احترس من شركات الإصلاح الوهمية عبر الإنترنت

شركات بلا هوية.. وتحمل أسماء شركات عالمية.. تتصل بهم تفاجأ بفتاة ترد عليك بـ آلو والسلام عليكم.. بدلاً من أن تقول اسم الشركة كأى وكيل معتمد لأى ماركة عالمية.. تسأل وبوضوح شديد هل أنتم شركة.. فيكون الرد: إحنا وكيل معتمد يا فندم.. ومن هنا يبدأ نصب الفخ للزبون وليس العميل.. الكثير والكثير بل ملايين الشركات بهذا الشكل.. تسأل: كم تكلفة إصلاح وتقول لها إنه مثلاً زجاج باب فرن حرارى إيطالى مكسور.. وتبدأ عملية النصب من هنا.. لازم يا فندم الفنى ييجى ويحدد العطل ويتم دفع 300 جنيه للفنى.. يا سيدتى الفاضلة أنا باقول لكِ زجاج باب فرن حرارى مكسور فماذا سيفعل الفنى هنا وما دوره؟ كم سعر الزجاج وتقول مقاسه أيضًا.. فيأتيك الرد أن الفنى هو من يحدد.. وبالفعل تحدد لك الموعد ويأتى عبقرينو الشركة المضروبة.. من الوهلة الأولى ومن ملابسه العادية التى يرتديها وهاند باج كانت فى الأساس كيس قمامة.. يدخل ومعه دفتر باسم آخر تمامًا غير اسم الوكيل الأصلى.. ويقول إنه وكيل معتمد ورقم السجل الضريبى مدون على كل فاتورة.. والله أعلم صحيح أم لا.. فلماذا لا تكتب اسم الماركة العالمية وبجوارها كلمة الوكيل المعتمد؟ يقوم بالكشف على الزجاج المكسور والذى هو واضح أمام الكفيف.. فيقول: لا بد من سحب الجهاز للورشة.. ومن هنا تبدأ ثانى عملية نصب ويقول لك: لا بد من سحب الجهاز.. تسحب الجهاز كاملا ليه فك البرواز فقط الخاص بباب الفرن الداخلى الذى انفجر ولكن يرفض.. فيضطر العميل الذى تعطل حاله إلى الموافقة بعد أن يؤكد لك الفنى غير الحاصل على أى شهادة أو دبلوم أنه بالكثير ثلاثة أيام وسنعيده لك.. فتبدأ تسأل عن التكلفة فيقول لك 300 كشف والزجاج الداخلى الذى مقاسه 60سم فى 30 سم يتكلف 3000 نعم ثلاثة آلاف جنيه.. ولا بد من دفع على الأقل ألف جنيه ومصاريف الكشف.. مضطر أنك توافق.. وهنا تبدأ عملية النصب الثالثة يتم سحب الجهاز وتمر الثلاثة أيام المتفق عليها وتبدأ فى الاتصال سواء بالرقم المختصر أو أرقام الموبايلات التى على الفاتورة.. حاضر يا فندم أصل الزجاج بيتقص فى المصنع.. فتتمالك نفسك لليوم الخامس.. وتعاود الاتصال وتطلب أن تتحدث مع مدير الشركة.. فتفاجأ بأنه شيخ منصر.. من طريقة كلامه الناعمة التى توحى بأن كل شىء على ما يرام ويحدد لك موعدًا ويتصل بك الفنى الذى لا يفقه شيئًا ويقول لك أنه سيأتى بالجهاز مساء.. ويأتى وتبدأ عملية النصب الرابعة تطلب منه أن يفك حوالى 8 مسامير الخاصة بالإطار الكامل لترى الزجاج الجديد بعينك فيرفض ويقول: أنا معنديش تعليمات أنى أفك أنا بقوم بوضع الجهاز مكانه فقط وأقوم بتوصيل خرطوم الغاز الطبيعى له وأجربه لك.. تضطر مما عانيته أن تقبل ولا يخطر فى بالك ما حدث فى جهازك.. والغريب أن أى فنى وغير حاصل حتى على دبلوم صنايع يقول: أنا المهندس فلان.. يتم تركيب الجهاز وتقوم بتجربته لمدة عدة دقائق يكون خلالها كتب لك الفاتورة لتدفع الألفى جنيه المتبقية وينصرف. فى اليوم التالى تبدأ فى اكتشاف كل شىء فى ضوء النهار.. الزجاج الداخلى ليس أصليًا، ولكنه يتم قصه فى الصف أو فى أحد مصانع العاشر من رمضان.. فتقول مفيش مشكلة.. ولكن بمجرد أن تشعل الفرن لمدة لا تزيد عن 10 دقائق ينفجر الزجاج الداخلى الذى دفعت فيه 3300 جنيه وينفجر أيضًا الزجاج الكبير الحرارى الملون الخارجى.. ولا حياة لمن تنادى مع الشركة.. ويتبخر النصاب الأكبر صاحب الشركة والعامل الذى يطلق على نفسه لقب الباشمهندس.. فتأتى بآخر عامل عادى فتكتشف أن الزجاج الخارجى السليم الذى استلموه قد تم سرقته ووضع مكانه زجاجًا ملونًا مستعملاً وبه عيب، وهو ما تسبب فى انفجار الداخلى والخارجى.. ويقع هذا الكلام على الزبون الذى تم النصب عليه كالصاعقة ويسأل كم يتكلف الخارجى والداخلى معا تفاجأ بأن الخارجى يتكلف حوالى 5 آلاف جنيه والداخلى حوالى ألفى جنيه.. هذه واقعة حقيقية.. ومقيدة فى محاضر شرطة.. شركات النصب على الإنترنت تفتح صفحات من خلال وسائل التواصل الاجتماعى وتقوم بطباعة أى دفتر فواتير وبأى اسم وأى رقم ضريبى وعدد من الموبايلات وبسهولة بعد 5 مرات نصب يتم تغيير المقر والجميع يختفى، فأين الرقابة على تلك الشركات سواء من خلال مباحث الإنترنت أو من خلال مباحث التهرب الضريبى أو قسم مكافحة جرائم النصب؟!.. حماية المستهلك هنا ليس لها دور لأن بصرف النظر عن الشركة الوهمية فأنت لست فى الضمان ليتدخل، يسرقون الآلاف من المواطنين وذلك غير ما يجده فى الشقة التى يدخلها فى طريقه ويسرقه والزبون تركيزه كله أن مشكلته تم حلها.. ويبدأ فى اكتشاف ما حدث له من نصب وسرقة بالتتابع.. يا سادة لا تتعاملوا مع أى شركة أو توكيل يقول لك أنا وكيل معتمد عن شركة كذا إلا إذا كانت مكتوبة على الفاتورة.. ومن يحالفه الحظ فقط هو من يستطيع التوصل للنصاب من خلال كلمتين أو ثلاثة تلتقطهم منه أثناء الكشف على الجهاز.. فلنعد جميعًا للصنايعى المهنى الحرفى المصرى الذى كان يصلح لوالدتك فى البيت.. ستوفر على نفسك كل عمليات النصب التى تمت عليك والتى عندما تكتشفها واحدة تلو الأخرى تصاب بانهيار عصبى.. وفى نفس الوقت تخفف من حدة بطالة هؤلاء ويكفى أن أشياءك ملكك يتم إصلاحها أمام عينك.. وربنا يكفينا جميعا شر النصابين.