السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شهدت الاحتفاء بالصحافة المصرية والعلاقة الممتدة والهوية الحضارية المشتركة بين البلدين احتفالية بيروت عاصمة الإعلام العربى أعادت لبنان المُشرِ ق المُحِب للحياة

أكد الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى رئيس تحرير مجلة روزاليوسف، ورئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أنه رغم أى ظروف يمر بها لبنان؛ فإن اللبنانيين اليوم وكل العرب يحتفلون بإعلان بيروت عاصمة لإعلامهم وعاصمة لإعلام العرب.



 

وقال الطاهرى فى  مداخلة على «إكسترا نيوز» على هامش حضوره الاحتفال بإعلان بيروت عاصمة الإعلام العربى: ربما يكون هذا هو أول حدث وأول خبر نستعيد معه لبنان المشرق المحب للحياة والمتمسك بها، فلبنان على  مدار شهور طويلة مر بأزمات متلاحقة فى أمور متعددة وبالتالى فضلًا عن الشكر والامتنان لوزير الإعلام اللبنانى زياد مكارى على الدعوة كان الحرص أكثر على تلبية دعوة سيادة الوزير وربما لمست هذا الحرص فورًا من مجلس إدارة الشركة المتحدة فور تلقينا الدعوة كانوا حريصين أن نتواجد وحريصين أن أكون موجودًا، أيضًا رحَّب المهندس عبدالصادق الشوربجى، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، بالتواجد ومشاركة أهلنا فى لبنان بهذا الانتقال السريع إلى عودة الحياة إلى مباهجها مرة أخرى فى بيروت.

وأضاف الطاهرى: إن العلاقات الإعلامية «المصرية- اللبنانية» علاقة شغف فى الأساس بين القاهرة وبيروت وتاريخ ممتد وربما مؤسِّسة «روزاليوسف» السيدة فاطمة اليوسف من أبرز العناوين العريضة فى الروابط الصحفية بين مصر ولبنان، هذه السيدة العظيمة الرائدة فى الصناعة الصحفية  وفى صناعة النخب الصحفية والنخب الفكرية وُلدت هنا فى لبنان وتركت لبنان وهى صغيرة فى عمر السابعة، ثم حضرت إلى مصر وبنت مجدها المسرحى ثم كانت تجربة «روزاليوسف» عام 1925، ومن أكثر الأشياء التى أسعدتنى بشكل شخصى باعتبارى أنتمى لهذه المدرسة الصحفية العظيمة وإن كان القدر يشاء الآن أن أتولى مسئولية رئاسة تحريرها، فإن الاحتفاء الكبير بـ«روزاليوسف» وصور «روزاليوسف» بكل مكان فلقد أبلغت السيد وزير إعلام لبنان والزملاء فور الوصول أن هذا بالنسبة لى بداية الاحتفال بمئوية «روزاليوسف» التى ستكون إن شاء الله فى أكتوبر2025، وبالتالى نحن أمام حدث كبير. 

وعبَّر الطاهرى عن سعادته عندما شاهد ملصقًا دعائيًا «بانر» يحمل صورة السيدة «روزاليوسف»، إذ إنها ليست مجرد اسم صحفى لمع فى مصر أو مجرد مجلة ذات إصدار مصرى سياسى قوى، بل نتحدث بالفعل عن «أعرق المجلات السياسية فى العالم العربى».

وقال: ما لمسته أيضًا من الزملاء الصحفيين هنا فى لبنان، وهناك علاقات ممتدة تعود لأكثر من 10 سنوات مع العديد من الزملاء رؤساء التحرير هنا، لمست اهتمامهم البالغ بمجريات الحوار الوطنى فى مصر. صحيح أن الحديث لم يأخذ الوقت الكافى إنما متوقع إن شاء الله أن يكون هناك لقاء ونقاش مع عدد من رؤساء التحرير والزملاء الصحفيين هنا فى لبنان.. حول مجريات الحوار الوطنى؛ ففى الأغلب يقوم الرفاق بالمتابعة ويرون أن الحوار الوطنى تم تكثيف الضوء عليه والنقاشات الممتدة حوله.  وحول الهوية  المشتركة  «المصرية- اللبنانية» أوضح الطاهرى: التكوين الحضارى فى الأصل لشعبين سواء الحضارة المصرية الفرعونية والحضارة الفينيقة فى لبنان، أولا هذا هو العمق الحضارى للشعبين وعادة الشعوب التى تنتمى لحضارات يكون من السهل للغاية مسألة الاتصال الحضارى بينهم.. الأمر الثانى الذى يجمع بين الهوية المصرية والهوية اللبنانية تداخل عنصر البحر المتوسط، فنحن مثلما ذكر الدكتور ميلاد حنا  فى مؤلفه  «الأعمدة السبعة للشخصية  المصرية» من ضمن الأعمدة العمود المكانى الخاص بالبحر المتوسط وانتماؤنا لشعوب البحر المتوسط، فهذا يجمعنا أيضًا فضلًا عن ذلك هو الانتماء العربى، ومسألة الانتماء العربى كان لها امتدادات كبرى هنا فى بيروت وما زال حتى الآن هذا الامتداد العربى والمصرى على وجه التحديد حاضرًا بقوة.. الأمر الآخر هو مسألة التمدُّن والحداثة، هناك علاقات صحفية تتجاوز أعمار دول وليس صحف، وهناك الوشائج الفنية  بين الشعبين، فهما من الشعوب القليلة التى لديها متذوقون للأوبرا، فهناك أمور وتفاصيل كثيرة للغاية تجمع الشعب المصرى فى تكوينه والشعب اللبنانى يمكن أن أختصرها بالمكون الحضارى للشعبين.

وأضاف: إن «روزاليوسف» حضرت إلى مصر وهى طفلة صغيرة بدأت حياتها كفنانة مسرح صنعت مجدًا مسرحيًا كبيرًا للغاية وحدث خلاف بينها وبين يوسف بك وهبى فى هذا الزمن فقررت ترك المسرح وكان التحدى بالنسبة لها أن ينساها الناس بعد عام أو اثنين، باختصار كان من أقرب أصدقائها أمير الصحافة المصرية والعربية الأستاذ محمد التابعى فقالت «سأقدم مجلة باسمى» لتتحدى فكرة البقاء، وأنا عندى العدد الأول لـ«روزاليوسف» والمقالات التى كتبت فيها، وقتها قال الأستاذ التابعى إن هذه نزوة من فنانة، فمجال الصحافة أى شخص يقتحمه وربما يكون هذا هو أول وآخر عدد وهى ترد عليه وتقول أن هذه المجلة ولدت لتبقى وأن الزمن سيكون شاهدًا على هذا التحدى.. وقالت مقولة شهيرة جدا: «عجب أن أسميت صحيفتى باسمى أليست صحيفتى شعبة من نفسي»، ثم انطلقت من مجلة فنية إلى مجلة سياسية واسعة الانتشار ربما الأسلوب الذى استخدمته فى التلاثينيات والأربعينيات هو الأقرب إلى أحدث الإصدارات الغربية الآن فى الفنيات الصحفية فى فن صناعة الغلاف رغم الفارق التكنولوجى الرهيب بين هذه الفترة وتلك، استغلوا وقتها أن معظم الناس لم يكن لديهم انتشار القراءة والكتابة بشكل عام فدخل فن الكاريكاتير وانطلقت «روزاليوسف» وفن الكاريكاتير بشكل عام بحيث يمكن أن يختصر الكاريكاتير الكلمات فدخلت فى العديد من المعارك من أجل الحرية والمعارك ضد الاحتلال وقدمت أجيالًا من المبدعين ربما لا يوجد مبدع فى مصر إلا ومر على «روزاليوسف» ومر من بوابة روزاليوسف، نتحدث عن بدايات الأستاذ محمد حسنين هيكل، على ومصطفى أمين، إحسان عبدالقدوس، الدكتور مصطفى محمود، الأستاذ أحمد بهاء الدين، عبدالرحمن الشرقاوى، صلاح حافظ، صلاح جاهين، فتحى غانم مع حفظ الألقاب، نحن نتحدث  عن عظماء ولو تحدثنا بعد ذلك عن النقلة العصرية الكبرى التى حدثت بعد ذلك فى مطلع التسعينيات لدينا الأستاذ عادل حمودة، إبراهيم عيسى، عبدالله كمال، وعمرو خفاجة ووائل الإبراشى، فنحن نتحدث عن مؤسسة منذ عام 1925 إلى يومنا هذا واقتربت من مئة عام ولا تزال شابة تنبض بالحيوية. 

وأوضح الطاهرى: من وجهة نظرى كصحفى أن الإعلام هو عمل إبداعى تظهر فيه الفروق الفردية والفروق الإبداعية ولهذا احتفظت مصر بريادتها الإعلامية إلى يومنا هذا، ولهذا أيضًا لبنان لديه إعلامه المتميز والعديد من الزملاء الأعزاء المتميزين للغاية فالإبداع لا يولد صدفة، فالمهن الإبداعية لا بُد أن تخرج فى الأصل من منبت حضارى.

وكان زياد المكارى، وزير الإعلام  اللبنانى، أطلق فعاليات احتفالية «بيروت عاصمة الإعلام العربى 2023»، خلال حفلٍ حضره رئيس الحكومة نجيب ميقاتى، والسفير أحمد رشيد خطابى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى عددٍ من الإعلاميين والسفراء العرب، حيث شهدت الاحتفالية أيضًا احتفاءً خاصًا بالعلاقات التاريخية بين الصحافة المصرية واللبنانية، وحظيت بتغطية خاصة قامت بها كل من قناتى «القاهرة الإخبارية» و«إكسترا نيوز».

وقال زياد مكاري: إن هذا الاحتفاء ركّز بشكل كبير على إسهامات الإعلام المصرى واللبنانى، فى حركة التنوير والثقافة بالمنطقة العربية، كما سلط الضوء على كيفية استغلال التاريخ الطويل الذى يربط الصحافة فى البلدين، من أجل صناعة مستقبل مشرق للإعلام العربى.

وأشار إلى أن الاحتفالية، عكست رغبة لبنان فى خوض مشاعر الفرحة، وحملت رسالة واضحة، مفادها أن بيروت لن تموت وستظل حاضنة لفعاليات مهمة خلال 2023؛ فبعد تأجيل 90 يومًا، انطلقت الاحتفالية التى حملت شعار «هنا بيروت» التى كان مقررًا أن تشهدها العاصمة اللبنانية فى شهر فبراير الماضى، غير أن الزلزال الذى ضرب سوريا وتركيا فضلًا عن بعض الأحداث السياسية التى شهدتها بيروت فى الفترة الماضية أخَّرت تدشين الاحتفالية إلى 23 مايو الحالى.

وفى كلمته أيضًا رحب الوزير مكارى بجميع الأشقاء العرب، وقال إن احتفالية إعلان بيروت عاصمة الإعلام العربى تشكل فرصة لنقول للعرب والعالم وللداخل اللبنانى على السواء، إن بيروت لا تزال عاصمة للإعلام، ولطالما كنا نرى فيها منارة للإعلام والحرية والصحافة والفرصة اليوم لنضيء هذا الإرث الكبير ونحن ملزمون بالاستمرار فيه.

وأضاف: إن بيروت تطلق نداءها لكل أشقائها العرب بأن يكون العام الحالى، عام الانفتاح الإعلامى بين العواصم العربية، ونتمكن فيه من إظهار ثقافتنا الحية، وأشار إلى أن فعاليات «بيروت عاصمة الإعلام العربي» جاءت بالتزامن مع توقيع اتفاقيات إيجابية بالمنطقة العربية.

وأكد مكاري، ضرورة وجود إعلام عربى يواكب التطورات؛ ليسلط الضوء على الإيجابيات التى تتزايد فى دول الإقليم العربى، بعد سنين مضت سُلط فيها على السلبيات فقط.

وأضاف: إن مصر كانت حاضرة بقوة ضمن الفعاليات، مشددًا على أن هناك تكاملًا بين لبنان ومصر، وهو الأمر الذى تهتم به الدولة اللبنانية.

كما ألقى أيضا الأمين المساعد للجامعة العربية أحمد رشيد خطابى، كلمة أكد فيها على أهمية اختيار بيروت فى هذا التوقيت كرسالة دعم من مجلس الوزراء العرب والجامعة العربية.

وقال خطابى إن اختيار بيروت عاصمة للإعلام العربى أمر له دلالة قوية، وأضاف: إن هذا الاختيار إشارة تضامنية واضحة من طرف المجموعة العربية فى نطاق قرار مجلس وزراء الإعلام العرب لتخصيص هذه السنة للإعلام العربى، انطلاقًا من بيروت.

وتابع: إن الفعاليات شهدت حضورًا بارزًا من الإعلاميين اللبنانيين والعرب، أبرزهم الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، رئيس قطاع الأخبار فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المصرية، ورئيس تحرير مجلة روزاليوسف.

وقال غسان حجاز، مدير تحرير جريدة النهار اللبنانية: إن بيروت بحاجة لتسليط الأضواء عليها إعلاميًا، ليس فقط بالنواحى السيئة كالانفجارات وانقطاع الكهرباء، بل بالإيجابيات، إذ يوجد فيها حضارة وكذلك مستقبل.

يذكر أن الاحتفالية شهدت إطلاق وثيقة بيروت التى تضمنت بنودًا تحدثت عن حرية التعبير، والتطور الرقمى، وحقوق الإعلاميين، ومراعاة الخصوصيات، ورفض التمييز ومكافحة الأخبار الكاذبة، وحماية اللغة العربية، وإيلاء الإعلام التثقيفى ركنًا خاصًا فى وسائل الإعلام عبر سياسة إعلامية تعلى شأن الثقافة، والاهتمام بالأرشيف وتطوير التشريعات الراعية لقانونية المؤسسات والصحف والمواقع الإلكترونية، وتعزيز الصحافة الاستقصائية، والملكية الفكرية للإعلاميين.