الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إدوارد وكارتر

إدوارد كول وكارتر تشامبرز من عالمين مختلفين، واحد فاحش الغنا وهو إدوارد ولعب دوره چاك نيكلسون وهو رجل مزواج ومقاطع بنته الوحيدة، والتانى هو كاتر تشامبرز ميكانيكى مكافح ورب أسرة كبيرة مكمّلش تعليمه العالى علشان يعرف يصرف على أسرته، وده لعب دوره مورغان فريمان فى فيلم (قائمة الدلو) ومعناها قائمة الأمنيات.. وقصة من أجمل ما شاهدت عن الصداقة.



اللقاء الأول بينهما كان سيّئًا. التقيا فى غرفة فى مستشفى يملكها إدوارد (والليّ سياستها إن كل أوضة يكون فيها اتنين من المرضى للحد من الاكتظاظ فى المستشفيات).

على اختلافاتهم بيجمعهم شىء واحد هو إنهم اتشخّصوا هم الاتنين بنوع من السرطان الذى لا شفاء منه وأن أقصى مدة هيعيشوها هى من ستة شهور لسنة.

بتفضل العلاقة متوترة بينهم لحد ما كل واحد منهم بيعرف إن الباقى من الوقت له قليل، وهنا بيقوم كارتر بكتابة ورقة فيها قائمة بالأمنيات الليّ نفسه يحققها قبل ما يموت، بس طبعًا منها حاجات مستحيل يعملها فيرمى الورقة وبيلاقيها إدوارد وتعجبه الفكرة وبيزود عليها الحاجات الليّ هو كمان عايز يعملها.

وفى لحظة تتحول العلاقة بينهم وبيقرروا يمشوا من المستشفى ويروحوا رحلة حول العالم لتحقيق قائمة أمنياتهم.

بداية من الهبوط بالمظلات وسباق عربيات وزيارة لجنوب فرنسا وجنوب أفريقيا والأهرامات وسور الصين العظيم وجبال الهمالايا وهونج كونج وتاج محل.

توحد قائمة الأمنيات بين الرجلين وتجعل منهم أعز الأصحاب فى وقت هو آخر ما تبقى لهم فى الحياة.

الفيلم عظيم وإنسانى ومضحك مبكى مع خفة دم إدوارد وحكمة كارتر. بداية الفيلم ساحرة فى مشهد فلاش باك بنشوف فيه واحد راجل ماشى على التلج لا نرى حدوده وبنسمع صوت الراوى وهو كارتر بيقول:

من الصعب علينا أن نفهم حياة شخص ما، فالبعض يقيس حياة الإنسان وقيمتها بما تركه بعد رحيله، وهناك من يقيسونها على قدر إيمان صاحبها وآخرون يرون قيمتها فى مساحة الحب بحياة صاحبها، وكذلك هناك من يرون أنه لا معنى للحياة على الإطلاق، أمّا أنا فأعتقد أن قياس قيمة حياة الشخص هى من خلال الأشخاص الذين أدركوا وعرفوا قيمة حياتهم من خلال ذلك الشخص، وعليه فإننى أستطيع وبكل يقين أن أقول لكم أن إدوارد كول قد شهد فى آخر أيام حياته ما لم يشهده الكثير من الناس على مدار حياتهم بالكامل.

مع المشهد الأول هيفتكر المُشاهد إن إدوارد مات قبل كارتر ولكن الحقيقة هى العكس.

ليترك الفيلم المجال لخيال كل مُشاهد وفلسفته عن الموت والحياة.

وفى مشهد عظيم بيتكلم إدوارد فى حفل تأبين صاحبه قائلاً: إن هو وكاتر شافوا العالم سوا وإن آخر شهور حياة كارتر هى أسعد شهور حياته هو.. وتبقى الصداقة أقوى الروابط لمن فهم الحياة جيدًا.