السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد فوزهم بـ 5 جوائز من المهرجان القومى للمسرح: صناع (ياسين وبهية): إحياء التراث الشعبى تأكيد لهويتنا

«تقدير عظيم» بهذه العبارة وصف صناع مسرحية (ياسين وبهية) جوائز المهرجان القومى للمسرح التى جاءت تتويجًا لمسيرة المسرحيين وتقديرًا لعروض تميزت ومواهب أبدعت، وبين زخم فنى شهدته الدورة الـ16 حصدوا جائزة أفضل عرض مسرحى ثان، فضلًا عن 4 جوائز فى التمثيل والإخراج.



 

 المسرحية مأخوذة عن نص الكاتب الكبير «نجيب سرور»، وفكرة إعادة إحيائها نالت إشادات كبيرة منذ أن قررت فرقة مسرح الشباب إعادة تجسيدها بمواهب إبداعية شابة وبرؤية تلائم روح العصر وتحتفظ بأصالة النص، وهو ما شكل تحديًا كبيرًا، تحدث عنه أبطال العمل فى حوارهم مع «روزاليوسف»، وكشفوا عن كيفية ترجمة النص الشعرى لمحتوى مرئى مرورًا بتجربتهم الأولى فى مسرح «نجيب سرور».

 الأقرب للوجدان 

تلك السيرة الشعبية التى حفرت مكانتها فى الوجدان قدمت برؤية إخراجية لـ«يوسف مراد منير» الذى اتجه إلى تراث «نجيب سرور» ليبدأ من خلاله مشواره الفنى وحصد جائزة أفضل مخرج صاعد، وعن فوزه يقول: «لم أتوقعه، وكنت على ثقة أن لجنة التحكيم تمنح الجوائز لمن يستحق، والجائزة بمثابة حافز نحو مزيد من الإبداع فيما هو قادم».

وعن سبب اختياره لأحد أعمال «نجيب سرور» يقول:«أردت تقليص الفجوة بين المخرجين والجمهور، بإعادة تجسيد سيرة شعبية قريبة من الجمهور، وأؤمن بأن هذا النوع من الفن قادر على جذب الجمهور إلى المسرح لكونه الأقرب إلى الوجدان الشعبى». 

وبشأن المدة التى استغرقها تنفيذ العمل يضيف:«تنفيذه استغرق عامًا بدءًا من اختيار الفكرة وانتقاء الممثلين، وصولًا إلى إعداد البروفات، وزيارة الأماكن المرتبطة بالقصة كالمواويل والأفراح الشعبية، وتجهيز الديكورات والإكسسوارات اللازمة لقرية بهوت، انتهاءً بالتجسيد على خشبة المسرح».

وحول تحديات ترجمة النص الشعرى إلى محتوى مرئى يفسر: «الأمر لم يكن سهلاً، بالطبع استلزم مجهودًا أكبر ووقتًَا أطول، لأنه عبارة عن قصيدة شعرية لها طابع يختلف عن النصوص النثرية». 

أما عن كيفية توظيف النص يؤكد: «تم الدمج بين التراث الشعبى، والمسرح الحديث، باستخدام إيقاعات موسيقية تتلاءم مع متطلبات العصر، ووجود اسم «نجيب سرور» على تجربتنا منحها قيمة إضافية، ولم يحدث تغيير فى أحداث القصة، ولن يجرؤ أى كاتب أو مخرج أن يعدل فى دراما «نجيب سرور»، ولا يمكن مقارنة أعمالنا بموهبته وعبقريته فى الكتابة».  وبشأن تجربته الإخراجية لـ«نجيب سرور» يقول: «فى البداية شعرت أننى أقف أمام عملاق، قرأت النص مئات المرات لكى أستطيع فهم واستيعاب عالمه، حتى توحدت مع النص وأصبحنا مترادفين، ولا يستطيع أحد أن يخرج نصوصه إلا إذا شعر بها، وعاش بداخلها».

 مغرم بمسرحه 

ويصف «حازم القاضى» – بطل العرض- فوزه بجائزة أفضل ممثل دور أول رجال بـالمكافأة على مشواره المسرحى، ويعرب عن اعتزازه بالحصول على جائزة تحمل اسم الزعيم عادل إمام».

وعن تجربته الأولى مع مسرح الشباب يقول:«سعيد بمشاركتى فى منظومة تدعم المواهب، وتفرغ الطاقات الإبداعية للفنانين الشباب، وتبذل جهدا كبيرا من أجل النهوض بالمسرح المصرى».

وحول استعداده لتقديم دور «ياسين» يضيف: «عندما علمت أنه سيعاد تجسيده على المسرح، وطلبنى المخرج للقيام به، لم أتردد لحظة، لأننى سبق وقرأت المسرحية، وشخصية «ياسين» تشبه شخصيتى، حتى إننى عندما التحقت بمعهد الفنون المسرحية تقدمت بمشاهد من تأليف «نجيب سرور» لأننى مغرم بكتاباته، ومسرحه وإحساسه، وانتمائه لمصر، وبدأت بمذاكرة الشخصية من البيئة التى نشأ فيها للتعرف على طريقة حديثهم، أنواع ملابسهم، المشاكل التى يعانون منها، ثم أجريت أحاديث خيالية مع شخصية «ياسين» عن أحلامه، وإحساسه فى المواقف المختلفة، وما يفضله وما يكرهه، وما يحزنه وما يفرحه، وعلمت أنه يحب الجلوس فى الأراضى الزراعية والاستماع لصوت الطيور ومشاهدة الطبيعة».

وعن مدى استفادته من شخصية «ياسين» يقول: «تعلمت من «ياسين» أن الطيبة أحيانًا تؤذى صاحبها وتسلبه حقوقه، والاستسلام لا يفيد ولا بد أن تكون الانتفاضة والمواجهة نابعة من داخل الشخص بدلًا من انتظار مساعدة خارجية».

 حلم طال انتظاره

انضمت «إيمان غنيم» إلى الفن الشعبى بشخصية «بهية»، وفازت بجائزة أفضل ممثلة دور أول نساء، وعن دورها فى المسرحية تقول: «هو بمثابة حلم طال انتظاره، وسعيدة بفكرة إحياء المسرح الشعرى، ويحسب للمخرج اختياره للنص فى ذلك التوقيت، لتعريف الأجيال الجديدة بمسرح «نجيب سرور»، والتأكيد على هويتنا المصرية».

وبشأن استعدادها لتقديم الشخصية تضيف: «عبر ثلاثية «نجيب سرور» درست الموال الشعبى، وقرأت العديد من التحليلات والمقالات، وشاهدت لقاءات للفنان القدير «كرم مطاوع» من أجل الإلمام بالجوانب المختلفة للشخصية، والتعرف على ما يميزها من صفات وما تفضله من ألوان».

 وحول تحديات تجسيد الدور تكشف:«صعوبة المسرح الشعرى متضاعفة على عكس المسرح النثرى الذى له نسق متعارف عليه، و(ياسين وبهية) عبارة عن لوحات منفصلة، وبالتالى لا يتطلب أن يحتفظ الممثل بحالة شعورية متصلة تتصاعد بالجمهور فى المواقف المختلفة، لكن مع كل لوحة يتجدد دور «بهية»، فضلًا عن أن مشهدها الرئيسى (حلم بهية) الذى تكرر فى أعمال عدة، وفكرة إعادته برؤية تتلاءم مع إيقاع العصر، وبأداء لا يخل بصورته الذهنية لدى المشاهد وبإضفاء حالة شعورية تجذب الجمهور.. كل هذا كان تحديا كبيرا». 

وعن رؤيتها لـ«بهية» تضيف قائلة: «هى من أهم العناصر الفنية التشكيلية ومن أغنى عناصر النص، ورغم بساطتها إلا أنها تتمتع بالقوة التى تتضح خلال مشهد حريق القرية، فنجدها تسهم مع نساء القرية فى إخماد النيران لتعلمنا المشاركة فى خدمة المجتمع، فهى نموذج للمرأة المصرية بجميع القيم الإنسانية، وهذا المشهد من روائع كتابات «نجيب سرور»، ذلك الكاتب المتفرد فى أدبه المسرحى».