الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها .. زيارة للمزرعة الفاضلة (1)

أحلف بسماها .. زيارة للمزرعة الفاضلة (1)

على غرار المدينة الفاضلة نشأت تلك المزرعة التى اجتمعت فيها كل مقومات التكافل الاجتماعى والتكامل البيئى والريادة العلمية لتكون نموذجًا يحتذى بها أملاً فى تكرارها فى أنحاء مصر.. لذا كان احتفال جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الدكتور محمود بكر باليوم العالمى للبيئة مميزًا هذا العام بقضاء يوم كامل داخل مزرعة ريف الصديقة للبيئة بدعوة من جمعية مجلس علماء مصر للتعرف على أول مزرعة مستدامة فى جميع المجالات.. أول ما راع انتباهنا عند دخول المزرعة الكائنة بطريق مصر الاسماعيلية الطراز المعمارى للمنشآت التى تم بناؤها على شكل القباب مع فتحات التهوية الصحية بحيث لا يتم الاستعانة بأجهزة التكييف وهو ما يمثل أحد أنواع العمارة الخضراء.



مظاهر التكافل الاجتماعى تجسدت فى المسئول الأول عن المزرعة الدكتور حاتم الرومى رئيس لجنة الطاقة الجديدة والمتجددة بمجلس علماء مصر الذى وجدناه يعمل يدًا بيد مع المهندسين والعاملين داخل المزرعة كأسرة واحدة وهو الهدف الذى أكد عليه د.الرومى «خلق مجتمع نموذجى متكامل يشعر كل من يعمل بها أنها مزرعته».

«ريف صديقة البيئة» هى نموذج مثالى للاكتفاء الذاتى فى عدة مشروعات مرتبطة ببعضها، فعلى مساحة 15 فدانا أقيمت أفضل الزراعات التى تناسب الأرض الصحراوية وعنابر لجميع أنواع الإنتاج الحيوانى ولسد احتياجات الزراعة والثروة الحيوانية تم حفر الآبار وانشئت محطة لتحلية المياه.. كل ذلك استلزم توفير الطاقة التى تمثل الركيزة الأساسية لكل المشروعات وهنا يأتى دور الخبرات العلمية التى أشار لها د.الرومى خبير الطاقة المتجددة أن نستخدم أحدث التكنولوجيات وتصنيع أكبر قدر منها محليًا لتجنب الاستيراد، وتم إنشاء محطة للطاقة الشمسية وتوربينة لطاقة الرياح، بخلاف الاستفادة من المخلفات الحيوانية لإنتاج الغاز الحيوى.. وتحقق النجاح فى تجميع مشروعات الطاقة ساهم فى بدء إنتاج الهيدروجين الأخضر.

هل نكتفى بذلك، استكمل الرومى حديثه لأعضاء جمعية كتاب البيئة والتنمية مشيرًا إلى أن حلمه لن يكتمل إلا عندما ينتشر نموذج ريف النموذجية فى كل محافظات وصحارى مصر، لأن الهدف بعد تحقيق الاكتفاء الذاتى والتنمية المستدامة ربط الشباب بالمجتمع النموذجى، لذلك تمت شراكات متعددة مع الجامعات من خلال مبادرة بناء الجسور الخضراء، وفتحت المزرعة أبوابها لكل شباب الباحثين والطلاب لإجراء دراساتهم وأبحاثهم العلمية بشكل ميدانى، بل وتوفرت لهم الاستراحات وسبل العيش للبقاء فى الفترات اللازمة حتى الانتهاء من الدراسة أو التدريب العملى.

عندما يشارك العالم الكبير الدكتور صلاح عرفة فى أى مشروع؛ فاعلم أنه عمل شديد الوطنية لذلك كانت مباركة وعطاء د.عرفة لهذا المشروع، وتلك قصة أخرى نستكملها المقال القادم.