الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عبر شفرة «الطوابير» من المغتربين.. «الكل» جاهز بصوته انتخابات الرئاسة على موعد مع إقبال تاريخى

لا تتفاجأوا فى هذا الأسبوع المنتظر، أيام 10 و11 و12 ديسمبر الجارى، مما ستشهده اللجان الانتخابية ومحيطها فى كل ربوع البلاد، ولا تتعجبوا من إقبال بكثافة أكبر مما هو متوقع، الأمر فى انتخابات رئاسة الجمهورية 2024 لا يتعلق فقط بتمسك الجميع بحقوقه الدستورية والإدلاء بصوته، ولكن «الضمير» سيكون صاحب الكلمة من خلال تمسك الجميع عبر «صوته» فى أن تظل هذه الدولة مصانة ضد أى مخطط والمشهد واضح للجميع من كل اتجاه حول الحدود.



طوابير «المغتربين» فى جميع أنحاء العالم، جانب مهم من أركان «غيرة» الملايين فى الداخل والخارج، من المؤكد أن الصورة ستكتمل ومهما كان الدافع، المهم أن يكون الرقم «كاملًا» لتكون «الأمانة» فى يد الأجدر بها والقادر عليها بتفويض «الصندوق» الذى لن يكون «حائط صد» فقط أمام ما يستهدف هذا البلد، ولكن يحمى عبر مؤسساتها المقدرات والمدخرات التى لكل منا فيها نصيب وحق.

ومثلت الانتخابات الرئاسية 2024، حدثًا خاصًا للجاليات المصرية بالخارج فى جميع دول العالم، فى ظل تفهمهم لمسئولياتهم الوطنية القائمة على الارتباط بالوطن والتفاعل مع كل ما يدور به، ليظهر تمسكهم بحقهم الدستورى فى الإدلاء بأصواتهم أمام صناديق الاقتراع فى السفارات والقنصليات بدول العالم، بالتزامن مع التسهيلات التى قدمتها الهيئة الوطنية للانتخابات بتذليل أى عقبات أمام أى ناخب بالخارج، والدور الذى قامت به البعثات الدبلوماسية بتهيئة الأجواء أمام المغتربين أيام 1 و2 و3 ديسمبر 2023، ليظل التواصل قائمًا لا ينقطع، ويحتوى الوطن الجميع مهما كانت المسافات بعيدة.

وخرج مشهد تصويت «المغتربين» محاطًا بمجهودات عملت عليها قيادات الجاليات المصرية فى مختلف دول العالم، حتى بات الاقتراع بالخارج للمغتربين بمثابة «أيام فى حب بلدهم»، لتكون الرسالة للداخل والخارج حول ارتباط المصريين بالعالم بوطنهم الأم.

ويقول وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب وأمين الشئون البرلمانية بحزب مستقبل وطن بالقاهرة، النائب إيهاب الطماوى، إن توافد المصريين فى الخارج على اللجان فى السفارات والقنصليات بشتى أنحاء العالم وموقفهم من انتخابات الرئاسة التعددية، ليس بالجديد على المصريين الذين دائمًا ما يكونون سندًا للدولة ودعمًا لها فى مواجهة جميع التحديات فى ظل تمسك الدولة بأن يظل الجسر قائمًا وممتدًا مع أبنائها فى كل مكان، مشيرًا إلى أن مشهد الخارج سيكون له استكمال فى الداخل لن يقل عن صورة المغتربين، وسيكون حافزًا فى عدم تنازل أى مواطن فى الداخل عن حقه بالإدلاء بصوته، مؤكدًا أن مشهد «الخارج» وما هو متوقع فى الداخل، دليل على أن المصريين لديهم الوعى الكافى بأهمية المرحلة التى تمر بها الدولة وحجم التحديات التى تمر بها البلاد على جميع المستويات.

وأوضح «الطماوى»، أن المواطن يشعر بأهمية الإدلاء بصوته فى الانتخابات الرئاسية لعدة اعتبارات من بينها أن صوته ليس مجرد رأى ولكنه رقم مؤثر، بجانب أنه مؤشر لدعم الدولة وسياستها تجاه القضايا الإقليمية لأنه يعلم جيدًا حجم المخاطر على حدوده ويدرك أيضًا دور بلاده وتأثيرها، فضلًا عن رغبة المواطن فى استمرار خطط التنمية التى تقوم بها الدولة والتى هو شريك فيها بالفعل ويرى تأثيرها فى كل مكان ويشعر بمكانتها المستقبلية عليه وعلى أبنائه.

ولفت «الطماوى» إلى أن المصريين مدركون حجم التحديات وفى حالة اصطفاف واضح خلف القيادة التى يثقون فيها ويطلبون منها اعتماد المسئولية فى جميع الشئون لاسيما على صعيد الأمن القومى وثقلها فى العلاقات الخارجية، والكثير من الملفات الداخلية فى صدارتها التنمية الاقتصادية فى ظل ما يرونه على أرض الواقع مما تم إنجازه من حجم مشروعات على جميع الأصعدة ووجود خطط سيتم استكمالها للوصول إلى مراحل أفضل لمستقبل أبنائهم، وفى الوقت نفسه، التصميم على قيادة تحافظ على استقرار وأمن بلدهم فى ظل ما يرونه من حرائق مشتعلة بالمنطقة والعالم.

وتتفق معه أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، د.وئام عثمان التى أكدت على أن الشعب المصرى يعرف جيدًا معنى الدولة وقيمتها ومثلما ترجم المواطن فى الخارج هذا الإدراك أمام الصناديق سيكون هناك ترجمة أكبر من المواطن بالداخل الذى يرى أن مسئوليته مرتبطة بالقيام بواجبه وأن يتمسك بالاختيار الذى كفله له الدستور والقانون والمحاط بحماية من أجهزة الدولة وفى صدارتها الهيئة الوطنية للانتخابات التى تتمسك بجميع معايير الشفافية والوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين.

وأوضحت «عثمان»، أن تصويت المصريين فى الخارج كان بمثابة وثيقة مطالبة استكمال طريق التنمية والاستقرار، الأمر الذى كان تجسيدًا واقعيًا لقوة الإرادة الشعبية لدعم الدولة فى مواجهة الكثير من التحديات، وبالفعل كانت أيام التصويت فى الخارج، إعلانًا من جانب المغتربين بأن الشعب يعرف طريقه لحماية الدولة والمؤسسات واستكمال ما يراه من خطط تنموية تستكمل من يوم إلى آخر، واستكملت: «رسالة المغتربين كانت مهمة ليس فقط لذويهم فى الداخل ولكن أيضًا للمجتمعات التى يعيشون فيها بالخارج وهى أنه مهما كان البعد من حيث المسافة ولكنهم حاضرون فى أى وقت ويقدمون أكثر من واجبهم ومما ينتظر منهم».

وأشارت «عثمان» إلى أن المظهر المشرف للمغتربين كان بمثابة رسالة لدول العالم تؤكد أن مصر تعزز قيادتها المستقبلية وأن نظامها السياسى يحمل الشفافية وأن الدولة تستكمل أركان الديمقراطية التشاركية، لافتة إلى أن تصويت «الخارج» دافع رئيسى وقوى للمواطنين فى الداخل نحو القيام بدورهم وواجبهم والتمسك بحقوقهم السياسية فضلًا عن السعى لاستكمال المنظومة التنموية والاستقرار والأمن على المستوى الداخلى واستمرار جهود السياسة الخارجية فى حماية الأمن القومي.

وأردفت: «فى أيام 10 و11 و12 ديسمبر الجارى، سيتضح الحجم الكبير للكتلة التصويتية فى الداخل وسيكون هناك حضور كبير للمرأة التى تعيش عصرها الذهبى من أجل استيفاء حقوقها التى حصلت عليها واستكمال واجبها ببث الحماس فى باقى أفراد الأسرة من أجل المشاركة»، لافتة إلى أن الشباب سيكونون بمثابة كلمة السر فى أيام التصويت لأنهم يشعرون بمسئولية لحماية مستقبلهم وبلادهم فى ظل ما يتابعونه على وسائل التواصل الاجتماعى وإدراكهم قيمة الدولة والمؤسسات وجوهر التنمية التى ستكون لصالحهم.

نائب رئيس حزب المؤتمر، د.رضا فرحات، أكد أنه على مدار أيام الانتخابات بالخارج كان المشهد رائعًا لمشاركة المغتربين فى عملية التصويت مما يعكس تفهمهم لدورهم وتأثيرهم فى اختيار الرئيس القادم من بين 4 مرشحين، مما يوضح حالة التعددية السياسية التى تعيشها الدولة، لافتًا إلى أن شعور المصريين بالخارج بأهمية صوتهم انعكاس لعدة أمور منها ما حمله الدستور من مساندة لهم فى المادة 88 ومدى قيام الدولة بدعمهم من خلال القوانين المنظمة ووضح ذلك من خلال مبادرات قدمت لهم مثل تسوية الموقف التجنيدى والعمل على ارتباطهم بوطنهم الأم وهو ما شعروا به، لتكون الترجمة الفعلية بالتواجد بتلك الأعداد الكبيرة أمام السفارات والقنصليات، مما يؤكد تمسكهم بدورهم فى دعم الدولة ومساندتها فى مواجهة التحديات التى يرصدونها.

ووجه «فرحات» الشكر للهيئة الوطنية للانتخابات لكونها شريكًا فى هذا المشهد المشرف والإشراف على حصول المغتربين على حقوقهم الدستورية عبر التسهيلات التى قدمتها للتيسير عليهم خلال عملية التصويت مثل اقتراعهم ببطاقة الرقم القومى حتى لو كانت منتهية، فضلًا عن التجهيزات التى أعدت بالسفارات والقنصليات وتقديم التوقيتات المتناسبة مع عطلاتهم فى الدول المختلفة، وعلى إثر ذلك قاموا بواجبهم نحو وطنهم وحضروا من أماكن بعيدة وفى أجواء طقس صعبة للغاية، وظروف مرضية للكثيرين منهم ولكنهم صمموا على التواجد فى هذا المشهد.

وتابع: «ظهور المصريين بالخارج بهذه الصورة سيكون له انعكاس على المصريين بالداخل والقيام بواجبهم وشعورهم بأهمية دورهم وسط مؤشرات بحضور تاريخى سيفوق المتوقع، حيث لا يقل المصريون فى الداخل شعورًا بالوطنية والانتماء».