الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها  .. قاتلة البشر والشجر

أحلف بسماها .. قاتلة البشر والشجر

ما يحدث الآن فى فلسطين لا يندرج فقط تحت مسمى جرائم ضد الإنسانية لكن أيضاً جرائم ضد البيئة، فقد قتلت إسرائيل البشر ودمرت الشجر والثمر، لوثت التربة والمياه، قضت على الحيوانات، تهاوت الطيور إثر القذائف المسممة وطارت الأخرى مبتعدة ذعرا عن سماء فلسطين.. قبل عملية طوفان الأقصى وبالتوازى مع الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين كانت نفس الممارسات ضد البيئة الفلسطينية، فهناك عشرات التقارير الدولية والمحلية التى تثبت الحرب الصامتة التى تشنها إسرائيل ضد البيئة.



تقارير الأمم المتحدة عن التجاوزات فى حق الأراضى الفلسطينية تصدر بشكل دورى وتعد وثيقة دولية المفترض أن تحاكم عليها إسرائيل ومن أهمها التقرير الذى وثقه مايكل لينك، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنى بحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، يشير خلاله إلى استغلال إسرائيل المفرط للموارد الطبيعية الخاصة بالفلسطينيين أهمها مياه الشرب العذبة التى لم يعد أصحاب الأرض الحق فى استخدامها إلا فى أضيق الحدود مما اضطرهم للاعتماد بنسبة 96 ٪ على المياه الجوفية المتأثرة بالملوثات الصناعية.. فى ذات التقرير رصد المقرر الخاص للأمم المتحدة كيف تستغل إسرائيل الثروات الطبيعية والمعدنية لمصلحتها الخاصة وحرمان الفلسطينيين منها، والأخطر ما تقوم به سلطة الاحتلال بإلقاء النفايات الصلبة والسائلة بما يزيد على 200 ألف طن سنويا فى الأراضى الفلسطينية يتم توزيعها على 98 موقعا 34 منها للنفايات الصلبة، 64 للنفايات السائلة.. وفى بيان آخر للأمم المتحدة صدر فى مايو الماضى للمسئولة الأممية إيفون هيلى التى اتهمت إسرائيل بتفكيك وهدم عدد كبير من المنازل فى رام الله واستعداء المستوطنين على السكان الفلسطينيين مؤكدة أن عمليات الهدم والتوسع الاستيطانى أدى إلى عدم إمكانية الوصول إلى أراضى الرعى التى تأثرت هى الأخرى ببناء المستوطنات.

آخر تقرير للمركز الفلسطينى للأبحاث والدراسات الاستراتيجية «مسارات» أشار إلى انتهاك إسرائيل القوانين المتعلقة بحماية البيئة والمقررة فى اتفاقيات جنيف التى تلزم المحتل بالحفاظ على سلامة الإقليم وعدم استغلال موارد الدولة المحتلة، لكن هذا المحتل قام باقتلاع ما يزيد على 4.5 مليون شجرة بالإضافة إلى إزالة النباتات والأعشاب والزهور البرية وخسارة الغطاء النباتى من أجل إقامة المستوطنات الإسرائيلية.. كما تم إنشاء مصانع الغاز والمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة مما كان له أثر مدمر على التربة والثروة الحيوانية وتزايد الحشرات والقوارض، كما تصرف السلطات الإسرائيلية عوادم مياه المستوطنات فى الكثبان الرملية الواقعة شمال الخزان الجوفى للمياه فى قطاع غزة بحيث أصبحت كلها غير صالحة للاستخدام الآدمى.

ما حدث للبيئة الفلسطينية من تدهور وتدمير متعمد طوال السنوات الماضية شىء وما يحدث الآن فى قطاع غزة شىء آخر.. إسرائيل أضرت بكل الكائنات الحياتية فى هذه البقعة التى ارتوى ترابها بدماء الشهداء وسوف تحتاج لسنوات طويلة لكى تعود إليها الحياة مرة أخرى.. لكن لأنى أثق فى عدالة السماء سيعود شجر وحجر فلسطين مناديا أبناءها لقتال الصهاينة الذين يختبئون وراءها.