الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد استبعاد «باب عشق» من المنافسة فى المهرجان القومى للمسرح المخرج حسن الوزير: أدعو وزيرة الثقافة لمشاهدة العرض والحكم عليه!

بعد فترة غياب طويلة عن المسرح، عاد المخرج الكبير «حسن الوزير» محققا نجاحا كبيرا على خشبة مسرح الطليعة بالعرض المسرحى (باب عشق) للكاتب «إبراهيم الحسينى» وقد أشاد الجمهور والنقاد بالمسرحية التى تكاملت فيها عناصر الإبهار الفنى حيث النص البديع الحاصل على جائزة ساويرس فى التأليف المسرحى عام 2021، والطاقات الشبابية المذهلة تمثيلا وغناء واستعراضا.



 

 ورغم هذا النجاح الذى تم ترجمته عمليا من خلال لافتة كامل العدد التى يرفعها المسرح كل ليلة، إلا أن الحزن قد خيم على صناع العمل بعد استبعاده من المشاركة فى المهرجان القومى للمسرح، ووضعه فى خانة العروض الاحتياطية فى حالة اعتذار أي من العروض المختارة، وفى السطور التالية حاورنا المخرج «حسن الوزير» وتعرفنا منه على كواليس عودته، وطريقته فى اكتشاف المواهب والتى أنتهجها طوال مشواره الفنى الممتد عبر 40 سنة، وكما كشف عن غضبه الشديد من انعدام المعايير التى يتم على أساسها اختيار العروض المنافسة فى المهرجان القومى للمسرح، ووجه من خلال (روزاليوسف) دعوة إلى وزيرة الثقافة الدكتورة «نيفين الكيلانى» لمشاهدة العرض والحكم عليه كفنانة قبل أن تكون مسئولة.. وإلى نص الحوار.

 منذ منتصف الثمانينيات واسم «حسن الوزير» ملء   السمع والبصر بعلامات مسرحية شهيرة مثل (أرض لا تنبت الزهور) ل «محمود دياب» و(طقوس الإشارات والتحولات) ل «سعد الله ونوس» وغيرهما، فأين اختفى «حسن الوزير» كل هذه السنوات؟

- لكى أجب عن هذا السؤال لابد أن أقف عند بعض المحطات التى شكلت تاريخى المسرحى، والتى ستكشف للقارئ أن اختفائى عن الساحة هو أمر خارج عن إرادتى، لأنه من الطبيعى والمنطقى أن من يجيد فى أى عمل يحصل على حقه، والعكس صحيح، لكن هذا ما لم أجده بكل أسف، وعلى سبيل المثال سنة 1996، قدمت مسرحية (أرض لا تنبت الزهور) فى مركز الهناجر للفنون، ومن خلالها اكتشفت وجوها جديدة مثل الفنان الراحل «خالد صالح»،كما قدت الفنانة «سوسن بدر» كبطلة مسرحية لأول مرة، وقد أحدث هذا العمل تأثيرا كبيرا لدرجة أنهم قرروا عرضه على المسرح القومى فى هذا الموسم المسرحى، وفى سنة 1997 قدمت مسرحية (طقوس الإشارات والتحولات) وهو نص مهم فى تاريخ المسرح العربى، وقد فاق تأثير هذه المسرحية تأثير سابقيها من حيث إشادات الجمهور والنقاد، ولا زلت أذكر كلمات الدكتور «على الراعى» والأساتذة «فاروق عبدالقادر، ونبيل بدران، محمد بركات» وغيرهم من النقاد المسرحيين فى تلك الفترة، وتم نقله أيضا من مسرح الهناجر ليعرض على خشبة المسرح القومى، رغم الإمكانيات البسيطة التى صنع بها، وفى هذا العرض قدمت الفنان «خالد الصاوى» وهو ما يجعلنى أسأل، ألا يحق للمخرج الذى نقلت عروضه إلى المسرح القومى لجودتها أن يقدم نصا على خشبة هذا المسرح العريق؟ خاصة أننى قدمت أكثر من مشروع وجميعها تم رفضه، وللأسف أنا لا أجيد طرق الأبواب، وبالتالى ظلت تلك المشاريع حبيسة الأدراج، لكنى لم أقف مكتوف الأيدى، وقدمت العديد من التجارب المسرحية الأخرى، مثل (القضية 2007) على مسرح الهناجر، عن تاريخ الصراع العربى الصهيونى، وقد حصل هذا العرض على جائزتين فى المهرجان القومى، جائزة التأليف للمؤلف «يسرى الجندى» وجائزة التمثيل للفنان الراحل الدكتور «أحمد حلاوة» ويعتبر الدكتور «أسامة أبو طالب» هو الوحيد الذى أنصفنى أثناء توليه رئاسة البيت الفنى للمسرح، حيث سمح لى بتقديم نص (فر وطار) عام 2005، على مسرح الغد، ومنذ هذا التاريخ لم أقدم على مسارح البيت الفنى للمسرح أى عرض حتى رشحنى المؤلف «إبراهيم الحسينى» و«عادل حسان» مدير مسرح الطليعة لإخراج (باب عشق) .

 لكنك خلال تلك الفترة كان لك إسهاما بارزا على مسارح الأقاليم فى المحافظات المختلفة.. حدثنا عن هذا الإسهام؟

- بفضل الله- أنا أجيد ما أصنع حتى وإن تم عرضه تحت الأرض، فقد قدمت فى كل محافظات مصر تقريبا عروضا مسرحية، واكتشفت من خلال الثقافة الجماهيرية طاقات تمثيلية جبارة، وأذكر أننى فى عام 1992، ذهبت إلى أسيوط بصحبة الكاتب المسرحى الراحل «هشام السلامونى» وقد كان الإرهاب على أشده، وقدمنا عرضا مسرحيا حصلنا من خلاله على المركز الأول فى مسابقة الأقاليم سنة 1992.

 وما الذى جذبك فى نص (باب عشق) ودفعك لتقديمه؟

- عندما تم ترشيحى لإخراج (باب عشق) قرأت النص، وأعجبت جدا بفكرته المستلهمة من التراث الشعرى، والتى تدور حول القصيدة التى كتبها أحد الشعراء حبا فى الأميرة التى قررت أن تتزوج أفصح من أنجبته بلاد العرب، لكن تلك القصيدة تساهم فى قتل صاحبها، لكن حتى وإن قتل الشاعر فإن شعره قد عاش كما سيكتشف الجمهور فى نهاية العرض، ومن المعروف عنى أنى أحب الشعر، وأحب إخراج النصوص باللغة العربية الفصحى، وأذكر أننى عملت للثقافة الجماهيرية نصوصا مسرحية شعرية مبكرا جدا، منها نص اسمه (هاملت يستيقظ متأخرا) للشاعر السورى «ممدوح عدوان» قدمته سنة 1984، وقدمت من خلاله «أشرف عبدالباقى» لجمهور المسرح لأول مرة.

 أبطال العرض طاقات تمثيلية مذهلة، وجاذبة للانتباه، ومع ذلك اختيارك لهذه التوليفة من الممثلين غير المعروفين لعرض مسرحى بهذه الصعوبة سواء من حيث اللغة العربية الفصحى، أو الاستعراضات، أو الغناء، أو حتى الأداء الذى يتطلب انفعالات نفسية متباينة هو بمثابة جراءة شديدة منك، فكيف تقوم باختيار أبطالك، وهل تتعمد دائما أن تكون مسرحياتك بوابة لاكتشاف المواهب وعبورهم نحو النجومية كما فعلت من قبل مع «خالد الصاوى» و«خالد صالح» وغيرهما؟

- من المؤكد أن وجود النجوم داخل أى عرض مسرحى يشكل إضافة كبيرة له، لكنه يتطلب ميزانية مرتفعة لا تتوافر دائما فى عروضى، وبالتالى أنا أتعمد أن تكون النجومية نابعة من كل عناصر العرض، وليس من أبطاله فقط، وبالمناسبة، فإن كل الممثلين الذين تعاملت معهم نجوم، وأنا انتقيهم عن طريق مذكرة، اكتب فيها ملاحظاتى عن أى ممثل يلفت نظرى فى أى عرض أشاهده، وعندما ابدأ فى اختيار أبطالى أعود إلى تلك المذكرة لأنتقى منها الممثلين المناسبين للدور، وهذا ما فعلته فى (باب عشق)،بالإضافة إلى أننى استعنت بالفنانين الموجودين فى مسرح الطليعة، وعلى مدى 6 شهور، قمت بتدريب هذا الفريق من أجل صناعة هارمونى مميز بينهم، وخلق هذه التوليفة التى لاقت استحسان الجمهور.

 أعلنت عن غضبك من عدم مشاركة (باب عشق) فى المهرجان القومى للمسرح، ووضعه فى قائمة العروض الاحتياطية، هل قدمت لك اللجنة حيثيات عدم اختيارها؟ وهل تواصلت مع الفنان «محمد رياض» بصفته مدير المهرجان لاستبيان الأمر؟

- لدى تحفظ شديد على اللجنة المختارة لتقييم العروض، واتساءل لماذا لا يتم اختيار لجنة متخصصة من نقاد من أكاديمية الفنون، أو أقسام النقد بكليات الآداب، وبالطبع لا يوجد لدى اللجنة أى حيثيات لعدم اختيارها ل (باب عشق) الذى حظى بإشادة كبار النقاد، وأنا أتعجب من اختيارات اللجنة التى شملت عروضا سيئة باعتراف النقاد الكبار، وعرضين مونودراما بينما تم تجاهل عرض به 40 فنانا وفنانة، ولم أتواصل مع الفنان «محمد رياض» لكنى وجهت دعوة لكل أساتذة النقد لمشاهدة العرض، كما أوجه من خلال مجلة روز اليوسف العريقة دعوة لوزيرة الثقافة الدكتورة «نيفين الكيلانى» كفنانة قبل أن تكون مسئولة لمشاهدة العرض والحكم عليه.