الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مصر أولا.. عودة من تحديات عصرية..  نزوة إلكترونية.. متحرش ديجيتال وذباب إلكترونى!

مصر أولا.. عودة من تحديات عصرية.. نزوة إلكترونية.. متحرش ديجيتال وذباب إلكترونى!

توغلت السوشيال ميديا فى حياتنا بشكل غير مسبوق، وتغلغلت فى أدق تفاصيلها.. حتى تحولت إلى وهم افتراضى كبير يسهم فى الانفصال عن الواقع العملى لدرجة التأثير المباشر على التواصل والعلاقات الإنسانية. 



للسوشيال ميديا مميزات وعيوب.. تتفاعل فى المساحة بين الانفصال والاتصال.

 

 كان ما سبق، هو محور لقاء عنوانه «عودة من تحديات عصرية» الذى عقدته الهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية لفريق عملها على مستوى الجمهورية فى المنيا الأسبوع الماضى. وقد شاركت فيه بتقديم بعض الأفكار والاجتهادات التى تشتبك مع واقع السوشيال ميديا فى حياتنا الآن.

عن السوشيال ميديا..

- السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الاجتماعى (الفيسبوك وتويتر وانستجرام). وإن كان الأكثر شهرة وتأثير فى مجتمعنا هو الفيسبوك. 

- السوشيال ميديا هى المؤشر لانطباعات البعض سواء الشخصية، أو حول ما يحدث فى المجتمع، سواء بالاتفاق والاختلاف، أو بالتهوين والتهويل والتضخيم فى ردود الأفعال.

- يتحول النقاش فى الغالب من خلال البوستات على صفحات السوشيال ميديا خاصة الفيسبوك إلى قضية رأى عام.. بغض النظر عن أهمية المضمون من عدمه.

- تحول الفيسبوك تحديداً من وسيلة للتواصل الاجتماعى المفتوح إلى وسيلة لرسم العلاقات، لدرجة أن الخلاف فى الآراء أصبح يصل إلى إلغاء الصداقة أو البلوك، وربما التكفير والتخوين.

- يقتنع البعض، ويروج البعض الآخر إلى أن السوشيال ميديا هى أحد أشكال الصحافة الجديدة أو البديلة أو صحافة المواطن، وما يترتب على ذلك من تضخيم تأثير الفيسبوك إلى حد التعامل معه باعتباره أحد أهم المصادر الصحفية الموثوقة.

- مواقع السوشيال ميديا أصبحت هى الإعلام البديل للإعلام التقليدى، وباتت مصدراً من مصادر المعلومات، وهو ما سمحت به إمكانياتها من تصوير لايف ونشر صور ومعلومات وأحداث مباشرة وسريعة، وربما حصرية.

السوشيال ميديا والعلاقات الإنسانية..

- يمارس الجميع على السوشيال ميديا حق الوصاية على بعضه البعض. ويصل الأمر إلى ردود أفعال يحكمها الاستخفاف والتسفيه والتشكيك، وأحياناً منطق الحسبة فى تناول الآراء المختلفة.

- تحولنا إلى آلات تتحكم بها التكنولوجيا الرقمية، وأصبحت حياتنا تخضع لـ«اللايك.. واو.. هاها.. ساد.. أنجرى.. لاف»، وتحول الأمر إلى إيموشن (رموز تعبيرية) يومية فى العلاقات مع كل من نعرفهم، سواء للمجاملة أو السخرية أو التضامن أو الإعجاب.

- فى الإيموشن بين الأصدقاء والأقارب وفريق العمل.. تستطيع أن ترصد صداقات وخلافات ومنافسات وحالات «نفسنة» أيضاً.

- تحولت عاداتنا الإنسانية كالتهنئة بالأعياد أو العزاء إلى رسائل نصية ووجوه تعبيرية، بعد أن كان الأمر يتم بشكل مباشر سواء كان وجهاً لوجه أو بالاتصال التليفونى التقليدى..

- توجيه البوستات والتعليقات والمشاركات بنقل عملية انتشارها عبر المواطن العادى بتأجيج مشاعره فى الترويج لأفكار وتوجهات من يبث هذه البوستات.

تحديات السوشيال ميديا..

- رسم صورة ذهنية محددة وموجهة من خلال المناضلين الافتراضيين فى شكل من أشكال ترسيخ «متلازمة الهجوم الافتراضى على الفيسبوك».

- تصنيف البوستات والتعليقات للحكم على أصحابها: وطنى أم غير وطنى، مسيحى أم مسلم، ليبرالى أم رأسمالى، مصرى أم عربي..

- يحكم مواقع التواصل الاجتماعى أدوات العالم الافتراضى سواء بـ Like أو بـ Block.. لكونها مساحة مفتوحة للجميع للتعبير دون أى قيود أو قواعد منظمة.

- فضاء الفيسبوك وقوته وتأثيره.. جعلت البعض من غير المؤهلين يعتقد أنه قد تحول إلى خبير سياسى واستراتيجى وحقوقى.. فتدنت لغة الحوار، وأصبحت المزايدة فى «دغدغة» وجدان الرأى العام بهدف تحقيق مصالح شخصية بالدرجة الأولى.

- وسائل التواصل الاجتماعى ليست جميعها شرًا مطلقًا، ولكن أسلوب استخدامها وتوظيفها هو الفيصل فى الحكم عليها.

- مواقع التواصل الاجتماعى ليست جميعها مصدراً للثقة بالكامل.

- هناك مميزات للسوشيال منها أنها تمثل مساحة ضمن حرية التعبير العالمية غير المحدودة.

- الكتابة على فيسبوك وتويتر دون رقيب، وكل شخص رئيس تحرير نفسه، فنجد البعض إذا ما «شير» شيئاً خاصة لو كان هذا الشخص فناناً أو رياضياً لانقلب الفيسبوك من المتابعين وغيرهم.

- حرية التعبير على السوشيال ميديا غير منضبطة، فقد نجد «بوست» يفتقر إلى الوضوح ينشره شخص مشهور يقوم الكثيرون بمشاركته رغم أنهم لا يفهمون ما يتضمنه.

- من سلبيات السوشيال ميديا التعميم.

علاقات السوشيال ميديا..

- السوشيال ميديا أصبحت أكبر مساحة للتحرش الجنسى الظاهر، سواء بالوجوه التعبيرية أو بالتعليقات، والأخطر من خلال الرسائل الخاصة التى تحمل العديد منها انتهاكات صارخة يجرمها القانون، إذ تمثل كذلك تحرشاً مباشراً سواء بالألفاظ أو بالنكت أو بالصور الخارجة. - التحرش الديجيتال واحداً من أهم أشكال التحرش، وهو نوع من العنف ضد المرأة الذى يستخدمه بعض الرجال فى تجاوزاتهم ونزواتهم الإلكترونية. 

- المتحرش الديجيتال: يبدأ بطلب صداقة من شخص جديد، وبعدها يتخذ أشكالًا عديدة منها إرسال الآيات والأدعية والحكايات الإنسانية والأقوال المأثورة المعبرة عن التقوى والورع والإيمان والحكمة، متزامنًا مع تسجيل الإعجاب على كل ما تنشره المرأة المستهدفة سواء فى العام فقط، أو فى العام والخاص مع المزيد من كلمات الثناء والاستطراد. ثم يتحول الأمر إلى فتح خط اتصال على الخاص بإرسال النكت التى تحمل إيحاءات جنسية، ويتطور الأمر إلى إرسال إيحاءات بألفاظ مباشرة، ثم إرسال صور موحية تحت بند الفكاهة.

الذباب الإلكترونى..

- ترعرع وينتشر سريعاً.. كلما نقصت المعلومات الدقيقة، وزادت مساحات اختلاق القصص والتحليلات والتبريرات، وما يتبعها من شائعات يروج لها باعتبارها حقائق مطلقة غير قابلة للشك أو التكذيب.. دون أى ضوابط أخلاقية أو معايير مهنية للإيحاء بأن هذه السموم هى رأى عام للعديد من رواد التواصل الاجتماعى، وبسبب التفاعل مع هذه السموم تنتشر بدرجة تجعلها مؤثرة فى اتجاهات الرأى العام وقراراته.

نقطة ومن أول السطر..

الخصوصية تأتى على النقيض من سلبية (التطفل)، ومن التجاوزات التى نقوم بها فى حق بعضنا البعض كل يوم دون أن ندرى أننا ننتهك حرمة خصوصية كل واحد منا.. فى شكل فج من أشكال التمييز اليومى ضد بعضنا البعض باستخدام السوشيال ميديا.

فى «دولة الفيسبوك».. تتحول العلاقات الافتراضية الوهمية إلى الفيصل الحاكم للعلاقات الإنسانية. وضاعفت السوشيال ميديا من تلك الحالة، وستزيد بعد أن تحولت منصاتها إلى المصدر الأساسى وربما الوحيد للمعلومات التى تؤثر فى الرأى العام وتحدد اتجاهاته. الثقافة هى الحل.