الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
محاكمة إسرائيل  داخل مؤتمر المناخ

محاكمة إسرائيل داخل مؤتمر المناخ

يواجه مؤتمر الأطراف cop28 هذا العام تحديات بيئية خطيرة آخرها حرب غزة التى ألقت بظلالها على العالم أجمع بما فيها سياسات المناخ الدولية.. وكما تداعت مفاهيم حرية الرأى وحق التظاهر عندما حاولت السلطات فى بعض الدول منع التظاهر لتأييد الشعب الفلسطينى، تم منع مظاهرات أنصار البيئة عندما نددوا بجرائم إسرائيل ضد الأراضى الفلسطينية وكيف دمرت القنابل الفسفورية التربة ولوثت الزرع والمياه والآبار، وطالبتهم السلطات بالتظاهر دفاعًا عن البيئة بشكل عام دون التطرق لما يحدث فى القضية الفلسطينية.



المنظمات الأهلية العربية المعنية بالبيئة أعدت بيانًا مهمًا لإعلانه فى مؤتمر المناخ، وقامت بصياغته الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» التى تضم فى عضويتها أكثر من 300 منظمة عربية وتولت إدارة عدد من المشاورات والحوارات الوطنية شاركت فيها تلك المنظمات خلال الشهرين الماضيين قبل عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلى الغاشم.. مع أهمية ما طرح فى البيان بشأن تأثير أزمة المناخ على المنطقة العربية التى تعد أكثر مناطق العالم هشاشة نتيجة التغيرات المناخية رغم مساهمتها المحدودة فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، مما أدى إلى انعدام الأمن المائى والغذائى، وأيضًا ما تضمنه البيان من نداءات باسم الشعوب بمطالبة الدول المتقدمة باتخاذ إجراءات عاجلة لخفض الانبعاثات عالميًا علمًا بأن تدابير التخفيف التى اتخذتها البلدان المتقدمة غير كافية لضمان تنفيذ أهداف خفض الانبعاثات بحلول عام 2030. نبه البيان إلى خطورة التفاوت فى تدفق التمويل الخاص إلى البلدان النامية مقارنة بالبلدان المتقدمة، مدللًا على ذلك بتمويل أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية بقيمة 141 مليار دولار بين عامى 2019/2020 مقارنة ب 37 مليار دولار لجنوب آسيا والشرق الأوسط وامريكا الجنوبية وافريقيا مجتمعة خلال نفس الفترة!

ومع أهمية نقاط البيان الذى اشتمل على شرح واف للقرارات التى أعلنت طوال السنوات الماضية والاسباب التى أثرت سلبًا فى تفعيل تلك القرارات رغم تسارع وتيرة التدهور البيئى، ركز البيان على إدانة واستهجان المنظمات الأهلية المعبرة عن الشعوب العربية للحرب الشرسة التى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى على المدنيين فى قطاع غزة، واستنكار الصمت الدولى تجاه التطهير العرقى والتهجير القسرى، واستخدام الاحتلال الأسلحة المحرمة دوليًا التى قتلت البشر وتسببت فى كارثة بيئية قد تمتد آثارها لعقود طويلة، مطالباً المحاكم الدولية بالنظر فى تلك الجرائم وتوجيه تهمة تدمير البيئة لإسرائيل، وأيضًا المطالبة بتشكيل لجنة دولية محايدة من خبراء دوليين تشرف على أعمالها الأمم المتحدة لتقييم الدمار البيئى الناتج عن ممارسات جيش الاحتلال فى قطاع غزة، وتقييم الخسائر الاقتصادية نتيجة التدهور البيئى الواقع لمقاضاة المحتل الإسرائيلى.

لا شك أن أحداث غزة الدامية ستكون لها التأثير الأكبر فى مجريات وفعاليات cop28 رغم منع ممثلى شعوب العالم المتواجدين فى مؤتمر المناخ من إيصال صوتهم لصانعى القرار داخل غرف المؤتمر المغلقة.