية لردع تهديدات الحوثيين للتجارة فى البحر الأحمر وفى المياه المحيطة به؛ لقد سمعنا بالفعل بعض الاهتمام من العديد من الشركاء الرئيسيين. وناقش وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن مع وزير الدفاع السعودى خالد بن سلمان تهديدات الحوثيين لحرية الملاحة فى البحر الأحمر. وقال ميك مولروى الذى كان مسئولًا فى وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون فى عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إن استخدام قوة أمن بحرية لحماية الممرات المائية فى المنطقة فكرة جيدة لكن العثور على عدد كاف من السفن لتنفيذ المهمة بفعالية قد يمثل تحديا.

وبعد أيام من عملية طوفان الأقصى التى نفذتها حركة حماس على إسرائيل فى 7 من أكتوبر الماضى ورد الفعل الإسرائيلي العنيف؛ حذر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثى من أن مقاتليه سوف ينتقمون إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء وإذا تدخلت الولايات المتحدة فى غزة وذلك من خلال الضربات الصاروخية والمسيرات والخيارات العسكرية وقال نحن مستعدون للتدخل بكل ما فى وسعنا. وأطلق الحوثيون أول هجماتهم يوم 19 أكتوبر الماضى مستهدفين إسرائيل بصواريخ كروز ثم اختطفوا سفينة تجارية فى البحر الأحمر واحتجزوا 25 من أفراد طاقمها كما هاجموا 3 سفن تجارية فى البحر الأحمر وقد اعترض الفرنسيون والأمريكيون بعض الصواريخ الحوثية الموجهة لإسرائيل.

وقال مصطفى نعمان المحلل والكاتب والدبلوماسى اليمنى السابق فى مؤتمر صحفى فى تشاتام هاوس حول اليمن إن الحوثيين ليس عليهم الكثير من الضغط فى الداخل وأضاف أعتقد أنهم يتمنون أن يهاجمهم الأمريكيون أو الإسرائيليون لأن ذلك سيحولهم إلى قوة مقاومة حقيقية. وفى صنعاء، العاصمة التى يسيطر عليها الحوثيون؛ أشار بعض السكان إلى أن إنهاء الهجوم الإسرائيلى هو الحل الوحيد، وقال رضوان محمد بن محمد 48 عاما وهو مدير مستودع إن ما يحدث فى فلسطين جريمة كبرى ولا يجوز السكوت عنها ولا يهمنا أى رد فعل من أمريكا أو إسرائيل.

وكانت جماعة الحوثى قد تعهدت باستهداف كل سفينة شحن متجهة لإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها والجهة التى تديرها وذلك تضامنا مع قطاع غزة الذى يتعرض لعدوان إسرائيلى أدى حتى الحين لاستشهاد أزيد من 17 ألف فلسطينى معظمهم من النساء والأطفال. وبعد شنها هجمات ضد سفن إسرائيلية فى البحر الأحمر، أعلنت جماعة الحوثى عن توسيع نطاق عملياتها لتشمل كل سفينة متجهة لإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها. وقال الناطق العسكرى باسم الجماعة العميد يحيى سريع إن أى سفن تتجه إلى الكيان الصهيونى ستكون هدفا مشروعا وأضاف نعلن منع مرور السفن المتجهة للكيان الصهيونى إذا لم يدخل قطاع غزة الغذاء والدواء؛ وحذر سريع جميع السفن والشركات من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية. وتسيطر الجماعة على صنعاء والحديدة المطلة على البحر الأحمر، إلى جانب العديد من محافظات شمال ووسط اليمن.

وكانت جماعة الحوثى استهدفت مؤخرا سفنا إسرائيلية وذلك للتضامن مع قطاع غزة فى وجه حرب الاحتلال المستمرة منذ أكثر من شهرين. وفى 19 نوفمبر الماضى ؛ سيطر الحوثيون على السفينة الإسرائيلية جالاكسى ليدر واقتادوها مع طاقمها إلى السواحل اليمنية. وفى 25 من الشهر نفسه هاجمت مسيرة يمنية سفينة كلاندار المملوكة لشركة زيم الإسرائيلية. وقبل يومين قصفت مسيرة يمنية سفينتين إسرائيليتين فى البحر الأحمر. وقالت الجماعة فى بيان إن القوات المسلحة اليمنية مستمرة فى منع السفن الإسرائيلية من الملاحة فى البحر الأحمر وخليج عدن إلى أن يتوقف العدوان الإسرائيلى على أشقائنا الصامدين فى غزة. وقد أجبرت هذه العمليات السفن الإسرائيلية على سلوك مسارات الشحن الأكثر تكلفة حول أفريقيا. وقالت خطوط الشحن الدولية إن هذه المسارات يمكن أن تضيف 18 يوما إلى المدة الزمنية التى كانت تستغرقها السفن الإسرائيلية قبل هجمات الحوثيين. وقال مسئول فى وزارة الدفاع الأمريكية إن صواريخ وطائرات مسيرة أطلقت من اليمن تجاه المدمرة الأمريكية كارنى وسفن تجارية بالبحر الأحمر فى حين أعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين استهدافهم لسفينتين إسرائيليتين. ويربط باب المندب البحر الأحمر بخليج عدن، وهى منطقة حيوية للتجارة العالمية شهدت سلسلة هجمات فى الأسابيع الأخيرة تبناها الحوثيون، ردا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 من أكتوبر الماضى.

وأضاف المسئول فى البنتاجون أن المدمرة كارنى استجابت لنداء استغاثة من سفينة تجارية فى البحر الأحمر، مؤكدا أنها نجحت في التصدى لمسيرات وصواريخ أطلقت من أراض يسيطر عليها الحوثيون فى اليمن. وشدد على أن إطلاق الصواريخ والمسيرات على المدمرة كارنى لم يسفر عن إصابات أو أضرار مشيرا إلى أنه لا يمكنه حتى اللحظة تأكيد تعرض سفينة تجارية لإصابة مباشرة فى الهجوم ؛ كما استهدفت طائرة مسيرة سفينة حاويات أمام ساحل ميناء الحديدة اليمنى. وبدورها، نقلت صحيفة التليجراف البريطانية عن شركة «أمبرى للأمن البحرى» إصابة سفينة شحن بريطانية ترفع علم جزر البهاما بصاروخ أمام الساحل الغربى لليمن. وأضافت الشركة فى بيان لها أصيبت ناقلة البضائع بصاروخ وانسحب الطاقم إلى بدن السفينة كما حذرت الوكالة البحرية البريطانية من انفجار محتمل فى مضيق باب المندب بالبحر الأحمر من جهة اليمن، ودعت السفن الموجودة فى المنطقة إلى توخى الحذر والإبلاغ عن أى نشاط مشبوه.

بدورها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلى إن السفينة التي تعرضت لضرر بالغ فى البحر الأحمر مملوكة لبريطانيا ولا علاقة لها بإسرائيل وأضافت أن السفينة التى تعرضت لأضرار طفيفة فى البحر الأحمر مؤجرة لشركة ملكيتها إسرائيلية جزئيا. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى للإعلام الأجنبى چوناثان كونريكوس على منصة إكس تويتر سابقا أن الإيرانيين ووكلاءهم الحوثيين يشكلون تهديدا للعالم الحر بأكمله. من جانبها، قالت شركة الملاحة الإسرائيلية تسيم إنها غيرت خطوط ملاحة سفنها بعد تعرض سفينتين لقصف بالمسيرات أمام سواحل اليمن. فى المقابل قال العميد يحيى سريع المتحدث العسكرى باسم الحوثيين إن القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية استهداف لسفينتين إسرائيليتين عند باب المندب. وأضاف في بيان أن قواتهم البحرية مستمرة فى استهداف السفن الإسرائيلية حتى يتوقف العدوان على غزة، كما ستواصل منع السفن الإسرائيلية من الملاحة حتى يتوقف العدوان على غزة. وكان الحوثيون هددوا إسرائيل بضربات موجعة وقاصمة، إثر عودة العدوان على قطاع غزة.