السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مروة إبراهيم أول بطلة مصرية تتأهل لأولمبياد باريس 2024 لـ«روزاليوسف»: حلمى ميدالية الأولمبياد البارالمبية للتجديف لمصر

فازت اللاعبة المصرية مروة حسن إبراهيم، عضو المنتخب المصرى للتجديف البارالمبى «من ذوى الهمم»، بالمركز الأول والميدالية الذهبية فى سباق زوجى مختلط خلال البطولة الإفريقية للتجديف والتى استضافتها دولة تونس. أواخر أكتوبر الماضى. وبهذا الفوز تُصبح مروة إبراهيم أول بطلة مصرية تتأهل لأولمبياد باريس البارالمبية فى أغسطس 2024 فى حدث هو الأول فى تاريخ مصر برياضة التجديف البارالمبى.



 

«مروة» البالغة من العمر 28 عامًا، ولدت بمحافظة الشرقية، حصلت على ليسانس كلية الآداب بقسم علم النفس، وتعمل بأحد البنوك. اللاعبة الواعدة رغم بُعدها عن العاصمة؛ فإنها نجحت بإصرار وعزيمة التأهل لأهم بطولة رياضية عالمية وأولمبياد بباريس. 

«اقتنصنا ذهبية البطولة الإفريقية بتوفيق الله أولاً ثم بالجهود الذاتية، للأسف سافرنا للبطولة بلا معسكر، لم نتلق اهتمامًا أو دعمًا كافيًا، حققنا الفوز بأقل الإمكانيات ونافسنا فرقًا كبيرة لدول أخرى تحظى بكل الدعم، رواتبنا منذ يونيو الماضى متأخرة ولم نحصل على مكافأة الفوز بالبطولة الإفريقية ولا التأهل لأولمبياد باريس حتى الآن».. تحكى مروة إبراهيم فى حديثها مع «روزاليوسف» عن التحديات التى واجهتها فى رحلتها الرياضية.

جدير بالذكر أن ثنائى المنتخب المصرى للتجديف البارالمبى على الزينى ومروة إبراهيم تأهلا إلى دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024، وذلك بعد تتويجهما بالميدالية الذهبية لمنافسات التجديف المختلط فئة PR3Mix2x فى البطولة الإفريقية للتجديف، وكانت منافسات التصفيات الإفريقية التأهيلية للألعاب الأولمبية والبارالمبية بباريس 2024. وتعد هذه المرة الأولى التى يشارك بها منتخب التجديف ضمن البعثات البارالمبية المصرية.

 فى البداية.. علاقتك بالرياضة.. متى بدأت؟

ـ فى الصغر عندما كان عمرى 8 سنوات، محظوظة لنشأتى فى أسرة كانت حريصة على البحث ومشاركتى فى أنشطة أخرى بجانب الدراسة وكانت الرياضة على رأسها، كانت والدتى خير داعم لى فى مشوارى طيلة حياتى، كانت تستيقظ مبكرًا لتذهب بى للتمارين، وتعتنى بكل التفاصيل من تغذية، ملابس وعلاج.

وفى البداية التحقت بمراكز شباب متعددة فى محافظتى بالشرقية وبدأت بممارسة ألعاب القوى، ثم تم اختيارى ضمن اللاعبين الناشئين فى منتخب ألعاب القوى البارالمبى الاتحاد المصرى، ولم أتوقف عن ممارسة الرياضة إلا عامًا واحدًا فقط أثناء مرحلة الثانوية العامة، ولكن عدت فورًا فى الصف الأول الجامعى. 

 ومن ألعاب القوى للتجديف.. كيف كان الاختيار؟

 ـ صُدفة، فى السنوات الثمانية الأخيرة لعبت رفع أثقال فى نادى اتحاد الشرطة الرياضى، وحصلت خلال هذه الفترة على ميداليات ذهبية وبطولات جمهورية وكأس مصر. ورياضة التجديف البارالمبية حديثة العهد فى مصر بدأت فقط منذ 4 شهور، وفتح اتحاد التجديف باب التسجيل لها، وكانوا يبحثون عن لاعبين/ ات لديهم إعاقات خفيفة لتناسب هذه الرياضة الحديثة العهد فى مصر بأن يكون اللاعب وزنه خفيفًا لتناسب المركب، وحركته سهلة، وأن يكون لديه ساق وأذرع سليمة للتجديف.

قدمت فى التسجيل، وانطبقت المواصفات علىّ وزميلى اللاعب على الزينى الذى تأهلنا سويًا لبارلمبياد باريس؛ لأن الاتحاد كان يبحث عن لاعب /ة فى مركب مختلط ويكون البتر لديهم فوق أو أسفل الركبة، ومن ثم التحقت بالمنتخب القومى للتجديف البارالمبى.

 كيف كان أول يوم تدريب لك فى التجديف؟

ـ كنت خائفة للغاية من المياه، وأخبرت المدرب عدم قدرتى على إنجاز الأمر، ولكن طلب تعلم السباحة فى البداية، وأقنعنى باستمرار التدريب لأن لدى قوتى البدنية والجسدية مناسبة لممارسة التجديف. بدأت «أشتغل على نفسى كويس»، كان صعبًا للغاية تعلم السباحة والتجديف فى ذات الوقت بجانب توفيقى والتزامى بدوام العمل اليومى، ولكن مرت الأربعة شهور وسافرنا للبطولة الإفريقية بتونس وحصلت على الميدالية الذهبية بفضل الله وتوفيقه. 

 قبل الحديث عن البطولة الإفريقية.. أنت تعملين فى مجال البنوك.. كيف توفقين بينه وبين شغفك الرياضى؟

ـ نعم مجال البنوك يتطلب ساعات عمل طويلة، ولكن توفيق ربنا ودعمه لتصميمى ومثابرتى، كانوا يدفعونى  للاستمرار وتحقيق التوازن بين العمل والتمرين الذى يبدأ من النزول يوميًا من منزلى فى مصر الجديدة إلى نيل الدقى للتمرين فى الخامسة فجرًا حتى السابعة والنصف صباحًا، ثم الذهاب للدوام فى تمام الثامنة صباحًا بعد خلع الملابس الرياضية والذهاب للبنك. 

 كيف نجحت فى اقتناص ذهبية البطولة الإفريقية للتجديف فى تونس؟

ـ أولاً بفضل الله وتوفيقه وثانيًا بالجهود الذاتية، للأسف سافرنا للبطولة الإفريقية بلا معسكر، لم نتلق اهتمامًا من الاتحاد أو دعمًا، هذه التمرينات التى أحضرها وأتكبدها ماليًا من راتبى الشخصى تاكسى يوميًا من منزلى بمصر الجديدة للتدريب فى الدقى بمقابل 100 جنيه، من دون صرف بدلات انتقال من الاتحاد، قبل بطولة تونس كنت أسافر بشكل مكثف إلى محافظة الإسماعيلية للتدريب ولتحسين أدائى لم يساعدنى فيها الاتحاد.

نحن طلباتنا بسيطة لأى بطل مؤهل لبارالمبياد 2024 أن يوفر لنا الاتحاد gym، أدوات تجديف، مركبًا خاصًا باسمنا، شنطة ملابس، مكملات غذائية، دعمًا ماديًا ومعنويًا وخبيرًا فى التجديف «كابتن مؤهل» لنتعلم منه.

نحن حققنا ميدالية ذهبية بأقل الإمكانيات، صرخت أنا وزميلى اللاعب «على الزينى» عندما أعلن الحَكم فوزنا بالميدالية الذهبية وتأهلنا بها لأولمبياد باريس البارالمبية أغسطس 2024، لم نكن نتوقع أنه رغم عدم حصولنا على معسكرات أو امتلاكنا لخبرات مماثلة للاعبى الدول الأخرى المنافسة، وكذلك عدم توافر لنا ربع الدعم الذى تحصل عليه الفرق المنافسة، «قدرنا نكسبهم ونفوز عليهم».

 هل أبلغتم هذه التحديات لوزير الشباب والرياضة، قرأت خبرًا بالاتصال بكم وتهنئتكم بالفوز؟

ـ «الدولة لم تعطنا حقنا ومفيش دعم»، استقبلنا نائب وزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد التجديف فى المطار وكانت المقابلة جيدة للتهنئة. «محدش وعدنا بحاجة، أخدنا بوكيه ورد واتصورنا صورتين وكل واحد راح لحاله؟!» نحن لم نحصل على رواتبنا المتأخرة من شهر يونيو الماضى حتى الآن، وكذلك مكافأة البطولة الإفريقية ومكافأة التأهل لأولمبياد باريس 2024.

 ألا تشعرين بالإحباط وسط هذه الأجواء .. ما الذى يجعلك مستمرة؟

ـ الإيمان وثقتى بالله هو ما يساعدنى ويجعلنى مستمرة، وعندما سافرنا لتونس للبطولة الإفريقية كان لدى يقين بالله سواء كسبت أو خسرت أنه لن يضيع مجهودى وإصرارى على التمرين الذى لم أتهاون فيه يومًا منذ بدء هذه الرياضة قبل 4 شهور!

كنت دائمًا منتظمة ومواظبة صباحًا وبَعد العصر بعد انتهاء دوام عملى على ساعات التدريب. نحن لم نحصل على فرصة الدخول فى معسكرات مثل باقى الفرق المنافسة فى البطولة ولكن الله وفقنا بأقل الإمكانيات، كان الموج مرتفعًا ومياه تونس غير مصر، فالتيار كان مرتفعًا جدًا، لم أكن أعرف من قبل ماذا تعنى بطولة دولية وماذا يعنى start أو final والاحتكاك بفرق أخرى إلا فى تونس ومع ذلك نجحنا. 

كل ما يحزننى أنه بجانب غياب الدعم اللوچيستى لأى بطل أولميبى نجح وتأهل لهذه المنافسة العالمية، هو أنه يتم محاباتنا من داخل الاتحاد، هناك شخصية غضبت من نجاحنا وتأهلنا وتحاول إزاحة أسمائنا أنا وزميلى على الزينى بعد تأهلنا لأولمبياد باريس واستبدالنا بلاعبين آخرين..!

 يتم محاربتكم من داخل الاتحاد.. كيف؟

ـ نعم تقدّّمنا بمذكرة لرئيس اتحاد التجديف للشكوى من سوء معاملة كابتن أحمد محفوظ بالمنتخب وعدم اهتمامه أو مساعدتى فى تونس أثناء البطولة رغم أن ذلك من صميم مسئولياته، قبل بدء أيام البطولة كان هناك تدريب فى بحيرة وأبلغت رئيس الاتحاد فى المذكرة أنه لم يكن يساعدنى أو فى اتخاذ المركب ولا فى تركيبها وضبطها أو حتى نزولها إلى البحيرة أو الخروج منها، وكان دائم التنصل من مسئوليته ويقول: «أنا مليش دعوة بكم»، وكان يركز اهتمامه على لاعب ولاعبة أخرى زملائنا فى المنتخب رغم أننا جميعًا مسئولون منه من دون تمييز. وكان يساعدنا كباتن من منتخب التجديف للاعبين النورمال، وعلى رأسهم كابتن سارة، وكابتن محمد جمعة وكابتن محمد طه المدير الفنى للمنتخب القومى التجديف!

إلى جانب غياب الدعم اللوچيستى، كان الكابتن محفوظ يحبطنا ويهبط من عزيمتنا، حتى إنه طلب منّى قبل المنافسة الأخيرة فى آخر جولة ألا أبذل مجهودًا أو طاقة كبيرة لأنها ليست مهمة؟! وكان دائم الاستهزاء والتقليل بفوزنا حتى بعد ما حققناه من ميدالية ذهبية وتأهلنا لأولمبياد 2024.

ولكن لماذا يستهزئ بفوزكم وهو مسئول بالاتحاد من مصلحته الأساسية نجاحكم؟

ـ لا أعلم، نحن تقدّمنا بمذكرة تتضمن كل هذه الشكاوى أنا وزميلى على الزينى، وننتظر من رئيس الاتحاد الإنصاف والحصول على حقوقنا، وإذا لم نلق ردًا سنتوجه للسيد وزير الشباب والرياضة. 

 وما التجهيزات الآن للاستعداد لأولمبياد باريس 2024 ؟

 

ـ أهم وأول طلب سفرنا لمعسكرات والاحتكاك مع منافسين من دول أخرى، هذا مهم جدًا ويطور أداءنا ويؤهلنا لخوض أولمبياد باريس بخبرة واحترافية أكبر، بالإضافة إلى أهمية مشاركتنا فى بطولة العالم فى مارس المقبل التى تنظمها البرازيل ونخشى ألا نسافر لها بحجة عدم توفير ميزانية للسفر! 

 

أمّا عن التجهيزات الأخرى؛ فنريد الإمكانيات الأساسية لأى بطل أوليمبى مثل الدعم النفسى، الطبى، الرياضى، توفير مركب جديدة و4 مجاديف لايت، بالإضافة إلى ساعة بالمركب، نحتاج لعلاج طبيعى وصالة ألعاب رياضية، ملابس، أدوات، مكملات غذائية، علاج للإصابات، وبرنامج غذائى ورياضى محدد، نحن نجتهد ذاتيًا مع زميلى «على الزينى» لأنه عندما توجهنا بالسؤال للمسئولين بالاتحاد بعد عودتنا من تونس وسألنا ماذا بعد، كيف نستعد لباريس 2024 ؟ لم نتلق ردًا حتى الآن، أخبرونا أن ننتظر انعقاد اجتماع مجلس الإدارة ثم اللجان الفرعية وفهمنا بشكل غير مباشر «اذهبوا واعتمدوا على أنفسكم»؟! هل هذا معقول مع أبطال تأهلوا للأولمبياد؟! أين الاهتمام والدعم والرعاية لهم؟! 

 

نريد توفير مناخ صحى وهادى ومعسكر للتدريب واستكمال المشوار لاقتناص الميدالية الأولمبية وأن نكون فى كامل لياقتنا البدنية، الذهنية والنفسية. نحن ننفق من أموالنا الخاصة على تأهلنا الرياضى نحتاج فى الشهر ما لا يقل 10 آلاف جنيه للقيام بكل هذه الاحتياجات السابقة التى هى مسئولية الاتحاد وليس اللاعب؟!