السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أستاذ القانون العام بباريس توضح مصير ملاحقة قادة تل أبيب د.جيهان جادو: فرنسا «بلد الحقوق» تغض الطرف عن جرائم إسرائيل

كشفت أستاذ القانون العام فى باريس، د.جيهان جادو، عن أن تحريك دعاوى قضائية لملاحقة قادة إسرائيل عن جرائم الحرب التى قاموا بها بحق المدنيين فى قطاع غزة أمر صعب للغاية، وذلك على الرغم من أن فرنسا معروفة بكونها بلد الحقوق والحريات، ولكن هذه الدعاوى لن تأخذ طريقها القانونى الطبيعى نظرًا لأن اقتصاد فرنسا يقوم على أعمدة اللوبى الصهيونى والكثير منهم يمتلكون الكيانات الاقتصادية فى باريس، وفرنسا لا تكون بلد الحقوق أمام جرائم إسرائيل!



وعبرت «جادو» فى حوار مع «روزاليوسف»، عن أسفها لعدم تفهم قادة الغرب لما نبه إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى من خطورة صناعة مخاطر فى المستقبل من ضحايا القضية الفلسطينية، لافتة إلى أن مصر رفضت ضغوطًا من جانب دول تتشدق بالديمقراطية لمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

فى البداية.. ما يحدث علنيًا بحق الفلسطينيين..هل نحن أمام جريمة حرب ؟

- ما يحدث من انتهاكات وتصفية للفلسطينيين فى أجسادهم قبل قضيتهم أمام العالم من جانب الاحتلال الإسرائيلى جرائم حرب، انتهاك واضح للشرعية الدولية، وإسرائيل تقوم بممارسة عمليات تصفية بشرية على المدنيين العزل من النساء والأطفال، هى جريمة حرب مكتملة الأركان، نحن لسنا أمام معارك أو حرب بين قوات نظامية، فهى إبادة جماعية بحسب القانون الدولى بكل الأبعاد والحذافير.

الدولة المصرية تفعل ما فوق طاقتها فى إدخال المساعدات ومراعاة حقوق الإنسان هناك فى حين أن هناك نظرة غربية بأن المساعدات والإغاثة ليست أولوية.. هل العالم ينظر من زاويتين بحسب الأهواء؟

- ما تقوم به الدولة المصرية فى جانب القضية الفلسطينية ليس بالأمر السهل، نعلم جيدًا أن مصر تتعرض لضغوط كبيرة لأن هدفها الوحيد هو إيقاف تلك المجازر العلنية بحق المدنيين من جهة، وفى الوقت نفسه إدخال المساعدات والمواد الإغاثية، هناك ضغوط تمارس على مصر من جانب دول تتشدق بالديمقراطية فى العالم مقابل ألا تدخل المساعدات الإغاثية للمدنيين العزل فى قطاع غزة، والقاهرة رفضت تلك الضغوط، مصر تتحمل أعباء كبيرة من خلال أولوياتها الرئيسية بعدم تصفية القضية الفلسطينية، هذا عنوان رئيسى، ولكن بجانب ذلك، هناك ما هو شبه مستحيل يتم بالفعل بإدخال المساعدات لأهالى قطاع غزة فى الداخل، وهنا تظهر مصر القوية التى تفرض كلمتها بإرسال المساعدات ووصولها بالداخل، ولكن هناك الكيل بمكيالين، ففى السبيل الذى تعمل عليه مصر لتوصيل المساعدات للجانب الفلسطينى، نجد تراجعًا كبيرًا وتخاذلاً من بعض الدول فى تقديم هذه المساعدات.

الشارع الفرنسى المناصر للحريات.. لماذا لا يناصر جهودًا مثل ما تبذل من الدولة المصرية فى منع مجازر وإبادة جماعية لشعب أعزل ؟

- من المعروف دائمًا أن فرنسا تدافع عن الحقوق والحريات، لكن فرنسا الدولة إلى عهد قريب كانت تحظر التفاعلات المتعلقة بالفلسطينيين وكان هناك خشية من أن يكون هناك اندساس مخربين فى تلك المظاهرات، ولكن مع تغير المشهد ومع الحكم الصادر من الدستورية الفرنسية بإعطاء الحق للفلسطينيين بالتظاهر فى فرنسا، كان على مدار الأسابيع الماضية مظاهرات من الجاليات العربية وفرنسيين مناصرين للقضية الفلسطينية وانضم إليهم من انتفضوا لما يجرى من جرائم بحق النساء والأطفال الفلسطينيين من جانب الاحتلال الإسرائيلى، لذلك فإن الشارع الفرنسى منقسم مثلما الأحزاب والسياسيون منقسمون فى طريقة التعاطى مع جرائم إسرائيل فى قطاع غزة.

فى فرنسا بلد الحريات وحقوق الإنسان، هناك تكتل عربى كبير.. هل من الممكن تحريك جرائم حرب ضد الحكومة الإسرائيلية؟

- نعم فرنسا بلد الحقوق والحريات ولكن تحريك دعوى هنا فى فرنسا ضد جرائم إسرائيل فى قطاع غزة أمر صعب للغاية، لأن اقتصاد فرنسا يقوم على مساندة اللوبى الصهيونى والكثير منهم يمتلكون الكيانات الاقتصادية، لذلك من الصعب أن يتم تحريك دعاوى جرائم حرب وأن تتخذ طريقها الطبيعى لمحاكمة مسئولين وقادة إسرائيليين وإقامة دعاوى ضدهم عن ما ارتكب من جرائم فى قطاع غزة ونفس الحال لبقية الدول الأوروبية.

هل لا يتفهم الأوروبيون والغرب خطورة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم على السلم الدولى للمستوى القريب والبعيد؟

- أوروبا والغرب لا يكترثون بأمر تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو وجودهم، ولا يتفهمون أن مغادرتهم أراضيهم أجيالاً عبر أجيال، يزرع البغض والكراهية فى قلوب أجيال قادمة من الفلسطينيين مما يهدد الأمن والسلم الدولى فى المستقبل القريب، وعلى المجتمع الدولى أن يتفهم كارثية آثار أى محاولة لتهجير الفلسطينيين، الأمر المطلوب هو ضرورة حل الدولتين حتى يعم سلام حقيقى لكن التهجير مخطط فى غاية الخطورة سيولد كراهية وبغضًا، سيدفع ثمنها الغرب والأوروبيون فى أقرب وقت، عندما يطرد أى شخص من بيته يعبأ بالكراهية ويحمل بالعنف رغم براءته، التهجير بأى شكل سيحمل مخاطر إلى قلب أوروبا، والبحر المتوسط ليس ببعيد وجاءت عبره مخاطر عدة، لذلك ليس أمام المجتمع الدولى سوى حل الدولتين ويجب على الحكومات الأوروبية أن تدعم الدول التى تقود هذا الحل وفى صدارتها مصر.

هل يعى قادة الغرب ناقوس الخطر الذى يشير إليه الرئيس السيسى بصناعة خطر من ضحايا هذه القضية على جميع المجتمعات بالعالم؟

- للأسف لا يعى قادة الغرب مدى الخطر الذى نبه إليه الرئيس السيسى بصناعة خطر من ضحايا القضية الفلسطينية، الخطر كامن بأن تهجير الفلسطينيين ليس حلًا، السلام بين الدولتين هو الحل وما يرتكب فى حق الفلسطينيين مجازر من المفترض ألا يقبلها المجتمع الدولى وهو ما تصرخ بشأنه مصر حتى ينتبه ضمير العالم الذى نام عمدًا فى هذه الأزمة، عندما حذر الرئيس السيسى من صناعة خطر من ضحايا هذه القضية على جميع المجتمعات بالعالم، يتمثل فى أن سكوت العالم عن ما يحدث فى حق الفلسطينيين عبارة عن توليد الكراهية فى نفوس أجيال قادمة، لذلك على قادة العالم أن يتفهموا معنى الجرائم الإسرائيلية حتى لا يدفع الأبرياء الثمن الآن وفى المستقبل.

إلى أى مدى يلعب الإعلام الغربى فى هذه الأزمة دورًا فى تشريس الرأى العام الأوروبى تجاه الفلسطينيين؟

- هنا فى البداية كانت معظم وسائل الإعلام التى تشكل الرأى العام تدور فى إطار أن إسرائيل هى الضحية وهى من يتم الاعتداء عليها، ولكن الأمر تغير قليلًا عندما أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن تقديم مساعدات للفلسطينيين مما يعتبر اعترافًا ضمنيًا بأن هناك مدنيين أبرياء ضحايا.

هل تعرت معايير حقوق الإنسان التى يتشدق بها الغرب فى هذه الأزمة؟

- كلمة «حقوق الإنسان» أصبحت مطاطية لا سيما بعد ما تعرض له الفلسطينيون فى غزة من إبادة ومجازر بشرية، هذا المصطلح أصبح يكيل بمكيالين وبات التعامل مع حقوق الإنسان بحسب الأهواء.