الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تحركات سريعة وخطوات مدروسة .. معبر أرقين.. بوابة أمل اللاجئين

منذ اللحظات الأولى لبدء الأزمة فى «السودان» بين الجيش السودانى، وميليشيا الدعم السريع، لم تتوان الدولة المصرية لحظة فى الحرص على أبنائها فى الأراضى السودانية، إذ كثفت جهودها على مدار الساعة وبتحركات سريعة مدروسة لتأمين المصريين.



ومع ذلك، لم تكن حماية أبناء الوطن مهمة الدولة المصرية الوحيدة فحسب.. فكعادتها التى تميزت بها على مدار التاريخ، فتحت «مصر» أبوابها أمام السائلين ممن يطلبون الملجأ طمعًا فى الأمن، والسلام، لتوفر للاجئين السودانيين الذين هرعوا للحدود هربًا من الاشتباكات ملاذًا آمنًا للاحتماء.. كما وفرت ـ أيضًا - لرعايا الدول الأجنبية معبرًا آمنًا يعودون من خلاله إلى أوطانهم سالمين.

  إدارة أزمة عنوانها «النجاح»

فى البداية، أفاد بيان وزارة الخارجية بأنه فى إطار متابعة أوضاع المصريين فى «السودان»، وبذل جميع الجهود لضمان أقصى درجات السلامة لهم، يقوم مكتب جمهورية مصر العربية فى «وادى حلفا»، بالتواصل المستمر مع السلطات السودانية، من أجل تسهيل عودة المواطنين المصريين عبر المعابر البرية السودانية دون عوائق؛ مؤكدة أنها تواصل من خلال بعثاتها فى «الخرطوم، وبورتسودان، ووادى حلفا» بذل جميع الجهود، والقيام بالاتصالات اللازمة، من أجل متابعة أوضاع أبناء الجالية المصرية فى السودان خلال الأزمة، والتعاطى السريع والفعال معها، تبعًا للمستجدات.

وفى بيان آخر، صدر يوم السبت الماضى عن وزارة الخارجية، أكدت فيه أنها تنسق وتتابع على مدار الساعة مع كافة أجهزة الدولة المعنية، والسلطات السودانية، والسفارة المصرية فى «الخرطوم»، وقنصليات «مصر» فى «بورتسودان، ووادى حلفا»، أوضاع الجالية المصرية فى «السودان». وذلك، بهدف الإعداد لعمليات الإجلاء للراغبين فى العودة، فور توفر الظروف الميسرة لذلك.

كما ناشدت وزارة الخارجية جميع المصريين المتواجدين فى «السودان» التزام مناطق سكنهم، وتجنب التواجد فى مناطق التوتر والانفلات الأمنى، مع التحلى بالهدوء والإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع التمثيل الدبلوماسى والقنصلى المصرى فى «السودان»، لحين ورود الإرشادات الخاصة بعمليات الإجلاء.

وفى اليوم التالى على الفور، دعت وزارة الخارجية المواطنين المتواجدين خارج مدينة «الخرطوم» للتوجه إلى أقرب نقطة لهم، تمهيدًا لإجلائهم بواسطة السلطات المصرية المختصة؛ فيما حثت  المصريين المتواجدين بمدينة «الخرطوم» للبقاء فى منازلهم لحين تحسن الأوضاع الأمنية بالعاصمة، وإعادة تقييم الوضع فى ضوء عدم استقرار الأوضاع الأمنية، طبقًا لتطور الموقف، وبالتنسيق مع السلطات السودانية، وبما يسمح بإجلائهم فى إطار خطة الإجلاء الموضوعة لجميع المصريين فى «السودان».

وبعدها بساعات، بدأت خطة إجلاء المواطنين المصريين من المناطق الآمنة بالسودان، بالتنسيق مع السلطات السودانية.. حيث تابع الرئيس «عبدالفتاح السيسى» متابعة لحظية لعمل خلية الأزمة المعنية بإجلاء المصريين من «السودان» من الدفاع، والمخابرات العامة، والداخلية عملية إجلاء المجموعة الأولى من المصريين، وفقًا للقاهرة الإخبارية، التى أوضحت -أيضًا- أن التنسيق مستمر مع الجانب السودانى، من أجل توفير ممرات آمنة، ونساعد الدول الصديقة فى إجلاء رعاياها.

من جانبه، أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، السفير «أحمد أبو زيد»، إجلاء 436 مواطنًا من «السودان» عبر الإجلاء البرى بالتنسيق مع السلطات السودانية فى اليوم 23 أبريل الجارى.

وفى صباح الإثنين، توجهت الأسر السودانية بالشكر لمصر، وللرئيس «عبدالفتاح السيسى»، لفتح المعبر على مدار الساعة، وتقديم الحكومة المصرية تسهيلات عديدة، من أجل إجلاء رعايا جميع الدول. وذلك، بعد أن توافد أكثر من 90 حافلة ركاب عبر المعبر، وتوافد عدد كبير من المصريين، والسودانيين، وجنسيات أخرى منذ مساء الأحد.

ولم يتوقف معبر أرقين عن استقبال حافلات نقل الركاب، الذين هرعوا من المدن السودانية هربًا من الاشتباكات من العاصمة السودانية «الخرطوم»؛ كما قدم المعبر خدمات ميسرة بتوجيهات من الدولة المصرية، من أجل تيسير الدخول إلى أراضيها سواء للمواطنين المصريين، أو السودانيين، الذى أتوا رغبة منهم فى الدخول إلى الأراضى المصرية، إيمانًا منهم بأن الأراضى المصرية، هى المكان الآمن بالنسبة لهم، ليس فقط لقرب «مصر» الجغرافى.

 

ولكن، لأن «مصر» هى البلد الآمن بالنسبة لهم، وفقا للقاهرة الإخبارية، التى قالت ـ أيضًا- إن الساعات الماضية شهدت عودة الكثير من الطلاب الدارسين فى «السودان»؛ مشددة على أن «مصر» تقدم تسهيلات كبيرة للرعايا المتواجدين فى المعبر.

من جانبهم، أعرب أهل «السودان» ممن جاءوا للمعبر عن مشاعرهم الإنسانية النبيلة عرفانًا، وتقديرًا، واحترامًا للدولة المصرية بكل مؤسساتها، لما قدم إليهم منذ لحظة وصولهم، وحالة التضامن والتضافر من كل الجهات حتى يتم تسهيل مهمة نقلهم.

واستمر معبر أرقين البرى يعمل على مدار الساعة طوال اليوم، وسط إجراءات ميسرة اتخذتها الدولة المصرية، ومن بينها -أيضًا- تواجد عدد من الفرق الطبية، التى تقدم خدمات طبية لجميع الوافدين عبر المعبر، فضلًا عن سرعة إجراءات التأشيرات للوافدين إلى معبر أرقين البرى، سواء للمواطنين السودانيين، أو للمواطنين من مختلف الجنسيات؛ وذلك بناءً على تعليمات مشددة للمسئولين عن هذا المعبر بتيسير حركة الدخول، وتيسير الإجراءات بوقت زمنى قصير، نظرًا لطول الرحلة التى قطعها الوافدون من العاصمة السودانية «الخرطوم».

فى يوم الثلاثاء الماضى، ظل المعبر يعمل على مدار 24 ساعة، حيث قامت السلطات المصرية المعنية داخل المعبر بتيسير كل الإجراءات اللازمة، ما دفع العديد من الدول الأجنبية للثناء على المعاملة الحسنة، التى يلقاها رعاياهم على الأراضى المصرية، بعد إجلائهم من «السودان»، عبر معبر أرقين إلى الجانب المصرى، وفقًا للقاهرة الإخبارية، التى أوضحت -أيضًا- أن إجلاء الرعايا من الأراضى السودانية كانت مسألة معقدة للغاية، لأن المناطق التى تم إجلاء الرعايا منها كانت مناطق اشتباكات ساخنة، وشهدت العديد من الخروقات للهدنة.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية -فى يوم الثلاثاء الماضي- إجلاء 446 مواطنًا بالسودان عبر الإجلاء البرى إلى جانب 189 آخرين، بالإضافة إلى مواطن سودانى فى حالة صحية حرجة من خلال الإجلاء الجوى، وذلك بالتنسيق مع السلطات السودانية فى الـ25 من أبريل الجارى، ليصل عدد من تم إجلاؤهم منذ الأحد وحتى الثلاثاء 1539 شخصًا.

وأضافت الخارجية أن السفارة المصرية فى «الخرطوم»، وكل من قنصليات «مصر» فى «الخرطوم، وبورتسودان»، والمكتب القنصلى فى «وادى حلفا»، يواصلون جهودهم على مدار الساعة فى عملية إجلاء المواطنين؛ مؤكدة أنه يجرى العمل على إجلاء عدد من المصريين وعائلاتهم من أحد المطارات القريبة من «الخرطوم»، فور تحسن الأوضاع الأمنية هناك.

وواصل معبر أرقين الحدودى استقبال المصريين القادمين من «السودان»، إلى جانب المواطنين التابعين لعدة دول أجنبية أخرى طوال يوم الأربعاء الماضى، حيث شهد المعبر الاستعدادات المصرية المكثفة لاستقبال القادمين من «السودان»، بالإضافة إلى تكثيف تواجد الفرق الطبية التابعة للهلال الأحمر المصرى والإسعاف.

هكذا.. كانت تحركات الدولة المصرية لاحتواء الأزمة وتأمين المُروعين سريعة ومدروسة كعادتها.. ففى الوقت الذى كان الفرار، هو الحل لمن استطاع إليه سبيلًا، فى ظل تواصل الاشتباكات بين الجيش السودانى وميليشيا الدعم السريع، دعت «مصر» الفارين إلى دخول أراضيها آمنين.