الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بمشاركة 5 آلاف أسرة منتجة: رسائل معرض «ديارنا» فى الساحل الشمالى!

فى أجواء احتفالية مبهجة وللعام الرابع على التوالى، وسط فرحة من المنتجين والعارضين والمصطافين، افتتح معرض «ديارنا» لتسويق المنتجات اليدوية والتراثية، والذى يُقام تحت شعار «مصر بتتكلم حرفى» بمنطقة مارينا 5 بالساحل الشمالى.. تستمر فعاليات المعرض حتى 4 سبتمبر المقبل، ويتم تقسيم فترة العرض على 4 فترات متتالية، كل فترة 14 يومًا يتم خلالها التنوع فى المنتجات وفى بعض العارضين، وذلك فى إطار جهود وسياسات الدولة لتقديم مختلف سبل الدعم لصغار المنتجين من خلال التدريب، وإتاحة وسائل الإنتاج، وتيسير التمويل، وفتح منافذ التسويق بصفة خاصة للمنتجات الحرفية والتراثية المصرية.



 

تحرص وزارة التضامن الاجتماعى أن يجوب قطار معرض «ديارنا» مختلف محافظات الجمهورية ليمثل مختلف المنتجات والثقافات المحلية وللمساهمة فى مزج المجتمع المصرى مع بعضه البعض، ويُقام المعرض على مساحة 1500 متر مربع، ويستمر يوميًا حتى الرابعة صباحًا ، ويُشارك فيه 500 عارض لعرض منتجات ما يقرب من 5000 أسرة منتجة تشمل السجاد والكليم، والزجاج الملون والمعشق، ومنتجات الخوص، والمفروشات والملابس القطنية، والاكسسوار والفضة، والمنتجات الخشبية والنحاسية، والجلود، والعطور، وغيرها من المنتجات التى تتلاءم مع موسم الصيف واحتياجات المصيفين والمنتجات الشبابية الخاصة بأصحاب المشروعات متناهية الصغر من الأسر المنتجة والتعاونيات الإنتاجية ومشروع مستورة الممول من بنك ناصر، بالإضافة إلى صندوق تنمية الصناعات الريفية والبيئية.

كما يضم المعرض لأول مرة منذ تنفيذ المعارض بالساحل الشمالى، الاتحاد التعاونى للأثاث الذى لاقى رواجًا وجذبًا لرواد منطقة مارينا من الأثاث الخفيف المتميز باستخدامه للشاليهات والمصايف.

دعم مهارات الحرفيين

وأكدت د. نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى أن المعرض يحمل عددًا من الرسائل أهمها الترويج للمنتج المصرى، ودمج ذوى الإعاقة فى سوق العمل، ودعوة الشباب على التعرف على تراث بلدنا، وتشجيع المنتجات صديقة البيئة، والشمول المالى للعاملين بالاقتصاد غير الرسمى، مشيرة إلى أن التراث المصرى على اختلاف أنواعه مبعث فخر لنا على مستوى العالم وأكبر دليل على ذلك عراقة مصر وثقافتها وهويتها.. كما أن معرض «ديارنا» يعد من أقدم وأعرق المعارض فى دعم مجال الحرف اليدوية والحفاظ على الفنون التراثية من الاندثار، ويمكن العارضين من جميع أنحاء الجمهورية للترويج لحرفهم اليدوية الأصيلة مما يُساهم فى إيجاد فرص بيع مباشرة ويستمر المعرض فى دعمه لمهارات الحرفيين من ذوى الإعاقة من خلال تخصيص مساحات عرض من منظمات غير حكومية ومؤسسات اجتماعية مع عرض قصص نجاح العديد منهم.

 منطقة الروبيكى

قمنا بجولة داخل المعرض والتقينا عددًا من العارضين منهم ناهد أبو المجد والتى برعت فى صناعة السجاد وقالت: أنا من القاهرة من مدينة 6 أكتوبر حاصلة على بكالوريوس تجارة وصاحبة مصنع المجد لدباغة وتصنيع الجلود ومتخصصة فى دباغة وتصنيع السجاد الجلد بتصميمات مختلفة ومبتكرة ومتميزة عالميًا..وتضيف والدى كانت مهنته الدباغة والتجارة فأخذت المهنة وبدأت أطورها وأطلع منتج نهائى ينافس المستورد ويظل اسم والدى على المنتج المصرى، ترك والدى لنا مدبغة بسور مجرى العيون وحاليًا بمنطقة الروبيكى بمدينة بدر، فكرت أعمل مشروع مختلف ومبتكر غير الموجود بالسوق، كل الموجود بالسوق من جلود شنطة ومحفظة وحذاء وساعة وحزام، وأثناء تسوقى فى إحدى المرات بشركة النساجون وجدت أنها تستورد السجاد الجلد من الهند وتبيعه بأرقام كبيرة ويوجد عدد محدود من السجاد وكان بالنسبة للزبون «وهم» سجاد من الجلد الطبيعى حاجة فخمة وأسعاره عالية جدًا مبالغ فيها وهذا السجاد مش موجود منه مصرى نهائى.. وتابعت فكرت أن المنتج ده نستطيع عمله بمصر لأننا دولة غنية بالثروة الحيوانية ولدينا منطقة صناعية للجلود فسهل أن الموضوع ينفذ فى مصر، فكرت بالعمل فى ذلك فى 2011 بداية الثورة وحظر التجوال وكان الكثير من المصانع تغلق ولكنى فكرت أن أبدأ المشروع وكنت أشعر أن الوضع والثورة لا تستمر كثيرًا ومصر قادرة أن تنهض وتنمو اقتصاديًا مرة أخرى، كنت أسير عكس التيار ولا أهتم بما يُقال من أفكار سلبية أو محبطة، وقبل ذلك الموضوع كنت أعمل سنوات بمصنع كبير جدًا للبلاستيك كنت المدير التنفيذى للمصنع فى مدينة 6 أكتوبر وبعد أن تركته بعام واحد المصنع أغلق فى 2010، بعدها تزوجت وأنجبت ومكثت سنة كاملة فى البيت لظروف الزواج والحمل، وفكرت هل أعمل مرة أخرى لدى الغير وأجبت على نفسى بالرفض التام وأن لدى محل دباغة والدى وده ثروة، وفكرت أعمل إيه من الجلد فأشار البعض علىّ بعمل شنطة أو أحذية أو محافظ فأجبت: مصر كلها تعمل هذه المنتجات ومفيش تمييز فى ذلك غير أنه ممكن يكون التصميم مختلف، ففكرت فى السجاد الجلد الهندى المعروض بالنساجون وقلت أعمل سجاد جلد مصرى صناعة مصرية، كما وجدت أيضًا أثناء عملى بالسوق أن الزبون بعد أن يشترى هذا السجاد الهندى ويدفع به مبلغًا كبيرًا السجاد يتلف بعد فترة وجيزة ويذهب للنساجون فيقوله ده مبيتغسلش وليس له صيانة، والزبون كان يلجأ لنا لحل مشكلته ففى البداية كنت أرفض عمل صيانة لمنتج مش أنا اللى صنعته، ولكن فكرت أن أقبل الصيانة وأكسب الزبون الذى يبحث عن المنتجات الجلدية، وفى نفس الوقت أغير فكر العملاء أن المنتجات المستوردة لا تستطيع عمل صيانة لها غير المصرى، كما أن أى سجاد لابد من غسله أو وقوع ماء أو قهوة أو شاى عليه فعند تصميمه يجب مراعاة ذلك، فعند تصميمى للمنتج كنت أضمن للزبون الصيانة وإمكانية غسل المنتج وتنظيفه بسهولة وأمان».

ورق ذهب

 وأضافت: إن المعروض المستورد ألوانه محدودة وتصميماته قليلة وقد لا يتناسب مع الديكور أو الأثاث بالمكان، لذا كان العميل يجد فرصة عندى للألوان وتصميمات كثيرة ومختلفة، السجاد الذى أصممه كله جلد طبيعى جلد بقرى، الجلد يمر بمرحلة الدباغ نأخذه لسة بدمه لسة البقرة مذبوحة من المذبح نأخذه على طول مرحلة الدباغة نضع مواد كيميائية معينة حسب هو هيطلع إيه سواء حذاء أو شنطة أو حزام كل جلد يختلف فى استخدامه، لذا  خذ الجلد وأضع عليه مواد كيميائية معينة لعمل السجاد وأن يكون ضد البقع ويمكن غسله وتنظيفه بسهولة ولا يشقق، فنستطيع وضعه أيضًا بالغسالات فأجهز الخامة بحيث تكون صالحة للاستخدام مثل أى سجادة عادية ويوجد أنواع مضاف عليها ورق الذهب، وورق الفضة مع استخدام المياه كثيرًا اللون يبهت، نعمل ضمان وصيانة للسجاد والمنتجات لدينا.

 تصميمات متنوعة 

وتابعت: عملت عينة فى البداية وذهبت للنساجون لعرضها وأخذت رأيهم فشكروا جدًا فى العينات، فأخذت قرارًا بعمل المصنع لإنتاج السجاجيد وكان فى 2011 وبدأت أعمل منتجات كثيرة وتصميمات متنوعة، فبدأت فكرة السجاجيد الجلد المصرى تنتشر فى مصر، فى 2014 كان ينزل السوق والعميل يتساءل عن المنتج، كان لم يعرف المنتج هو مفرش ولا غطاء ولا إيه، فبدأت أثقل المنتج وأجعله طبقات، فبعض السجاد 3 طبقات طبقة جلد طبيعى بقرى وطبقة سفنج مضغوط وطبقة جلد صناعى بطانة، فكل سنة أجدد وأضيف عليه وأطور الموديلات، كما أن المستورد مبطن باللباد وهو مثل الموكت الخفيف وأول ما يوضع عليه مياه بيعفن، فى البداية عملت البطانة موكت ناشف فوجدته بيزحلق فبدأت أبطن بجلد صناعى، بعمل الموديل وأضعه فى منزلى سنة وأجربه وبعد ذلك أنزله السوق، والاستيراد معناه عجز عن الإنتاج وأعتقد أننا لدينا كل إمكانيات الإنتاج ولدينا وفرة بالخامات.

 التسويق الخارجى

وأكدت أبو المجد أن المرأة حتى تنجح تمر بضغوط كثيرة، ولكن بالعزيمة والصبر والإرادة تستطيع أن تستكمل مسيرتها فى العمل والنجاح، فبناء مصنع مع وجود أسرة وزوج وأطفال يحتاج لجهد كبير، وأتمنى أن التسويق يكون أكثر خصوصًا التسويق الخارجى، ومع وجودى بالمعارض بدأت تنتشر فكرة website ولكنه يسوق صورًا فقط ولا يعطى تفاصيل أكثر لتوضيح مزايا المنتج وإمكانياته، مشكلة التسويق والتصدير تأخذ وقتًا ومجهودًا كثيرًا وتظل مشكلة كل الحرفيين، فنجد منتجًا متميزًا وجودة عالية والتسويق قليل، ذهبت لمعرض فى إيطاليا تبع وزارة التضامن فى 2019 وأخذت منتجاتى ومنتجات أخرى من الأحذية والمحافظ والشنط فوجدت أن منتجاتى من السجاد نالت إعجابًا شديدًا وتم بيعها رغم أن إيطاليا مشهورة بالجلد أيضًا ولكن المنتج عندى مختلف ومتميز، أشترك بمعظم المعارض وتقابلت مع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى معرض تراثنا 2019 وكان عندى مشكلة بالمدابغ أن المدبغة الخاصة بنا وبعض أصحاب المدابغ الأخرى لم يتسلموا مدابغ بالروبيكى بعد أن أخذوا مدابغ مجرى سور العيون وأرادوا أن يعطونا مقابلاً ماديًا فقط، ولكن فكرت أن الرئيس لو عرف المشكلة هيحلها والمشكلة هتتحل، وبالفعل كلمته ووجه الموضوع للنيابة الإدارية وحلت المشكلة وبعدها أيضًا اشتركت بمعارض أخرى وتقابلت مع السيدة انتصار السيسى حرم الرئيس وأبدت إعجابها بالمنتج والخامة جدًا ونزلت على صفحتها إعجابها بشغلنا ومنتجاتنا، وأيضًا تقابلت مع وزيرة التضامن فى هذا المعرض وأبدت الإعجاب بالمنتجات وجودتها.