الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
احتكار مزاج الغلابة القانونى.. فى باب البحر

احتكار مزاج الغلابة القانونى.. فى باب البحر

يمكن أن نقول تلك السطور بمثابة بلاغ للأجهزة الرقابية؛ وبخاصة مباحث التموين وحماية المستهلك ونضع بين أيديهم جولتنا فى شارع باب البحر خلف مسجد الفتح فى رمسيس بعد أن وصل سعر علبة سجائر الغلابة من 24 جنيهًا سعرها الرسمى إلى 50 جنيهًا.. حيث انتهى بنا المطاف للاصطدام بحقيقة أن هناك مافيا من التجار تتحكم فى أسعار السجائر في السوق السوداء. اعتاد البسطاء أن أى شىء يأكلونه يُشبعهم؛ إنما مزاجهم المشروع والقانونى هو السجائر وكوب الشاى أو القهوة؛ خصوصًا العمال وحارسى العقارات وأى شخص يعمل باليومية بسيط لا يستطيع أن يشترى من السوق السوداء العلنية والمعروفة بالأسماء للجميع.



هنا نفكر أن المسألة أصبحت مسألة أمن قومى.. 65 % تقريبا من المدخنين هم أنفسهم الذين يصرفون مأكلهم ببطاقات التموين.. وبسبب الظروف الحالية من تضخم وحرب فى الخارج بالإضافة إلى الغليان الحرارى وجشع التجار يأكلون اللحوم مرّة فى الشهر والدجاج مرّة أيضًا ولكنهم راضون عن ذلك من أجل استقرار البلد.. لكن عندما يقترب أحد من مزاجهم المشروع والقانونى والذى لا يتعدى التدخين وكوب شاى أو فنجان قهوة هنا علينا أن نسأل هؤلاء التجار إن كان جشعهم فقط هو الدافع للضغط على هذه الفئة أم أن لهم مآرب سياسية كانتماء أغلبهم الخفى للجماعة المخلوعة، هل تريدون أن يفقد هؤلاء أعصابهم فجأة وتبدأ الصدامات بين المستغلين والمحتكرين والمدخنين.

النيكوتين والقطران يسيران فى الدم.. ولا يوجد عامل أو حارس عقار أو كناس فى الشارع يتحمل ما هو فيه إلا من خلال التدخين.. وهذه حرية شخصية طالما أنها ليست مجرّمة أو ضد القانون.. السجائر لدى المدخن أهم من الأكل والشرب.. اسألوا أنفسَكم عن عدد الجرائم التى ارتكبت خلال الفترة الأخيرة وبمتابعتها ستجدون أنها زادت الضعف.. السبب فى ذلك حالة من العصبية داخل كل مدخن لعدم قدرته على الشراء من السوق السوداء العلنية وعدم دخول جسمه نفس نسبة النيكوتين والقطران المعتاد عليها.

السجائر سلعة مسعّرة لها مصنع محترم منذ مئات السنين ودخلت شركة فيليب موريس واشترت نسبة من أسهم الشركة.. الشركة تخسر بهذا الشكل عندما يتحكم فى السجائر تاجرٌ واحدٌ فى السوق.. ويخرج مسئولو الشركة فى الفضائيات ويقولون إنهم يوزعون نفس الكمية على المحال التجارية علمًا بأنه بالمصادفة رأيت بنفسى أحد المحال يستلم حصته الأسبوعية من السجائر وهى 3 خراطيش سجائر فقط وعليه أن يختار النوع وكانت من قبل نحو 20 خرطوشة من مختلف الأنواع.. فسألته فقال إن الشركة نفسها أنقصت ما كانت توزعه علينا من قبل، وإن الموزع والمحتكر الرسمى للسجائر فى مصر فى باب البحر.. مزاج الغلابة لا يتم اللعب به لأنه نار تسرى تحت القش.

وللمرّة المليون كفَى تنكيد على بسطاء الشعب المصرى وبأقل شىء لديهم يسعدهم.. ابتعدوا عن مزاج الغلابة لأن التوقف عن التدخين ليس حلاً بسهولة نطق حروفه.. ومثالاً على ذلك ففى الأيام الأولى من الصيام فى شهر رمضان ماذا تفعل السيجارة الأولى التى يدخنها المدخن بعد صيام تام طوال 17 أو 18 ساعة.. يشعر بدوار وكأن الدنيا تنقلب رأسًا على عقب لأن جسمه ومخه ودمه متعطش لجرعة النيكوتين المعتاد عليها.

المدخن لا يأكل فى الصيام.. وإفطاره هو السيجارة وكوب شاى أو قهوة.. سأجد من يقول يبطل تدخين أحسن.. سأرد عليه بأن هذا الكلام تقوله لابنك الذى لم يتعدّ عمره 16 عامًا ويدخن منذ 4 سنوات وأنت لا تعلم ويمكن أن يكون يسرق السجائر من علبتك أو يسرق ثمنَها من جيبك؛ إنما العامل فإن السيجارة بالنسبة له هى الدماغ الذى يفكر ليعمل وله أكثر من عشرين عامًا على الأقل يدخنها.