السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مـلـك البوب يروى قصته من جديد: «مايكل».. سيرة معلنة عن حياة غامضة

فى زخم الحياة وتغيُّر أنماطها الفنية السريعة، لا يزال عدد كبير يميل إلى العودة لموسيقى الماضى -باختلاف أنواعها- لما تحمله من ذكريات، تكون سببًا فى استمرار هذا الفن حيًا وباقيًا، رغم وفاة أصحابها منذ سنوات طويلة.



 

ومن هنا، تبلورت فكرة (الذكريات) لدى صناع السينما فى «هوليوود»، وتجلت بوضوح فى أفلام السير الذاتية الأخيرة لبعض فنانى ومشاهير (الزمن الجميل)، إذ شهدت السنوات القليلة الماضية نجاحًا غير مسبوق فى عدد من أفلام السير الذاتية، بداية من فيلم (Bohemian Rhapsody)، الذى تناول حيان مغنى فريق «كوين»، «فريدى ميركورى»، وصولًا إلى فيلم (Elvis) الذى رصد قصة حياة أسطورة الروك «إلفيس بريسلي»، مرورًا بفيلم (Rocketman) عن الأيقونة «إلتون جون»؛ وذلك بعد أن عرف صناع الأفلام كيف يلعبون على وتر يعصف بأذهان المشاهدين بهدف استرجاع ذكرياتهم الحياتية، وطفولتهم، ومراهقتهم التى ترتبط بالموسيقى، والفن الذى كان يميز كل حقبة.  

فالعزف على وتر الذكريات، كان ضمن الركائز الأساسية التى تحقق نجاح بعض أفلام السير الذاتية الأخيرة، وكأنها حلقة جديدة تنضم لسلسة محكمة بحرفية، تهدف إلى تحقيق أعلى نسب مشاهدات، إذ صار شأنها كشأن الدقة فى اختيار البطل، وطاقم العمل، وحبكة السيرة الذاتية، وغيرها.

قائمة أفلام السير الذاتية من هذا الطراز الخاص لم تنته بعد، إذ صارت بمثابة بارقة أمل جديدة، وباب فُتح على مصراعيه أمام صنَّاع السينما، يجذب المشاهدين إلى العودة للمسارح، بعد أن عانوا خلال السنوات القليلة الماضية من عمليات إغلاق شاملة لشاشات العرض الكبيرة، واتجاه المشاهدين لمنصات البث.

وفى ظل هذا المارثون من صناعة أفلام السير الذاتية، يبدو أن الوقت حان لعرض القصة الغامضة لواحد من أبرز فنانى الثمانينيات والتسعينيات، الذى استطاع أن يحصل على حب العالم، ويجمع الناس على شغف أغانيه.

 (مايكل)، هو أحدث فيلم من سلسلة أفلام السير الذاتية التى تسلط الضوء على الحياة المهنية الرائعة، والشخصية المضطربة  لملك البوب الراحل «مايكل جاكسون» فى فيلم روائى طويل.

ورغم عدم الإفصاح تفصيلًا عن محتوى القصة، فإن مخرج الفيلم «أنطوان فوكوا» قال، إنه: «يأمل فى تقديم نظرة أفضل لمايكل كفنان، وإنسان، عبر عرض الخير، والشر، والقبيح»؛ مؤكدًا أنه سيترك الأمر للمشاهدين  باتخاذ القرار بأنفسهم، بشأن ما يشعرون به تجاه «مايكل جاكسون».

ومع ذلك، أشارت بعض الصحف الغربية والمواقع الإخبارية إلى أن قصة الفيلم ستكشف رحلة هذا الشاب الذى أصبح (ملك البوب)، وإبراز مسيرة «جاكسون» المهنية التى كانت -بلا شك- مثيرة للإعجاب؛ موضحين -فى الوقت ذاته- أنها قد تتطرق لحياته التى كانت -فى المقابل- معقدة ومحاطة بالجدل، وتحديدًا فى سنواته الأخيرة. 

على كل، صعد «جاكسون» المولود عام 1958 فى ولاية «إنديانا» الأمريكية، إلى الشهرة عندما كان طفلًا مع إخوته كجزء من فرقة (The Jackson 5). 

وخلال مسيرته حاز «جاكسون» -ذو الطبع المميز فى أغانيه واستعراضه- على 13 جائزة «جرامى» على مدار حياته، فيما تم إدخاله فى قاعة مشاهير الروك آند رول مرتين، وأطلق عليه لقب «ملـك البـوب» بعـد أن بدأ مسيرته المهنية منفـردًا، وأصـــدر أغــــانـــى نـاجـحــة، مثـــل: «Billie Jean وThriller وBeat It وSmooth Criminal، وThey Don' t».

ومع ذلك، عانى ملك البوب فى أيامه الأخيرة من اتهامات متواصلة بالاعتداء على الأطفال، حتى وفاته المأساوية فى عام 2009، رغم نفى «جاكسون» تلك المزاعم، وأصر دائمًا على براءته، فإن تلك الاتهامات لا تزال تلقى بظلالها على إرثه حتى يومنا هذا.

بطل العائلة الجديد

أبرز ما يميز هذا الفيلم، وأثار اهتمام المشاهدين والنقاد على حد سواء، ليست قصته الرائعة المثيرة للجدل فحسب، بل رؤية البطل الذى سيلعب دور (ملك البوب)، وذلك بعد الإعلان عن اختيار ابن شقيق «مايكل جاكسون»، «جعفر»، ليجسد دور عمه «مايكل جاكسون» فى هذا الفيلم. 

من جانبهم، علق النقاد وكتَّاب الرأى على نطاق واسع عن شغفهم لرؤية «جعفر»، الابن الأصغر لكاتب الأغانى والمنتج وعضو فرقة (جاكسون 5) «جيرمين جاكسون» فى أول دور سينمائى له فى هذا الفيلم؛ مشيدين بصوته الغنائى الذى يقال إنه يشبه إلى حد كبير صوت عمه، ناهيك عن قدرته على الرقص بانسيابية مثل «جاكسون».

كما علق مخرج الفيلم «فوكوا» فى حوار صحفى آخر على اختيار «جعفر»، قائلًا، إنه: «عندما التقيت «جعفر» لأول مرة، وجدته يتمتع بقدرة طبيعية على محاكاة «مايكل»، كما يتمتع -أيضًا- بنفس الكيمياء الرائعة التى تمتع بها عمه أمام الكاميرا». 

أما منتج الفيلم «جراهام كينج» –الذى أنتج أيضًا فيلم (Bohemian Rhapsody)- فأوضح أن «جعفر» أذهله بالطريقة التى يجسد بها روح وشخصية «مايكل» وذلك عندما التقى به منذ نحو عامين. 

سلسلة من الأفلام

رغم الشغف المحيط بفيلم السيرة الذاتية القادم لـ«جاكسون»، فإنه يأتى بعد عروض سابقة عن حياته، ومن بينها: الفيلم التلفزيونى (The Jacksons: An American Dream) الذى عرض عام 1992؛ و(Man in the Mirror: The Michael Jackson Story) الذى صدر عام 2004؛ و(Michael Jackson' s This Is It) الذى تناول تدريبات «مايكل جاكسون» لحفلات من نفس الاسم التى كان ينوى تقديمها فى صيف 2009.

أما موعد الفيلم فلم يحدد له موعد رسمى بعد -رغم التوقعات بأنه سيعرض العام المقبل- بسبب إضراب كتاب وممثلى هوليوود الحالى، ما دفع طاقم العمل وصنَّاع الفيلم إلى الانتظار لحين استقرار الأوضاه داخل «هوليوود».

فى النهاية، يتوقع العديد من النقاد أن يكون فيلم السيرة الذاتية القادم لملك البوب «مايكل جاكسون» واحدًا من أخطر أفلام السيرة الذاتية الموسيقية، بسبب الطبيعة المثيرة للجدل المحيطة بحياته.

على الوجه الآخر، ينتظر الفيلم جيل الـ(Walkman)، ومحبوه الذين ترعرعوا على سماع أغانى «جاكسون» لاسترجاع ذكرياتهم وأغانيهم، ومشاهدة حياة نجمهم المفضل من جديد.