الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها  .. عصر الغليان العالمى

أحلف بسماها .. عصر الغليان العالمى

عصر الغليان بدأ فى الأرض كما قال الأمين العام للأمم المتحدة، وما زالت أيدى حكام الدول العظمى فى المياه الباردة.. كم وما الذى يتبقى من مظاهر تدمير الكوكب حتى يفيق من يصرون على دفع الكرة الأرضية إلى الهاوية والتعجيل بنهاية العالم من أجل التفوق الاقتصادى والعسكرى واستمرار تسيد الدول.



ما حدث الشهر الماضى وما زال مستمرًا من موجة حارة تعدت كل الدرجات بما يعنى انتهاء عصر الاحتباس الحرارى وبدء عصر الغليان العالمى.. ألا يرى هؤلاء الحكام حرائق الغابات التى اشتعلت فى اليونان والجزائر وإسبانيا وخلفت مصابين وقتلى، حتى كندا المعروفة بطقسها البارد اشتعلت بعض مناطق الغابات بها لتصل آثارها إلى عدة ولايات أمريكية.. ألا يرون تناقص الغذاء وشح المياه، ووفاة آلاف البشر وفناء الكائنات الحية.. ورغم ذلك يصر صناع القرار فى الدول المتسببة فى تلك الظاهر على استخدام الوقود الأحفورى من بترول وفحم ويرفضون دفع قيمة الأضرار والخسائر للدول المضارة حيث فشلت كل المحاولات لإقرار اتفاقيات ملزمة لتلك الدول آخرها فشل وزراء البيئة بدول مجموعة العشرين فى التوصل إلى اتفاق بشأن بلوغ الانبعاثات العالمية ذروتها بحلول 2025 وغيرها من القضايا المهمة للتعامل مع أزمة المناخ وذلك خلال اجتماعهم بالهند الأسبوع الماضي، مع العلم أن دول العشرين تنتج حوالى 80 ٪ من انبعاثات غازات فى العالم، وخلال نفس الاجتماعات فشل مسئولو الطاقة فى إصدار بيان مشترك بسبب خلافات حول عدد من القضايا منها زيادة قدرات إنتاج الطاقة المتجددة بحلول 2030.

ولنا أن نتخيل حجم الكارثة عندما تعلن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الكوكب يمر بأحر فترة لم تحدث منذ 120 ألف عام وهذا ما أشار إليه عالم المناخ كارستن هاوستن أنه من المتوقع أن يكون شهر يوليو أكثر الشهور سخونة على الإطلاق.. والسبب ظاهرة القبة الحرارية التى بدأت بوادرها العام الماضى لكنها توحشت الشهر الماضى وتحدث نتيجة تكون منطقة ضغط عال فى طبقات الجو العليا الذى من شأنه تراكم كتلة من الهواء الساخن تحت منطقة الضغط المرتفع التى تبدأ فى دفع الهواء الساخن فى طبقات الجو السفلى يؤدى إلى موجة حارة للغاية، وللأسف نالت البلاد العربية النصيب الأكبر من تأثير القبة الحرارية ومنها مصر.. كما تحولت ظاهرة النينو التى تدفع بتيارات المياه الباردة والتى تؤدى إلى تبريد مياه المحيطات وحدوث الأمطار إلى ظاهرة النينو النارية نتيجة توقف حركة المياه المسئولة عن التبريد بسبب القبة الحرارية وتحولها إلى تيارات مائية ساخنة فوق سطح المحيط.. المشكلة هنا أن ظاهرة القبة الحرارية قد تستمر شهور لكن ظاهرة النينو ممكن أن تستمر من سنتين لسبع سنوات، ومن أخطر تأثيرها إضافة 0.2 درجة مئوية إلى الاحترار العالمى مما يزيد احتمالية تخطى 1.5 درجة بحلول 2024 أى العام القادم!

الصورة للأسف قاتمة والمشكلة ليست حرًا شديدًا أو انقطاع كهرباء.. فلنحمد الله ونبتهل له عسى أن يشملنا بعطفه ويحفظ البلاد المضارة من جبروت أسياد العالم.