الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. يـوم أسـود ثانٍ فى تـاريخ إسرائيل

أنا وقـلمى .. يـوم أسـود ثانٍ فى تـاريخ إسرائيل

مما لا شك فيه أن الهجوم الذى شنته حركة «حماس» الفلسطينية يوم السبت «7» أكتوبر الجارى هو أكبر هجوم على إسرائيل منذ سنوات طويلة، ومما لا شك فيه أيضًا أن هذا الهجوم جاء نتيجة الضغط الإسرائيلى المستمر ونتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لحقوق الشعب الفلسطينى، وشبهت الصحف العبرية هذا الهجوم المباغت بانطلاق حرب «6» أكتوبر عام «1973» عندما شنت مصر وسوريا هجومين متزامنين مفاجئين على إسرائيل، ومن الواضح أن هذا الهجوم بمثابة كارثة إسرائيلية مروعة، إذ فشلت الدولة- بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجيشها- فى حماية مواطنيها مرة أخرى، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلى لوصف الهجوم الفلسطينى فى أول تعليق له «أنه يوم أسود آخر فى تاريخ إسرائيل»، ولا يوجد أحد داخل إسرائيل أو خارجها يستطيع تقدير حجم وقوة موجات الصدمة المدوية لهجوم السبت على إسرائيل، ولكن هذا اليوم ذكرنا جميعًا بيوم الغفران فى عام «1973» - مع الفارق طبعًا- حيث لحقت بإسرائيل خسائر فادحة فى الأرواح، ومن الواضح أنه لم تكن هناك معلومات استخبارية عن هذا الهجوم الصادم للشارع الإtسرائيلى، ولذلك ستكون المحاسبة على قدر الصدمة، خاصة رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى يقوم الآن بالرد بقوة كبيرة على هذا الهجوم القوى من جانب «حماس»، حيث إنه قام بقطع إمدادات الكهرباء والطاقة والغذاء عن غزة، بالإضافة إلى أن هناك قصفا وتدميرا لكل الأبراج السكنية فى غزة، لإحداث خسائر كبيرة فى البنية التحتية والأرواح، وهو ما سيكلف الجانب الفلسطينى ثمنًا باهظًا من الدماء فى الأيام المقبلة، ومع ذلك فإنه من المتوقع ألا تكون غزة هى الساحة الوحيدة التى يمكن أن تشتعل فيها النيران، حيث يمكن أن تمتد الحرب لتشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية، وربما حزب الله فى لبنان، وأيضًا العناصر العربية داخل إسرائيل، وإذا كنا فى بداية هذه الحرب المفاجئة للجميع، فلا يمكن التقليل من أهميتها وخطورتها، خاصة أنها فاجأت جيشًا من أقوى الجيوش فى منطقة الشرق الأوسط، وإن دل ذلك على شىء، فإنه يدل على انتصار حماس فى معركة نفسية كبرى أيضًا، وستبقى ذكراها خالدة إلى الأبد.. يحيا الشعب الفلسطينى.