الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أزمات السودان وليبيا واليمن والصين وأوكرانيا تظهر قوة الدبلوماسية المصرية السند.. مصر لا تتخلى عن أبنائها فى الخارج

فى الوقت الذى تقوم فيه العديد من الدول بإجلاء رعاياها من السودان، تسارع جمهورية مصر العربية الزمن لتأمين وإجلاء جميع مواطنيها بطريقة منظمة ودقيقة مثلما يحدث مع كل أزمة تواجه المصريين بالخارج.



والحدث الأخير بالسودان ليس الموقف الوحيد الشاهد على الدور المصرى فى تأمين الرعايا المصريين بالخارج، إذ شهدت الدولة المصرية أزمات متتالية شكلت خطرًا وتهديدًا للرعايا المصريين بالخارج وتعاملت الدولة بمنتهى الحرفية فى تأمين المصريين.

 

تتكاتف جميع أجهزة الدولة فى مثل هذه المواقف من أجل وصول الرعايا بطريقة آمنة ويسيرة، فأمن المصريين هو خط أحمر بالنسبة للقيادة المصرية لا يمكن المساس به وهى رسالة القيادة السياسية مع تطور الأوضاع بالسودان.

ولفت تقرير إلى أن السودان ليس النموذج الوحيد لهذه العقيدة المصرية، فبالأمس القريب كان عودة 6 مواطنين تم احتجازهم بليبيا فبراير الماضى دليلًا على قوة الدولة المصرية وقدرتها على حماية أبنائها مهما كانت المخاطر. وقياسًا على ذلك هناك العديد من الأزمات التى تخص الرعايا المصريين فى كل أنحاء العالم، حيث دائمًا ما تكون مصر من أوائل الدول التى تسعى لإجلاء رعاياها والحفاظ على أرواحهم مهما كانت الظروف.

كما أن عملية إجلاء المصريين فى ظل الأزمات يظهر قوة ورساخة الدبلوماسية المصرية، كما أن عودة المصريين فى هذا التوقيت وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، يؤكد أن الدولة المصرية سند ودعم لجميع أبنائها داخل وخارج الحدود.

 السودان

عملت الدولة المصرية على التواصل المباشر مع رعاياها بالخارج والوجود معهم وقت الشدائد، ففى السودان شكّلت الدولة المصرية خلية أزمة لإجلاء الرعايا المصريين من السودان، مع تأكيد استمرار البعثة الدبلوماسية فى متابعة أوضاع المواطنين المصريين استنادًا إلى العقيدة وميثاق العمل الراسخين لدى الدبلوماسى المصرى التى تفرض عليه أن يكون آخر مَن يغادر ميدان عمله.

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانات متتالية لمتابعة عملية إجلاء المصريين وأعلنت إجلاء 5327 مواطنًا مصريًا من السودان منذ بدء عملية الإجلاء.

وقالت الخارجية المصرية، إنه جرى إجلاء 189 مصريًا جوًا، و446 آخرين برًا بالتنسيق مع السلطات السودانية. وأضافت أن السفارة المصرية فى الخرطوم وقنصليتى مصر فى الخرطوم وبورتسودان والمكتب القنصلى فى وادى حلفا، سيواصلون التنسيق مع المواطنين المصريين لإجلائهم.

بجانب ذلك، استطاع الجيش المصرى أن يعيد جنودًا مصريين من السودان وتم إجلاء 177 من الأطقم الفنية للقوات الجوية المصرية، بعد أيام قليلة من اندلاع الاشتباكات.

 ليبيا

وبعيدًا عن السودان، تمكنت المخابرات المصرية فى الآونة الأخيرة من تحرير عدد كبير من المصريين المختطفين فى ليبيا، آخرهم تحرير المصريين الستة الذين تم اختطافهم على يد مجهولين، وسط مطالبات من الخاطفين بفدية مقابل إطلاق سراحهم.

واستطاعت الدولة المصرية من خلال سفارتها فى طرابلس والمتابعة مع الجهات المعنية الليبية التدخل من أجل إطلاق سراح 6 أقباط من عائلة واحدة فى سوهاج بعد أن تم اختطافهم، وظلت وزارة الخارجية المصرية تتابع وأجهزة الدولة المعنية، باهتمام شديد على مدار الساعة، موقف مواطنيها الستة الذين تم احتجازهم فى أحد مراكز الهجرة غير المشروعة فى غرب ليبيا، الذى لا يخضع للسلطات هناك.

وفى عام 2020، أعلنت المخابرات العامة المصرية تحرير عدد من المواطنين المصريين الذين تم اختطافهم فى مدينة ترهونة الليبية، وعودتهم بسرعة إلى البلاد..

وفى 2016 تم تحرير 23 عاملًا مصريًا اختطفوا بالقرب من بنغازى، وأكد العمال أنهم اختطفوا فى البريقة جنوب غرب بنغازى وأن الخاطفين كانوا يطلبون أموالًا لإطلاق سراحهم.

وفى عام 2014 أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن جسرًا جويا بين مصر وتونس سيقام من أجل نقل حوالى 6 آلاف مصرى تقطعت بهم السبل عند معبر رأس جدير الحدودى بين تونس وليبيا.

 الصين

وخلال عام 2020 واجه العالم جائحة «كورونا»، التى بدأت من مقاطعة «ووهان» بالصين، وانتشرت حول العالم، تلك الجائحة التى دفعت مصر إلى إجلاء رعاياها من ولاية ووهان وبعض الولايات الأخرى، وإعادتهم إلى القاهرة، وسط عمليات تحصين وإجراءات احترازية شاملة.

وكانت السفارة المصرية فى بكين تتابع أوضاع أبناء الجالية فى «ووهان» ومقاطعة خوبى من خلال التواصل المباشر معهم، سواء تليفونيًا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعى الصينية للاطمئنان عليهم وتقديم أى دعم ممكن لهم فى ضوء قرار الحكومة فرض الحجر الطبى على المدينة بالكامل ووقف جميع وسائل النقل منها وإليها.

وعمّمت السفارة المصرية عددًا من البيانات على أبناء الجالية فى المدينة بهدف حصر أعدادهم وجمع بياناتهم وتقديمها للسلطات الصينية، فضلًا عن قيام السفارة بالاتصال بالسلطات الصينية، سواء فى بكين أو «ووهان» للوقوف على أى مساعدة يمكن تقديمها للجالية فى ظل الحظر.

وبينما كان فيروس «كورونا» يواصل حصد المزيد من الضحايا، تم تعليق الرحلات من وإلى المدن الصينية، اعتبارًا من فبراير ولحين إشعار آخر، فيما قرّرت السلطات المصرية إجلاء رعاياها من الصين، حيث وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى باتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة من يرغب من المصريين فى مدينة ووهان الصينية. 

وتواصل رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، مع سفير مصر فى الصين، الذى خاطب السلطات الصينية، وحصل منهم على الموافقة على ترتيب عودة من يرغب من المصريين المقيمين فى «ووهان»، حيث تم تجهيز طائرة خاصة لنقل من يرغب فى العودة إلى مصر، والتنسيق مع وزارة الصحة لإرسال فريق طبى مجهّز على متن الطائرة لمصاحبة الركاب، مع اتخاذ جميع إجراءات مكافحة العدوى، كما تم تجهيز حجر صحى لاستيعاب المصريين العائدين، وجميع المتعاملين معهم، مع إمداد الحجر الصحى بجميع الأجهزة والمستلزمات الطبية، والأطقم الطبية المتخصّصة، والإدارية والخدمية، مع اتخاذ الإجراءات اللوجيستية اللازمة لتوفير سُبل الإعاشة والإقامة لمدة 14 يومًا «فترة حضانة المرض»، بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية، على أن تتم المتابعة الدورية على مدار الساعة، واتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية والعلاجية لهم.

 اليمن

وفى عام 2015، تم إجلاء نحو 380 مصريًا من اليمن وإعادتهم إلى القاهرة، وتمت عمليات الإجلاء من خلال رحلات برية وجوية وبحرية بالتنسيق مع عدد من سفارات الدول الصديقة المعتمدة فى القاهرة عبر منفذى صرفيت والمزيونة فى سلطنة عمان، ومنفذ الطوال الحدودى مع السعودية.

وقد وافقت السلطات السعودية على تشغيل معابر الطوال والوديعة والخضراء الحدودية مع اليمن لاستقبال المصريين العائدين من هناك بعد انطلاق عمليات عاصفة الحزم العسكرية ضد الحوثيين.

 أفغانستان

وفى عام 2021، أعادت السلطات المصرية الجالية المصرية المتواجدة فى أفغانستان إلى بلادها، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.

ورغم معاناة الكثيرين من صعوبة الوصول إلى مطار العاصمة، وسط تلميحات من جانب طالبان بوقف الجسور الجوية، استطاعت الدولة المصرية نقل الجالية المصرية التى وصلت مصر 23 فردًا من أعضاء بعثة الأزهر الشريف، وأعضاء السفارة المصرية فى أفغانستان، وعدد من المواطنين المقيمين هناك وأبدوا رغبتهم فى العودة إلى مصر.

وسبق وصول الجالية المصرية استعدادات مكثفة، أبرزها وجود عدد من كبار قادة القوات المسلحة المصرية فى استقبال العائدين بمطار شرق القاهرة العسكرى، وعمل فحوصات طبيبة لهم وإتمام إجراءات وصولهم.

 أوكرانيا

وكانت مصر من أوائل الدول التى عملت على إعادة وحماية أبنائها فى أوكرانيا مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. حيث دعت السفارة المصرية فى كييف بأوكرانيا، المواطنين المصريين المتواجدين فى وسط وجنوب أوكرانيا إلى الاستمرار فى التواجد بالمنازل لحين هدوء الأوضاع.

وشكلت وزارة الهجرة المصرية غرفة عمليات مخصصة لمتابعة موقف الجالية المصرية فى أوكرانيا فى ظل المستجدات والمتغيرات المتلاحقة، وتواصل مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب المصريين الدارسين بالخارج مع الدارسين المصريين بأوكرانيا والمتواجدين بعدة مدن مختلفة، للاطمئنان على أوضاعهم فى ضوء المتغيرات الطارئة على الوضع هناك، وتم التواصل مع الوزارات المعنية حول الحلول البديلة للطلبة بما يضمن الحفاظ على حياتهم أولًا وتوجيههم للبعد عن المناطق الخطرة.

كما قامت الحكومة بإجلاء الطلاب المصريين المتواجدين فى رومانيا لإعادتهم إلى أرض الوطن، على متن طائرة مصر للطيران، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بإجلاء الطلاب المصريين الذين عبروا الحدود الأوكرانية إلى الدول الأوروبية المجاورة.