السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مفهوم «السنجلة» من «سيلينا جوميز» إلى «عمرو دياب».. يا قلبى لا تحزن!

نجمة البوب الشهيرة «سيلينا جوميز» أصدرت أغنيتها الجديدة( Single Soon)، هذه الأغنية التى لاقت استحسانًا من صديقتها النجمة «تايلور سويفت» على موقع «إنستجرام» التى قالت «عندما يكون صديقك المفضل هو الأفضل؛ سوف نرقص على أنغام هذه الأفكار إلى الأبد».



ومن هنا نأتى إلى مربط الفَرَس كما يقول المَثل الشعبى، ما هى الأفكار التى طرحتها «سيلينا» فى أغنيتها الأخيرة؟ 

 

«سيلينا» تحدثت عن نيتها لشراء فساتين جديدة، ترتدى عليها أحذية براقة، ستختار مَن ستقوم بمواعدته بكل أريحية، ستبقى فى خارج المنزل إلى أوقات متأخرة وتفعل كل ما يحلو لها؛ لأنها بكل بساطة ستكون عزباء قريبًا!

ورغم أن هذه الأغنية كتبتها فتاة أمريكية، قد تخطت الثلاثين من عمرها، بما يعنى أنها فى مرحلة كافية من النضج، والمجتمع أصبح يتعامل الآن مع «سيلينا» باعتبارها نجمة بوب يافعة، وليست المراهقة التى ظهرت فى بدايتها مع «چاستن بيبر»؛ فإن كل هذه الأسباب التى ذكرتها «سيلينا» فى أغنيتها ربما لا تعطى لنا أسبابًا حقيقية عن سبب استعجالها للانفصال عن الشريك!

ربما تعبّر «سيلينا» فى أغنيتها عن شعور الكثير من الفتيات حتى فى المجتمعات العربية؛ خصوصًا بعد اقتران الزواج والارتباط بشكل عام بأنه نوع من أنواع تقييد الحرية.

هذا المفهوم نستطيع أن نستدل عليه أيضًا من خلال أغانينا، فالفن مرآة للشعوب، ومنذ فترة ليست بالطويلة، أصدر الفنان «عمرو دياب» أغنية (سينجل) من كلمات «بهاء الدين محمد» وألحان «عزيز الشافعى» وتوزيع «وسام عبدالمنعم»، وكانت تعبّر تقريبًا عن نفس الحالة التى عبّرت عنها «سيلينا» ولكن من وجهة نظر ذكورية، فكان عمرو دياب سعيدًا للغاية لأن شريكته فى الحياة لن تتصل به بشكل متكرر، وأنه سيفعل كل ما يحلو له، وسيعود لحياته القديمة، ولن يعطى قيمة لأحد بعد الآن! 

وبعيدًا عن الجودة الفنية للأغنيتين؛ فالحديث هنا عن تعامُل سطحى مع أمر فى غاية الخطورة ويشكل أزمة حقيقة فى مجتمعنا المصرى؛ حيث إن التقرير الصادر من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2022، أعلن أن هناك حالة طلاق تتم فى مصر كل 117 ثانية فقط! وهو رقم مرعب، وبلغ متوسط عدد حالات الطلاق فى الشهر 22.5 ألف حالة، وفى اليوم 739 حالة، وفى الساعة 31 حالة.

هذه الأرقام المرعبة دفعت العديد من المؤسّسات لدراسة أسباب هذه الظاهرة وأهمها الأعباء الاقتصادية ووسائل التواصل الاجتماعى التى تساهم بشكل كبير فى حدوث خيانات زوجية، وإحداث حالة من الخَرَس الزوجى فى المنزل بسبب توحد كل طرف مع واقعه الافتراضى لساعات طويلة والاستغناء بها عن الحوار مع الطرف الآخر، كما أسهمت هذه المواقع أيضًا فى رفع التوقعات التى يريدها كل من طرفى العلاقة من الطرف الآخر؛ حيث يبحث كل منهما عن الشريك المثالى طبقًا لما يكتب وينشر من أصدقاء افتراضيين يقدمون عن أنفسهم صورة جمالية غير حقيقية وغير واقعية تخلو من العيوب.

بالإضافة إلى العنف الأسرى، والفروق الثقافية والاجتماعية بين الشريكين، وتدخُّل الأهل فى حياة أبنائهم، وتراجُع القدرة على تحمُّل المسئولية لدى الأجيال الأحدث بسبب عدم الاتزان الانفعالى، ووضع الانفصال كحل أول لجميع المشاكل الزوجية بهدف الهروب من مسئوليات الزواج والأبناء.

ومن المؤكد أننى إذا قمت بالبحث عن أسباب الطلاق فى أمريكا؛ فسأجد عوامل مشتركة بيننا وبينهم؛ لأن المشاعر الإنسانية واحدة فى كل المجتمعات، وهذا ما لاحظناه حتى فى التعامل السطحى بين أغنيتين لواحدة من أهم نجوم البوب فى أمريكا، وأهم نجم بوب مصرى!

وزيادة فى التأكيد؛ فليس هناك تقليل بأى شكل من الأشكال على الإطلاق من الأعمال المذكورة فى هذا المقال، ولكن أتساءل: متى سيكون لدينا أعمال غنائية تتحدث عن جوهر الأزمات الحقيقية التى نَمر بها؟

وكيف سنقنع أنفسنا بضرورة استمرار العلاقة الزوجية إذا كنا نلخصها بأنها مقيدة للحرية وتحرمنا من ارتداء الفساتين وتسبب لنا «الصداع» بسبب كثرة الاتصالات الهاتفية من الشريك الآخر!