السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أكد أن حضور حفلاته يمنحه ثقته بنفسه: على الألفى: البسطاء.. جمهورى وعزوتى

يمتلك الفنان الشاب «على الألفى» صوتا شجيا، استطاع أن يحتفظ لنفسه بمكانة خاصة بين أبناء جيله من المطربين، وبرغم قلة إنتاجه، فإن غالبية أغنياته حققت نجاحا كبيرا، وانتشارا واسعا لدى قطاعات مختلفة من الجمهور المتعطش للفن الجاد، والمقدر لقيمة صوته الطربى الأصيل، وبخلاف جمال الصوت، فإن «على الألفى» يتميز بقدرة هائلة على وضع بصمته الخاصة على الأغنيات التى قدمها غيره من المطربين، سواء القدامى أو المعاصرين، وهو ما لمسه الجمهور الحريص على حضور حفلاته، وفى حوارنا معه سألناه عن أغنياته، ومشروعاته المقبلة، وتطرقنا معه لمناقشة بعض القضايا التى شغلت الساحة الفنية فى الآونة الأخيرة.. وإلى نص الحوار



 نجاح كبير حققته فى حفلتك التى أقيمت مؤخرا فى ساحة الهناجر بدار الأوبرا المصرية، حيث تفاعل معك الجمهور، وشاركك الغناء بشكل يدل على حرصهم على متابعة خطواتك، فى رأيك ما الفرق بين جمهور الأوبرا وجمهور أى حفل آخر؟

- جمهور الأوبرا ليس جمهورا موحدا، بل إنه مجموعة من الجماهير، فمن يحضر فى المسرح المكشوف، يختلف عمن يحضر فى المسرح الكبير، وكلاهما يختلف عن جمهور ساحة الهناجر الذى ينتمى إلى شريحة اجتماعية، وثقافية، ومادية مختلفة، لا تمتلك القدرة على دفع قيمة تذكرة مرتفعة، والحقيقة أننى اكتشفت أن هؤلاء البسطاء هم جمهورى وعزوتى، وحضورهم بهذه الكثافة فى الحفلة الأخيرة أعاد لى ثقتى بنفسى، وهو ما عبرت عنه على المسرح يومها، لا سيما أن تفاعلهم مع أغنياتى الخاصة بالغناء، وطلبهم لبعض الأغنيات بالاسم جعلنى أثق فى قوة اختياراتى، خاصة أن هناك معايير لا أمتلكها بشكل قوى منها أرقام المشاهدات وخلافه، لكن فى رأيى أن المعيار الأقوى على الأرض وهو ما تحقق فى الحفلة الأخيرة بشهادة منظمى (ليالى صيف الإنتاج الثقافى) الذين أخبرونى أن حفلتى حظيت بأكبر إقبال جماهيرى حدث على مدار ليالى المهرجان.

 

 معروف أنك مطرب قادر على غناء جميع الألوان التى تغنى بها العظماء سواء مطربين أو مطربات، وهو ما تحرص عليه منذ بداياتك لا سيما الأغانى التى لا يعرفها سوى جمهور «السميعة»، لماذا تقبل على غناء هذه النوعية من الأغنيات، وهل يرتبط الأمر بالنسبة لك برغبة فى إحياء التراث الغنائى بشكل مختلف؟

- أحب أن أغنى الأغانى المرتبطة عندى بذكرى معينة، وخاصة الأغانى غير المطروقة، والتى عادة لا يقبل على غنائها المطربين المعاصرين، وأحب أن ابتعد بقدر المستطاع عن الأغنيات المكررة والمحفوظة، وفى رأيى أن تاريخنا الغنائى ملئ بالكنوز المخبأة، والتى يتعين علينا استخراجها، وأزعم أننى منذ عشر سنوات عندما قررت غناء أغنية (غريب الدار) قد ساهمت فى أن يكتشف الجمهور هذه الأغنية ويعيدوا الاستماع إليها.

 وما رأيك فى الخلاف الذى حدث منذ فترة بين الفنانين «على الحجار ومدحت صالح» على أحقية كل منهما فى إحياء التراث؟

- من يستطيع أن يحيى التراث فليفعل، فالأمر يستحق تكاتف الجميع من أجل أن يعود الجمهور لسماع هذه الأغانى الجميلة، وبناء عليه، علينا أن نوفر الطاقة التى نهدرها فى الخلاف وأن نستغلها فى إعادة إنتاج هذه الأغانى، ومن المؤكد سنصنع شيئا مختلفا. 

 اعتاد جمهور حفلاتك على الاستماع لميدلى غنائى يحتوى على توليفة مختلفة من الأغانى تشمل «ويجز وبهاء سلطان وأصالة وأنغام» وغيرهم، كيف فكرت فى صناعة هذا المزيج الغنائى المختلف؟

- أحببت أن أصنع حدوتة متكاملة بكلمات أغنيات محبوبة ومعروفة لدى الجمهور، وفى نفس الوقت متنوعة وبعيدة عن بعضها البعض، لكنى أجد الرابط بينها لأصنع قصة عاطفية متكاملة فمثلا مقطع (والله ووقعت) من أغنية «ويجز» يدل على سرعة التعلق والارتباط السريع، يليه (أنا غلطان) لـ«بهاء سلطان» يؤكد أن الانفصال قد تم بين الحبيبين، ثم (ما بتعلمش) لـ «أنغام» يدل على أن الشخص لا يزال عالقا فى ذكرى الحب، ثم (خانة الذكريات) لـ«أصالة» فهى بداية نسيان هذا الحب، والحقيقة أننى اكتشفت أن لدى قدرة فى صناعة هذا المزيج بين أغانى متباينة وإيجاد روابط بينها، وأسعد جدا برد الجمهور.

 لكن الجميل أنك لا تمتلك موقفا مضادا من «ويجز» وأغنياته.

- «ويجز» نجم كبير، وله محبوه، ومن ينكر هذه الحقيقة فلديه مشكلة فى إدراك ما يحدث فى الدنيا، وبالنسبة لى هو ليس مطربى المفضل، ولا تصلح أغانيه فى معظمها لصوتى، لكنى لمست فى أغنية (البخت) وتحديدا الجزء الذى يقول (والله ووقعت) عفوية وصدق شديدين، وهو ما دفعنى إلى الاستعانة بها ضمن الميدلى الذى أقدمه على المسرح.

 ولماذا أنت مقل فى تقديم أغانٍ جديدة؟

- لدى كثير من الأغانى (فى الدرج) وما يجعلنى أتردد فى طرح تلك الأغانى هو خوفى من عدم القدرة على تسويقها، فلكى تصل الأغنية بشكل جيد للجمهور تحتاج ميزانية ضخمة لتسويقها، فالأمر لا يقتصر فقط على الاختيار الجيد للكلمات واللحن، وكلمة السر فى هذا العصر هو التسويق وإدارة الأعمال، وللأسف نحن جيل لا يقف أحد فى ظهرنا والمطرب أصبح ينتج لنفسه وهى عملية مرهقة جدا ومكلفة، ولذلك أتمنى من الشركة المتحدة أن تدعم الغناء كما تدعم صناعة الدراما وأن تنشئ شركة إنتاج غنائى تقوم بالدور الذى كانت تقوم به الإذاعة المصرية فى الماضى.

 قدمت قبل سنوات دويتو غنائى مع الفنانة القديرة «حنان ماضى» فى أغنية (البنت اللى سهرانة) حقق نجاحا كبيرا، لو قررت تكرار التجربة مع من تكررها؟

- بالفعل، دعمتنى «حنان ماضى» فى بداياتى بمشاركتى هذه الأغنية، والحقيقة أن هذه الروح لم تعد موجودة عند كثير من الفنانين الآن، وأعتقد أننى إذا فكرت فى تكرار التجربة فهناك كثير من الأسماء من جيلى والجيل السابق أتمنى أن أغنى معهم فمن جيلى أحب أن أغنى مع «كارمن سليمان، وريم عز الدين، ومها فتونى، ونداء شرارة، وأحمد جمال، وفخرانى، وعطار» وغيرهم، ومن الجيل السابق أحب أن أقدم أغنية مع «هدى عمار» أما السيدة «أنغام» فلا أعتقد أن هناك مطرب على وجه الأرض لا يحلم أن يغنى معها.

 على ذكر «أنغام» ما رأيك فى الخلاف القائم حول لقب صوت مصر، وانقسام الجمهور بين «أنغام وشيرين»؟

- «أنغام» هى صوت مصر ليس فقط لأنها تمتلك صوتا جميلا، لأن اللقب لا يطلق على الصوت الأجمل، لكن أيضا على الواجهة المشرفة، والالتزام، والجدية، وقلة الهفوات، وجودة الأعمال، والمسيرة الطويلة، وكلها عناصر تتوافر فى « أنغام» ولا يعنى ذلك ذما فى «شيرين» لكن الحقيقة أن من يرغب فى الحصول على لقب لا بد أن يجتهد من أجله.