السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قال إن تكريم تامر حسنى ومحمد هنيدى لم يكن له معنى فى مهرجان الدراما طارق الشناوى: للأسف.. سيطرة النجوم فى الفيلم السينمائى انتقلت إلى الشاشة الصغيرة

على مدار سنوات طويلة وحتى الآن؛ لا يزال اسم «طارق الشناوى» يثير الجدل بنقده اللطيف أحيانًا واللاذع فى أوقات كثيرة. سواء اختلفت أو اتفقت معه، فلا يمكنك إنكار أن اسمه أصبح «براند» يعيد للنقد الفنى والصحفى اعتباره. بالطبع ليست شوفونية عندما نقول أن هذا هو المسار الطبيعى لكل نجوم «روزاليوسف»؛خصوصًا أنه ابن لجيلها الذهبى.



 

وبعد مشاركته فى لجنة تحكيم مهرجان القاهرة للدراما فى دورته الثانية كان لنا حوار معه لنتعرف على كواليس الجوائز واختيارها. نسمع رؤيته للمهرجان بشكل عام الذى يقول عنه بشكل واضح: «ليس عيبًا أن نقول أن الدورة الثانية من مهرجان القاهرة للدراما تم إخراجها بشكل ضعيف».

نسأله عن الفجوة التى رصدها بين رؤية المتخصصين والجمهور بعد استحداث جوائز تصويت الجمهور، فيكشف ضمن الحوار عن مفارقة غريبة تخص مسلسل «جعفر العمدة».

وفى الوقت نفسه يحتفى بالفنانة الكبيرة منى زكى كونها الفنانة الوحيدة التى اتفق عليها الجمهور ولجنة التحكيم.

عن 60 سنة دراما بأهم محطاتها وتحدياتها كان لنا هذا الحوار مع الناقد الكبير طارق الشناوى:

من خلال مشاركتك فى لجنة تحكيم مهرجان القاهرة للدراما.. كيف تابعت الدورة الثانية فى العلمين؟

- مؤكد أن المهرجان وُلِد لكى يستمر وينمو ويحقق صدارة فى المشهد كمهرجان عربى، خصوصًا أن لدينا الكثير من المهرجانات على المستوى العربى، وبالتالى لا بُد أن يكون الرهان على الصدارة.

هناك إخلاص عند د.أشرف زكى باعتبار أن نقابة المهن التمثيلية هى المنوط بها إقامة المهرجان. ربما هناك بعض التفاصيل التى لا بُد من الرجوع فيها إلى متخصصين. منها مثلا إخراج حفل الختام. حيث كان هناك خطأ مسرحى كبير فى صعود ونزول نفس المُحكم أكثر من مرة على المنصة. ولم يفكر أحد فى استدعاء الفائزين ولجنة التحكيم لالتقاط صورة تذكارية تُوثِّق الحدث.

أتمنى أيضًا أن يُذيل عنوان المهرجان بكلمة التليفزيونية ليصبح «مهرجان القاهرة للدراما (التليفزيونية)» لأن كلمة دراما بمفردها أوسع وأشمل فهناك دراما إذاعية  ومسرحية وغيرهما. وبالتالى من الأدق إضافة الكلمة لتحديد معنى أوضح للعبارة الفضفاضة. وفى الوقت نفسه نحافظ على العنوان القائم على مدار دورتين.

 لكن لماذا تقترح تدقيق العنوان بتحديد «الدراما التليفزيونية» بدلًا من الدعوة لأن يشمل المهرجان الدراما بكل أشكالها؟

- لا.. فهو مهرجان للدراما التليفزيونية ولا نحتاج أن يتحول إلى أى شىء آخر. لو شمل كل أنواع الدراما سيكون أشبه بمهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون الذى كان ينظم فى مدينة الإنتاج الإعلامى حتى العام 2010. وهذا أمر مختلف تمامًا عن مهرجان القاهرة للدراما الذى يختص ويستهدف الدراما التليفزيونية بشكل أساسى.

من باب مشاركة الجمهور فى الكواليس.. ما طبيعة المناقشات والاختلافات التى دارت فى لجنة تحكيم المهرجان؟

-  دائمًا ما أطالب بعدم البوح بالمناقشات التى تدور فى لجان التحكيم ولو بعد 100 سنة، لكن يمكننى كسر تلك القاعدة فى شىء واحد فقط مما دار.

أنا كنت صاحب اقتراح أن تمنح جائزة الوجه الجديد لأكثر من فنان، مثلا أن يتم منحها لـ 3 من النساء و3 من الرجال لمنح فرص لعدد أكبر من الوجوه الجديدة الشابة ولن يقلل من قيمة الجائزة. وتم اعتماد هذا الاقتراح بأغلبية الأصوات. وأتمنى اعتماده فى الدورات القادمة كقاعدة أساسية.

أما المناقشات التى دارت فكل ما أستطيع قوله أن أغلب الجوائز التى مُنِحت كانت بإجماع أعضاء لجنة التحكيم. وبعض الجوائز كانت بأغلبية الأصوات لكن لن أستطيع كشفها. ومن المهم أيضًا التأكيد أنه لم يتدخل أحد فى اختيارات لجنة التحكيم للجوائز، لا رئيس المهرجان الفنان الكبير يحيى الفخرانى ولا من النقابة أو جهة أخرى فى طلب جائزة محددة. تم إعلان الجوائز كما اتفقنا عليها قبل المهرجان بـ7 أيام بالضبط دون أى تغيير.

ومن المهم الالتفات إلى أن المهرجان مجرد «ليلة واحدة نتحدث عنها طوال العام» وبالتالى يجب أن تخرج بشكل جيد وذلك بالعمل عليها بشكل أكثر. وليس عيبًا أن نقول أن الدورة الثانية من مهرجان القاهرة للدراما تم إخراجها بشكل ضعيف. ففترات الصمت التى شعرنا أنها مملة أثناء حضور الحفل، تتضاعف لعشر أمثالها على المشاهد فى البيت. وبالتالى لا بُد أن يكون هناك ضبط للإيقاع.

وعندما يتحدث المهرجان عن 60 سنة دراما فإننا نحتاج خطة من الدولة لإعداد فيلم حقيقى يوثق «60 سنة دراما» ويعتمد على دراسة جادة.

فى الوقت نفسه، من المهم الالتفات وتوثيق الدور الكبير الذى قام به «نور الدمرداش» باعتباره الأب الروحى للدراما التليفزيونية فى مصر والعالم العربى وبالتالى لا بد أن يأخذ حقه لا أن يتم ذكر اسمه فى سطر عابر. أيضا «فهمى عبدالحميد» الذى قاد نقلة غير مسبوقة فى الفوازير. وبالتالى فالاسمان بحاجة إلى تكريم خاص.

بالإضافة للاسمين الكبيرين.. ما أهم المحطات المضيئة على مدار «60 سنة دراما»؟

- بالطبع لا يمكن الحديث عن الدراما التليفزيونية فى مصر دون وضع ألف خط تحت اسم «أسامة أنور عكاشة» فهو صاحب نقلة مهمة جعل من خلالها الكتب عنوانًا ورقمًا مهمًا فى المعادلة الاقتصادية للدراما ونجمًا يتم تسويق العمل الفنى باسمه. وهو أول من فعل ذلك. لدرجة أن الجمهور كان يقول  «عاوز أشوف مسلسل أسامة أنور عكاشة». 

كما أن هناك مخرجين تركوا علامات واضحة في مشوار الدراما المصرية مثل يحيى العلمى ومحمد فاضل وإنعام محمد على فهم الجيل الذى جاء بعد جيل الكبار وأنجز إنجازا حقيقيا.

وما الذى تغير على مدار الـ 60 سنة فى رأيك؟

- الجيل الجديد. والجيل الجديد بالنسبة لى يتمثل فى كاملة أبوذكرى وكريم الشناوى وتامر محسن وأسماء أخرى من هذا الجيل الذى قاد إيقاعًا أكثر حيوية وحركة على مستوى الصورة الدرامية. قبلهم كان هناك جزء ميكانيكى أكثر فى الدراما التليفزيونية لكن هذا الجيل قاموا بجهد جمالى على مستوى الدراما التليفزيونية.

أيضا هناك جيل جديد من الكتَّاب بعد أسامة أنور عكاشة لعل أهم الأسماء فيه هم عبدالرحيم كمال ومريم نعوم وتامر حبيب.

على ذكر مريم نعوم.. هل نعتبر أنه تم الاعتراف بفكرة الورشة فى مهرجان الدراما هذا العام؟

- بالتأكيد. تم الاعتراف بالورشة رغم أن لجنة التحكيم تشمل كاتبًا يكتب منفردًا وله رأى سلبى فى فكرة الورشة. كما كان يشبهها الكاتب الكبير وحيد حامد بـ«جلباب المجذوب». 

لكن المهرجان أعاد للورشة اعتبارها حيث يتم الحكم على المنتج النهائى، وبالتأكيد الفروق فى جودة إنتاج ورش الكتاب يؤكد أن لـ«الأسطى» أو لقائد هذه الورشة دورًا فى صياغة الخطوط العريضة. وبالتالى تعاملنا مع الورشة كما نتعامل مع الكاتب المنفرد.

بعد إضافة جوائز يصوت عليها الجمهور.. كم تبعد المسافة بين الجمهور والمتخصصين؟

- فى الحقيقة الاسم الوحيد الذى اتفق عليه الجمهور ولجنة التحكيم كان «منى زكي» وهو ما أعتبره إنجازًا كبيرًا لـ«منى».. بالطبع «جعفر العمدة» حصل على القسط الأكبر من جوائز الجمهور رغم أنه لم يحصل على أى جوائز من لجنة التحكيم.

والمفارقة الغريبة أن هالة صدقى وهى العنصر الوحيد فى «جعفر العمدة» الذى حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لتميزها ولم تحصل على جائزة الجمهور. 

ربما هذه المفارقة أكثر ما يوضح حجم الفجوة بين رؤية الجمهور والمتخصصين.. بالانتقال إلى نقطة أخرى: كيف ترى تواصل المواسم الدرامية على مدار العام وليس رمضان فقط؟

- تحطم الموسم الرمضانى خصوصا بعد دخول المنصات. وكان لا بُد أن يستجيب المهرجان.

فلم تعد البضاعة الجيدة تعرض فى رمضان فقط ولكن موجودة طوال العام وهذا أمر مهم جدا فى رأيى..

وعلى ذكر هذه النقطة. هناك بعض التساؤلات حول كيفية مقارنة المسلسل الـ15 حلقة بآخر 30 حلقة. والحقيقة أنه حتى لو كان المسلسل 5 حلقات فقط يتم معاملته على أنه عمل درامى مكتمل ويتم مقارنته حتى مع مسلسل يتجاوز الـ30 حلقة باعتباره عملًا دراميًا مكتملًا هو الآخر.

بعد ما تصفه بـ«تحطم الموسم الرمضاني».. ما أهم المشاكل التى تواجه الدراما الآن؟

- للأسف انتقلت مشكلة السينما إلى التليفزيون وهى «سيطرة النجوم».. حيث أصبح النجم يتدخل فى اختيار المخرج والمؤلف «وحتى اللى بيعمل الشاى والقهوة!». وبالتالى سيطرة النجوم فى الفيلم السينمائى انتقلت إلى الشاشة الصغيرة. بالمناسبة أنا لست ضد النجوم ولكننى ضد ضعف المخرجين. على المخرج أن يقوم بدوره كاملا. وأتمنى أن يعود المخرج إلى مكانته مرة أخرى. وبالتأكيد هذا لا ينطبق على كل المخرجين ولكنها حالة عامة.

بالعودة للجوائز.. ثار جدل كبير بسبب تكريم تامر حسنى فى مهرجان القاهرة للدراما.. كيف تابعت ذلك؟

- فى رأيى تكريم تامر حسنى لم يكن له أى معنى. ولا تكريم محمد هنيدى أيضا. فلا بد من الحفاظ على هوية وملامح المهرجان. لا أن يتم تكريم أى نجم لاستخدام بريقه.

وهذا تقريبًا نفس ما حدث فى مهرجان المسرح التجريبى بعد الحديث عن تكريم ليلى علوى.

وأنا أثق أنها مظلومة وسط هذا الجدل. بالتأكيد هناك شخص ما رأى أن تكريمها سيجلب بريقًا أكثر للمهرجان دون أى نظرة موضوعية. فما علاقة ليلى علوى بالمسرح التجريبي؟ وما علاقة هنيدى وتامر حسنى بالدراما؟

بالطبع وجود النجم أمر ضرورى لكن عندما يتم توظيفه فى مكانه الصحيح. فعندما يكون يحيى الفخرانى رئيسًا لمهرجان الدراما هذا أمر منطقى لأنه اسم لا يمكن تجاهله إذا تحدثت عن الدراما التليفزيونية وأحد أهم نجومها على مدار التاريخ.

أخيرًا.. كناقد فنى وصحفى. كيف تتابع النقاد الفنيين من الشباب؟ وكيف أثرت السوشيال ميديا على النقد الفنى فى رأيك؟

- كتبت مرة مقالًا بعنوان «أطلال فوزى وأطلال السنباطي» فكرته تقوم على أن محمد فوزى لحن الأطلال للمطربة «نجاة علي» قبل أن يلحنها السنباطى للست أم كلثوم. وعندما نشرت المقال على حسابى بالسوشيال ميديا لم تتجاوز متابعته العشرات. ولكن عندما نشره أحد أصدقائى الشباب بمصاحبة فيديو يوضح الفرق بين اللحنين؛ فوجئت بآلاف المتابعين على نفس المقال.

وبالتالى أنا مع النقاد الشباب الذين يستخدمون السوشيال ميديا. نختلف أو نتفق معهم، لأنه بالطبع تختلف درجات الوعى والتلقى من ناقد لآخر. لكن هذا لا يجعلنى أغلق الباب وأعتبر أن طريقتى فقط هى الصحيحة. بالعكس فأنا أحاول مواكبة هذا الزمن وأتعلم التعامل مع التقنيات الجديدة.