الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف  بسماها.. رحمة من السماء

أحلف بسماها.. رحمة من السماء

نزلت رحمة كطير أبابيل على الإعلام الغربى، وكأنها إشارة من السماء، لكنها كانت بلسمًا على كل فلسطينى وكل عربى.. رحمة زين فتاة مصرية فى ريعان الشباب، أصابت «كلاريسا وارد» مراسلة قناة الـ«سى إن إن» الأمريكية بالرعب، ما جعلها ترتعد خوفًا من قذائف الكلمات التى أطلقتها رحمة فى وجهها، واصفة إياها بالكاذبة والمضللة، وأنها تنفذ أچندة الإعلام الغربى المنحاز لإسرائيل، فكشفت للعالم جريمة الـ C N N عندما طلب المخرج من كلاريسا بصوت معلن ادعاءها أمام الكاميرا بالذعر والخوف من صواريخ حماس، وتؤدى المذيعة المجرمة الدور ببراعة، ومن سوء حظها تقابلها رحمة زين فى معبر رفح لتكيل لها الاتهامات على مرأى ومسمع من كاميرات عشرات القنوات، «أنت كاذبة يجب أن تخجلى من نفسك، لقد شاهدك العالم وأنت تمثلين، توقفى عن التضليل كيف تستطيعين النوم وآلاف الأطفال يموتون بسببك لأنكم مشتركون مع إسرائيل فى جرائمها، أين آدميتك وإنسانيتك؟ أنت دمية»، والمذيعة المسكينة يا ولداه كانت تتمنى لو انشقت الأرض وابتلعتها، فوقفت مرتعشة أمام رحمة وقد انحشرت الكلمات فى حلقها وخرج صوتها متهدجًا مرددة: «لم أكن أمثل»، لكن لأن صوت الحق دائمًا أعلى من صوت الباطل فقد رجت كلمات رحمة أرجاء معبر رفح، ولم تجد المذيعة المضللة مخرجًا سوى أنها تطلب من رحمة التحدث للقناة، لترد رحمة بقوة: «أوكى.. أحضرى كاميرتك لتنطلق اتهامات أقوى.. عندما تسألها عن اسمها ترد رحمة بأنها فقط مصرية»، لم تقل لها عن عملها الرائع، ولا عن تخصصها الأكاديمى، ولا عن أجدادها ووالدتها أشهر صحفييى وإعلاميى مصر، يكفى أنها مصرية، وأنها تقف فى معبر رفح مع آلاف الشباب متظاهرة ضد احتلال إسرائيل وجرائمها المستمرة طوال 70 عامًا.. وتستمر اتهامات رحمة لأمريكا والغرب، وكيف يجردون العرب من إنسانيتهم، لذلك لا يهتمون لقتل الأمهات والأطفال والعجائز الفلسطينيين.. وأنهم يتحكمون فى كل شيء، الأمم المتحدة، والإعلام، وهوليوود، ثم يدّعون حرية الرأى والتعبير.. وتستطرد رحمة موجهة حديثها للمذيعة: لو كان لديك إنسانية كنت استقلت من تلك القناة، بلدك أعطت الضوء الأخضر لقتل الشعب الفلسطينى، كيف تحولت غزة إلى سجن مفتوح حرمت خلالها من كل سبل الحياة، وأصبحت إسرائيل فوق كل القوانين بدون حساب أو عقاب، بل إنها فى كل جرائمها تحصل على التأييد والدعم.



عندما استضافت القنوات المصرية والعربية رحمة زين بعد موقفها المشرف طلبت ألا تتحدث عن نفسها أو عائلتها المعروفة إعلاميًا، لكن عن أهمية تغيير أجندة الإعلام العربى الذى لا بد أن يتوحد لأن الغرب يستفيد من تنوع أو تضارب الإعلام العربى ويكذب إعلامه علنًا، وللأسف البعض يصدقه.. وكيف يتأسس إعلام يحمل الهوية العربية التى لا بد أن تعود بقوة، وأجمل ما قالته رحمة أن الجيل الجديد فهم ووعى وثار، لذلك لن تموت القضية الفلسطينية.