الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها  .. علموا أولادكم الوطنية والقومية

أحلف بسماها .. علموا أولادكم الوطنية والقومية

حين وقعت نكسة 67 كنت بالسادس الابتدائى ومع ذلك أحسست بفداحة الحدث الذى رأيت تأثيره على وجه أبى وحزنه الشديد ولعناته المستمرة على الصهاينة، رغم عدم استيعابى للتفاصيل، لكن كنت أتأثر عند سماع الأغانى الوطنية من المذياع المفتوح دائما، وحتى الآن ما زالت كلمات وموسيقى أغنية «أنا النيل مقبرة للغزاة» فى ذاكرتى ووجدانى، لم ولا أنسى أداء المطربة التى عرفت فيما بعد أنها نجاح سلام فى المقطع: «ومن كل بيت ومن كل شبر لظى الموت يخرج من كل صدر على كل باغ نسوق الحمام لنحمى ترابك يا أرض مصر»، لم أكن أعى الكلمات المغناه بالفصحى لكنى أحسستها وبكيتها.. من هنا تولدت الوطنية التى ازدادت مع الصبا والشباب والنضوج.. بكيت لوفاة عبدالناصر وهللت لنصر أكتوبر وانفطر قلبى لما يحدث فى كل بلد عربى.



يقينى أن هذا حال كل جيلى ترسخت فيه الوطنية وأيضًا القومية ولم تمنع الخلافات أو الانشقاقات بين دولة عربية وأخرى من تواصل الشعوب العربية التى شهدت خلال الثلاث عقود الماضية تحولاً خطيرًا لتقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة متصارعة، وللأسف حدث هذا بالفعل، تم تقسيم العراق وسوريا إلى تكتلات طائفية وعسكرية، ثم التقسيم الرسمى للسودان والوضع الاقتصادى المتردى للبنان، والأخطر ما يحدث منذ سنوات لطمس ومحو القضية الفلسطينية.. لكن هذا الشعب الفلسطينى الجبار الذى يتساوى لديه الموت والحياة لا يزال صامداً.. تلك الأحداث الدامية تثبت بالفعل شئنا أم أبينا أن الأمة العربية مثلما قال محمد رسول الله فى حديثه الشريف: «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى»، الواقع كما يشهد التاريخ وتؤكده الجغرافيا إذا أصيب جزء من الوطن العربى تأثرت جميع الأجزاء.

أقول ذلك ليس فقط لأدلل على ما حدث للأمة العربية خلال السنوات الماضية وما يحدث الآن فى فلسطين، ولكن لملاحظة شديدة الأهمية أن بعضًا من الأجيال الجديدة الحالية تفتقد الانتماء، فقد انشغل الآباء والأمهات تحت وطأة السعى على العيش عن بث روح الوطنية والقومية فى نفوس أبنائهم.

السنوات القادمة بقدر ما يمكن تحقيق الخلاص للشعب الفلسطينى خلالها فإنها تنذر بأحداث جلل ولن يصمد أمامها إلا أجيال يملؤها حب الوطن والزود عنه بكل وسائل التعبير هو ما يلقى بالمسئولية على الآباء والأمهات لتعزيز الروح الوطنية لدى الأبناء من الصغر.. كل الشواهد تشير إلى أن الأجيال القادمة ستواجه الكثير للحفاظ على أوطانها ويقع على عاتقها المقاومة والصمود، ولا يتأتى ذلك إلا بإذكاء تلك الروح الوطنية من الآن فصاعدًا.