الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الإعلامية الفلسطينية نجوى أقطيفان: عملية طوفان الأقصى هى نقطة تحوُّل فى القضية الفلسطينية وجاءت كالصفعة على وجه الاحتلال

لا يموتون أو يُقتلون فحسب، بل يتعرضون فى الواقع للتطهير العرقى والإبادة الجماعية.. هى مأساة يتعرض لها الفلسطينيون على مدار الـ 75 عامًا الماضية. وظهرت مؤخرًا المقاومة الفلسطينية بقوة غير متوقعة أعادت إلى الأذهان المشهد العظيم وتحطيم خط بارليف، ما نتج عنه عواقب وخيمة وإظهار وحشية الاحتلال الإسرائيلى.. بهذه الكلمات بدأت الإعلامية والصحفية الفلسطينية «نجوى أقطيفان» حديثها معنا عن معاناة أهل غزة وازدواجية المعايير فى الإعلام الغربى فى تناوله للقضايا العربية، وأنه يحق للغرب أن يفعل ما يشاء لكن العرب لا يحق لهم أى شىء، وغير ذلك من الأمور، وفيما يلى نص الحوار:



 

 بعد اكتسابك خبرة كبيرة فى عالم الصحافة والإعلام، كيف ترين الصحافة العربية اليوم؟

ــ فى بداية حياتى، عملت كمحررة صحفية فى بعض المواقع الإلكترونية الفلسطينية خصوصًا فى غزة وعملت كمذيعة بالراديو أيضًا بغزة، ومن بعدها انتقلت إلى القاهرة لدراسة الماجستير تخصص إذاعة وتليفزيون.. وعملت بمدينة الإنتاج الإعلامى كمحررة أخبار، ومعدة برامج، ثم رئيس تحرير برامج.. حاليًا أعمل كاستشارى إعلامى لجمعية تنموية، وعضوة كذلك بالاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع القاهرة.

بالتأكيد إن الصحافة العربية اليوم فى تطور وتُحاول أن تواكب الطفرات التى تحدث فى عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى.. نرى هذا جليًّا من خلال الصحف الإلكترونية، وكيفية تطورها الدائم فى تناول الأخبار، وصياغة الخبر، وأيضًا تحويل الخبر إلى فيديو.. ونفس الشىء بالنسبة لتناول الأخبار من خلال التليفزيون، فهناك تطورات من حيث تناول الخبر.. فإذا تحدثنا عن تغطية الأخبار بشكل عام؛ فيمكن القول إنها إلى حدٍ ما بالنسبة للتغطية العربية فلا بأس بها.

 أثناء متابعتك لما يجرى من الأحداث فى فلسطين، كيف استقبلتِ عملية طوفان الأقصى للمقاومة الفلسطينية فى يوم السابع من أكتوبر؟

- طبعًا بالنسبة لاستقبالى خبر عملية طوفان الأقصى الخاص بالمقاومة الفلسطينية.. يُعتبر يوم 7 أكتوبر 2023 هو حدث مهم بالحياة الفلسطينية بشكل عام؛ لأنه يعد نقطة تحول فى القضية الفلسطينية، وفى دور المقاومة بشكل خاص.. أرى أن هذه العملية جاءت فى التوقيت المناسب، وجاءت كالكف على وجه الاحتلال.. هذه العملية الفلسطينية وكل ما يتردد عن أنها تمت بأوامر خارجية وتوجهات أجنبية وأچندات خاصة وما إلى ذلك ليس صحيحًا؛ وإنما جاءت بقرار فلسطينى، ومن قلب المقاومة الفلسطينية بالاشتراك مع عدة فصائل مسلحة، وعلى رأس هذه القائمة كانت حركة «حماس».

وتستكمل: إن شعورى بهذه العملية كان شعور الظافر فى الحرب.. منذ زمن ونحن نحاول عمل خطوة جدية باتجاه دحر الاحتلال، وأرى أن هذه العملية هى الخطوة الأولى نحو تحرير فلسطين؛ والدليل على ذلك همجية الاحتلال من بعد 7 أكتوبر، وتوغله فى غزة، وأيضًا الضرب العنيف الذى يضربه للمدنيين من الأطفال والسيدات والشيوخ دون أية رحمة.

 ما هو ردك على صياغة تلك الجملة «هذه حرب بين حماس وإسرائيل»؟

- بالتأكيد هذا الموضوع غير صحيح بالمرة؛ لأنه متى ظهرت «حماس»؟.. يعنى إسرائيل موجودة من 1948، ولم تكن حماس موجودة آنذاك، ومع ذلك كانت إسرائيل تضرب وتنتهك أرضنا وتعتدى على نسائنا وعلى شبابنا وتقتل أطفالنا «فما كان فيه حماس وقتها».. وأيضًا فى 1967 نفس الشىء، وكانت الاعتداءات مستمرة إلى أن جاءت انتفاضة الحجارة سنة 1987 وقتها ظهرت حماس كحركة مقاومة إلى جانب بقية الفصائل؛ ليقفوا ضد الاحتلال، وكحركات مقاومة، يعنى فى الأول وفى الآخر نحن تحت احتلال.

وتستكمل: كان يجب أن يكون هناك جبهة مقاومة دائمة على الأرض لتسترد أرضها.. وهذا ما رأيناه من خلال حركات المقاومة سواء كان من منظمة التحرير الفلسطينية «فتح» بكل فصائلها، أو من خلال الجبهة الديمقراطية والشعبية، وحركة الجهاد الإسلامى.. فليست حماس وحدها التى تقاوم على الأرض؛ بل هناك جهات أخرى تقاوم على الأرض لدحر الاحتلال، واسترداد وطننا، وتحرير أسرانا.. يعنى هذه مطالب شعبية قبل أن تكون حركية.

وبنبرة هادئة تضيف: أن إسرائيل والعالم الغربى يقصر هذه الحرب على أنها بينهم وبين حماس، وهذا غير صحيح أبدًا؛ لأن كل ما نراه على أرض الواقع يُبين مدى فظاعة وبشاعة الاحتلال، وكيف يضرب فى المدنيين ويهدم كل البيوت.. شهداؤنا من بينهم أكثر من 3,000 طفل، هذا غير السيدات والطواقم الطبية وعشرات الصحفيين والصحفيات الذين تم استهدافهم واستُشهدوا خلال تأدية عملهم الصحفى، وخلال تغطية الصورة.. هل هؤلاء جميعهم حماس؟

فقصة أن الحرب فقط مع حماس هى ذريعة إسرائيلية ابتكرتها لتُنفذ مخططها، ولتنفيذ «صفقة القرن» التى سبق أن أبدى الفلسطينيون غضبهم الكبير، ورفضهم القاطع لبنودها وحيثياتها، فضلًا عن رغبتهم فى تهجير أهل غزة إلى سيناء، والضفة إلى الأردن، ومن ثم تصبح الأرض لإسرائيل «هم يريدون أن تصبح أرضا بلا شعب.. ويثبتون أمام العالم إنه إحنا أتينا وما كان فيها حدا.. فكل تفكيرهم هو كيف يتخلصون من هذا الشعب وحجتهم كانت حماس.. وهذا واضح جدًا».

كيف ترين تناول الإعلام العربى للقضية الفلسطينية وبخاصة مصر؟

- الفكرة هنا أو الإشكالية أنه يتم التسليط فقط على القضية الفلسطينية حين يكون هناك حرب على غزة.. فيما بعد الحرب؛ يعنى لما الحرب بتخلص خلاص الأمور بتهدى وتتوقف التغطية للأحداث؛ رغم أن الأحداث مستمرة، والاعتداءات أيضًا، والأرض مسلوبة من خلال عدو واحد للعرب، ومغتصب للأرض طوال الوقت.. هذا بالإضافة إلى الانتهاكات الدائمة للقدس، ولساحات المسجد الأقصى، والمسجد الأقصى نفسه، والمسجد الإبراهيمى.. كل المقدسات الإسلامية والمسيحية الموجودة بالضفة هى مُنتهكة من الاحتلال.. ففكرة إنه اقتصار التغطية أو التناول الإعلامى لموضوع غزة إنه بس لما يكون فيه حرب، هذا بحد ذاته يعتبر حالة مؤقتة للتضامن مع القضية.

وتوضح أن هناك تغطيات إعلامية من بعض القنوات العربية تروى الرواية بشكل موضوعى «رغم أنها المفروض تكون أكثر انحيازًا لعروبتها، وتكون متضامنة مع الشعب الفلسطينى أكثر مما نراه من خلال تغطياتها»، وبالنسبة إلى مصر «طبعًا جميع قنواتها من الناحية الإخبارية والتغطيات اليومية التى نراها على شاشاتها ظاهر إنها مُفرغة بشكل كبير للبرامج والأخبار والقنوات الإخبارية على تغطية الأحداث فى غزة، ومجاراة كل ما يحدث هناك أولًا بأول؛ لتوصيل المعاناة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى بغزة»؛ فبالتالى تختصر كل ما قالته بأن هناك تناولا موضوعيا، وتناولا آخر من القنوات المصرية وهو متضامن بشكل كبير مع القضية الفلسطينية.

وسائل الإعلام الغربية تبنت رواية الاحتلال الإسرائيلى على حساب الفلسطينيين، فما هو تفسيرك لازدواجية معايير الإعلام الغربى تجاه هذه القضية؟

ـ وسائل الإعلام الغربية بالتأكيد ستتبنى رواية الاحتلال، وهذا شيء متوقع منها.. نحن رأينا الازدواجية فى تناولهم ليس فقط للقضية الفلسطينية؛ ولكن تجاه العديد من القضايا المطروحة على الساحة فمثلًا بين أوكرانيا وروسيا.. وكيف أعطت لأوكرانيا الحق فى أن تدافع عن نفسها، وفى المقابل نحن كفلسطينيين، وكدولة عندنا احتلال فى أرضنا، لكن ليس من حقنا أن ندافع عن أرضنا.. «لما صارت الحرب على أوكرانيا كان فيه تضامن معها.. وكانت كل الإمدادات تذهب إليها.. وهذه دولة ضعيفة وصغيرة.. كما أن الرئيس الأوكرانى أتى ليتوسل إلى الدول العربية وقتها لمساعدته فى مواجهة روسيا».

وتتابع: هذا الشخص نفسه تضامن مع الاحتلال، ورأى أنه يحق له الدفاع عن نفسه، وفى المقابل لم يعطِ هذا الحق للشعب الفلسطينى صاحب الأرض أصلًا.. دائمًا ما نرى انسياق الإعلام الغربى وراء الرواية الإسرائيلية بكل أكاذيبها.. ووسائل الإعلام الأمريكى تعتبر من أكثر الوسائل الإعلامية التى تبنت تلك الرواية، وبالتالى تبنتها وسائل الإعلام الأخرى كفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا.. وطبعًا هذا يكون بناءً على قرارات حكوماتهم.. لكن بالفترات الأخيرة بدأت تظهر فيديوهات توضح الواقع المأساوى فى قطاع غزة.. «صار الناس تغير مفهومها تجاه الوضع الموجود.. وبدأت تعرف إنه كُذب عليهم، وأنهم تناولوا الرواية بشكل خاطئ، وفيما معناه إنه نتنياهو ضحك عليهم.. فنجد بعض القنوات ووسائل الإعلام الغربية أصبحت تُعدل من محتواها وتدعم القضية.. وهناك أخرى ظلت على طغيانها أو عميانها وما زالت تروى الرواية الإسرائيلية».

الشعب الفلسطينى يتعرض لحرب غير مسبوقة وإبادة جماعية، والقضية الفلسطينية قضية وطنك وشعبك وقضية العرب أجمع، ما هو دورك فى النضال إلى جانبها؟

- هذا صحيح، يسلط الاحتلال أدواته على الأطفال والنساء وهم أكثر الفئات اغتيالًا أو استهدافًا، كما يحاول محو أى شيء يدل على وجود شعب على هذه الأرض.. ما يفوق 10 آلاف شهيد حتى هذه اللحظة التى أُحدثكم فيها، فضلًا عن المفقودين ومن هم تحت الأنقاض.. إسرائيل تستخدم جميع أدواتها لإبادة الشعب الفلسطينى الموجود بغزة، وتستخدم قنابل فسفورية بالغة الخطورة، وتسبب حروقًا شديدة قد تصل إلى العظام، وتدمر وظائف الجسم، وفى كثير من الأحيان تُفضى إلى الموت.

وتزيد على ذلك؛ أن هناك قنابل يستخدمها الاحتلال بمجرد نزولها ينتشر منها شظايا تقتل الناس فى لحظتها، وقوة الصواريخ التى تنزل على قطاع غزة أو على بيتًا واحد تزن أطنانًا؛ يعنى ليس 20 أو 30 كيلو؛ بل إن الصاروخ وزنه يفوق الكثير من الأطنان ليقصف بيتًا فقط.. والمناطق التى يُقصف فيها هى مناطق مزدحمة سكانيًا، والبيوت متلاصقة ببعضها من كثرة الازدحام السكانى.. «هو لما بيضرب بيت بييجى جمبه 5 أو 6 بيوت.. وبالتالى نحن مثلًا فى الليلة الظلماء التى فيها التوغل البرى وتم استهداف المدنيين من خلالها هو دمر ما يفوق الـ 16,000 منزل.. فهو يحاول طوال الوقت محو أى أثر لوجود شعب بهذا المكان».

وتردف قائلة: طبعًا القضية الفلسطينية هى قضية قومية عربية قبل أن تكون خاصة بالفلسطينيين أنفسهم.. يمكن ربنا اختار هذا الشعب ليكون هو الموجود على هذه الأرض؛ كى يدافع عنها لفترة أكيد هو واضعها فى الحسبان، حتى تجتمع الجيوش العربية من أول وجديد، ويُدافعوا عن هذه الأرض، ويُحرروا المسجد الأقصى بإذن الله.

وعن دورها كإعلامية وكمواطنة فلسطينية خارج فلسطين، تقول: دورى إنى أوصل الرسائل التى ائتُمنت عليها من أهلى وأصحابى ومعارفى فى قطاع غزة إلى كل الناس، وإنى أكون حريصة جدًا على إيصال معاناتهم وحلمهم، وأحكى للعالم كله أن هذا الشعب يحب الحياة ونفسه يرتاح ويعيش فى أمان، «هذا الشعب ما بدو حرب، ولا يسعى إلى الحرب أبدًا».. فدورى كإعلامية أن أدافع عن قضيتى بكل الطرق المتاحة والمسموح بها، كونى شخصًا يعمل فى مجال الصحافة والإعلام.

وتُبين أنها تحاول بقدر المستطاع من خلال القنوات والصحافة التى تتواصل من خلالها إيصال رسالة شعبها، وإيصال المفهوم الصحيح للقضية الفلسطينية، وأساسها، ومدى خطورة الاحتلال، وما يُكن بداخله تجاه فلسطين كأرض وكشعب، فمهمتها التأكيد على هوية الأرض الفلسطينية وعدم التهجير، وأن الشعب الفلسطينى مرابط بأرضه رغم كل حالة الفقد والألم والجرح الذى ينزف منه خاصةً بقطاع غزة؛ إلا أنه ما زال صامدًا ولن يتخلى عن أرضه.. وتؤكد على أن من بالخارج لا ينسى أبدًا قضيته؛ بل يكون وجعه كبيرًا.

 كيف تابعتِ قمة القاهرة للسلام والحراك السياسى بمصر لرفض تهجير الفلسطينيين إلى صحراء سيناء من أجل حريتهم واستقلالهم؟

- يعنى صراحةً القمة كانت ناجحة ببدايتها، ومصر حاولت بكل قوتها إنجاحها؛ ولكن للأسف الدول الغربية امتنعت عن إخراج بيان ختامى بالنتائج، وما تم الاتفاق عليه بداخل الاجتماع.. هذه ضمن الازدواجية التى تحدثنا عنها، فداخل الاجتماع والحديث الذى جرى مع القيادات العربية والغربية شىء، وما تم بالخارج أو بعدما خرجوا من باب القاعة شىء آخر، ورجعوا مرة ثانية لمبادئهم الأولى، وكأنهم أتَوا لمجرد التأكيد على أحقية الاحتلال فى الدفاع عن نفسه.

وتذكر أن هذا ظهر على سبيل المثال من وزيرة خارجية النرويج؛ فحين كانت بالداخل دافعت عن حقوق الفلسطينيين، ثم خرجت بلقاءات صحفية بشكل مباشر وصريح حكت أنها تدعم الاحتلال فى قراراته، وأنه من حقه الدفاع عن نفسه.. فالدول الغربية تعودنا على أكاذيبهم، وفى رأيها أن القمة إذا كانت كلها عرب ومقتصرة عليهم كانت ستصبح قمة ناجحة.. ومصر سعت بكل قوتها كى تُنجحها، ولها دور كبير فى عمليات وقف إطلاق النار التى تمت من خلال الحروب السابقة، كما تسعى إلى هدنة أو إيقاف الحرب، وتساعد فى إدخال المساعدات الإنسانية التى يحتاجها الشعب الفلسطينى.

وتؤكد: طبعًا نحن مع القرار المصرى فى فكرة عدم التهجير إلى سيناء؛ لأن هذه الفكرة مثلما قال الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى أنها تعتبر تصفية للقضية، ونحن لن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية.. و«نحن كشعب لن نسمح أيضًا بإنه حدا يخرجنا من أرضنا أو إنه يصفى قضيتنا ويحبط محاولاتنا فى استرداد الأرض من جديد.. فقضيتنا قائمة على وجودنا داخل الأرض.. إذا طلعنا منها فهذه رسالة أو إجابة واضحة للاحتلال بموافقتنا على تهجيرنا ورضائنا بأى شيء سيُرمى لنا فى مقابل ترك الأرض.. وهذا لم ولن يحدث.. وسنظل متشبثين بأرضنا رغم كل ما نشاهده من حرب قاسية فى هذه الأوقات».

 وماذا عن تضامن نقابة الصحفيين المصريين مع الفلسطينيين خلال العدوان الأخير على غزة؟

- دور نقابة الصحفيين المصريين مع القضية الفلسطينية معروف من زمان.. وإذا الصحافة نفسها ما حكت وما وصلت الصورة أو ما وصلت معاناة الشعب الفلسطينى وما تبنت تلك القضية كونها قضية عربية فماذا سيكون دورها إذن؟.. يعنى أنا أرى أن النقابة خلال هذه الفترة تقوم بدور قوى ومميز جدًا، وشاهدت الكثير من الوقفات التضامنية على باب النقابة.. وأنا شخصيًّا حضرت وقفة منها، وأكدت على ثبوت الشعب الفلسطينى بأرضه وتمسكه بها، وتحدثت أيضًا عن الطريقة الهمجية التى يقوم بها الاحتلال بالتعامل مع أهلى فى غزة من إبادات وتدمير البيوت والمستشفيات والمساجد والكنائس.. حكيت فى كل هذه الأمور، وأكدت على عدم موافقة الشعب الفلسطينى بالتهجير، وأن شعبنا متماسك كقوة واحدة ومع المقاومة ومتمسك بأرضه ولن يتخلى عنها.

 على صعيد الجهود السياسية والشعبية فى مصر، هل لمستِ تكاملًا وتزامنًا بين دورهما فى دعم الشعب الفلسطينى؟

- الجهود السياسية واضحة جدًا، وهناك جهد سياسى قوى من خلال المحاولات والمناقشات والتداولات الدائمة لوقف العنف فى غزة والتهدئة الإنسانية لدخول القوافل بالمساعدات.. فطبعًا الجهود المصرية لا أحد ينكرها، ومصر حاملة القضية الفلسطينية طول عمرها على كتفها، وتدافع عنها من أيام جمال عبدالناصر.. فنحن كشعب فلسطينى وكشعب مصرى وكقيادات جميعنا يد واحدة.. وأكيد الشعب الفلسطينى لا يريد أن يُحدث أى ضرر أو مشكلة تمس أمن وسيادة الشعب المصرى والحكومة المصرية.

وبالنسبة للدور الشعبى، فتقول: الشعب المصرى يتضامن دائمًا مع الفلسطينيين بكل وجع وحزن، وشاهدنا الكثير من الوقفات الشعبية المتضامنة مع القضية الفلسطينية ومع شعبنا فى غزة، وتنديدهم بطرد السفير الإسرائيلى، وبقطع العلاقات، وأيضًا بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد.. كذلك هناك بعض الشحنات الشعبية العاطفية تجاه القضية.. وترددت جمل مثل «افتحوا المعبر وافتحوا الحدود وإحنا بندخل».. فأكيد نحن نرحب بكل الناس إنها تكون متضامنة معنا، ولكن مثلما قلت من قبل لا نستطيع أن نمس أو نزعزع أمن مصر واستقرارها ونعرض حياة ما يفوق الـ 100 مليون إنسان للخطرعلى حسابنا وحساب قضيتنا.

وتضيف، أنه إذا كانت هناك حرب فيجب أن تكون حرب جيوش عربية متكاتفة هدفها واحد وهو تحرير الأرض، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطينى، واسترداد حقه الأبدى فى الأرض الفلسطينية.. إنما غير ذلك من إلقاء اللوم على جهة وترك الجهات الأخرى.. هذا غير منطقى بالمرة، ويجب على الدول العربية أن تكون أكثر تكاتفًا مع مصر والأردن؛ لأنهما وحدهما كيف سيقفان ويواجهان كم المخططات الإسرائيلية الأمريكية فى المنطقة العربية.

 وختامًا.. ما هى رسالتك للعالم؟

- رسالتى هى نفس رسالة شعبى وأهلى بغزة.. نحن نحتاج إلى هدنة وإيقاف الحرب.. بدنا نصحى على خبر إنه الحرب توقفت وإنه نلاقى فيه هدوء.. مش نصحى على أصوات الصواريخ والضرب.. شعبى ليس محتاجًا للأكل والشرب وهذا على لسانهم؛ بل يحتاجون إلى التخلص من هذا الكابوس.. هذه أكثر رسائلهم التى يجب علينا إيصالها.. ورسالتى أنا شخصيًّا التى أود إيصالها للعالم إنه إحنا كشعب محتاج إنه يعيش بأمان وسلام فى أرضه وبشكل مستقر بعيدًا عن التقسيمات التى يحاول الغرب عملها.. نفسنا نشعر بالحرية وبالأمان ونحلم ونفرح مثلنا مثل أى شعب آخر.