الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إدارة نقابة المهن الموسيقية بطريقة «إشطة يابا»

يبدو أنه كتب على مصر فى السنوات الأخيرة، أن يكون المسئولون عن نقابة المهن الموسيقية هم أسوأ مثال للفن المصرى.



لا أتحدث عن المجلس الحالى فقط، بل أيضًا المجلس الذى سبقه وكأننا ندور فى نفس الدائرة المفرغة، حيث نعلق على نفس الأحداث، بنفس الطريقة، ولا يتغير أى شىء سوى اسم المسئول الذى نخاطبه!

 

إذا دخلنا على الموقع الرئيسى لنقابة المهن الموسيقية، وبغض النظر عن كونه موقعًا لا يرتقى أن يكون عنوانًا لكيان عريق مثل هذا، ولكن ما علينا.

عند الدخول على الموقع فى قسم «نبذة عن النقابة»، سنجد أن فكرة إنشاء النقابة جاءت من الاجتماع الذى نظمته الست أم كلثوم فى مطلع عام 1942، وحسب ما هو منشور على الموقع، طرحت كوكب الشرق فكرة إنشاء أول نقابة حكومية للمهن الموسيقية من المصريين ترعى مصالحهم ماديًا وصحيًا واجتماعيًا، وهو ما لاقى ترحيبًا كبيرًا من الحاضرين، ومن هنا بدأت نقابة المهن الموسيقية.

إذن الغرض الرئيسى من إنشاء النقابة هو رعاية مصالح أعضائها، وليس تقييم الأعمال الفنية، والمصادرة على الغير فى ابتكار الجديد، ولكن هل رعاية أعضاء ومصالح أعضاء النقابة تحدث بالشكل المرجو؟

فى الأسابيع القليلة الماضية، حدثت واقعتان كاشفتان لمدى حالة التخبط التى تمر بها هذه النقابة، أول واقعة، كانت أزمة الفنان أحمد سعد فى تونس، وطبقًا للائحة الداخلية المنشورة على موقع النقابة المعتمدة بتاريخ 20/3/2007، الباب الأول «أغراض النقابة وأهدافها».. مادة 1.. خامسًا: تقوم النقابة بتسهيل عمل أعضائها وحل مشكلاتهم التى قد تنشأ بسبب العمل الموسيقى خارج مصر، وذلك عن طريق الجهات المعنية المصرية فى الداخل والخارج.

وطبقًا لهذا النص الموجود باللائحة الداخلية للنقابة، فهل هى قامت برعاية أحمد سعد وحل مشكلته؟ لا. هل قامت بتقصى حقيقة الأمر؟ لا.

هل قامت بالتواصل معه لحمايته من الظلم الذى تعرض له؟ لا.

فلم تقم النقابة بالمهمة الرئيسية التى أنشئت خصيصًا لها، واكتفت ببيان يعكس مدى جهل المجلس بالواقعة، وظلمت الفنان الذى ينتمى إليها وطالبته بالاعتذار عن أمر لم يفعله بالأساس، وعندما شرح الفنان الأمر للجمهور بفيديو موثق، وقام بتحرير محضر بالواقعة، قام الطرف الثانى «التونسى» بالاعتذار رسمياً لأحمد سعد، وتبرئته مما نسب إليه، لتصبح النقابة فى موقف شديد الإحراج!

ولم تمر أيام قليلة على هذه الواقعة، لنجد صورة منتشرة لنقيب موسيقيي مصر الأسبق إيمان البحر درويش على فراش المرض، ليسأل الجمهور وقتها: أين هو دور النقابة فى الدعم المالى والمعنوى لأحد قياداتها السابقين طبقًا للائحة الداخلية المنشورة على موقعها الرسمى، ليصدر بعدها النقيب مصطفى كامل بيانا يؤكد فيه عجزه عن الوصول إلى مكان «إيمان البحر درويش»، ويخرج المتحدث الرسمى باسم النقابة فى القنوات الفضائية يدافع عن النقيب وعن عدم مسئوليته لعلاج الفنان المريض، ولا يتحدث عن جوهر الأزمة الحقيقية وهو مساعدة إيمان البحر درويش فى مرضه! 

حتى تدخلت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى الوقت المناسب، وأعلنت تكفلها بعلاج نقيب موسيقيى مصر الأسبق.

فإذا كانت النقابة لا تقوم بمهمتها الرئيسية بحماية الأعضاء ورعايتهم، فما المفترض أنه تقوم به؟ أن تكون رقيبًا على المبدعين بالكلمات المطاطة وفرض ذوق أعضاء المجلس على أمة مصر كاملة!

وبمناسبة الرقابة، وحماية الذوق العام.. ما رأيكم أيها السادة القراء فى هذه الكلمات: «كل عاله اتعال واتمنظر.. بكره جاى على حجرى بطريقتى».. وأيضًا هذا المقطع «أم العيون قمرات شوياك على الجمرات.. خلت عجوز كركوبة رجع شقى وعطاط»، هذه الجمل من أغانٍ صدرت حديثًا لنقيب موسيقيى مصر، الأولى من أغنية تحمل عنوان «زرعة خايبة»، والثانية من أغنية بعنوان «ابن المحظوظة»، فأين حماية الذوق العام والرقابة على الأغانى التى تدخل منازلنا، وكل هذه الجمل التى تصدر من أعضاء مجلس النقابة ضد الفنانين الشباب، ولكن إذا كان نقيبهم يقدم ما هو «أسوأ» فى أغانيه فيكون الموقف وقتها «إشطة يابا»!