السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مصر والأزمة السودانية.. صوت الحكمة والإنسانية الذى يستمع له العالم

كعادتها، مصر صوت الحكمة فى إدارة أى أزمة، وهو ما ينطبق على تناول القيادة السياسية التى يدير دفتها الرئيس عبدالفتاح السيسى لما يجرى فى السودان ومحاولة فرض الاستقرار وحقن دماء الشعب الشقيق، فى الوقت الذى تبذل جميع أجهزة الدولة المصرية جهودها للحفاظ على سلامة المصريين المتواجدين بالسودان، وعلى مسار ثالث تفتح «أم الدنيا» ذراعيها لاستقبال السوادنيين الفارين من ظروف بلدهم القاسية.



 

 تحركات القيادة السياسية

حتى كتابة تلك السطور.. فقد حققت الدولة المصرية نجاحات كبيرة على جميع المسارات، فقد كثف الرئيس السيسى اتصالاته بجميع الدوائر الدولية والإقليمية من أجل حل الأزمة السودانية فى أسرع وقت، ومنها على سبيل أن الرئيس تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء المملكة المتحدة «ريشى سوناك»، وصرح المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول التباحث بشأن تطورات الأزمة السودانية، وتنسيق الجهود بين البلدين فى هذا الصدد، حيث نوه رئيس الوزراء البريطانى إلى دور مصر الجوهرى فى صون السلم والأمن على المستوى الإقليمى، إلى جانب كونها من أهم دول الجوار الفاعلة للسودان، التى تمثل الأزمة الراهنة بها تحدياً بالغاً للاستقرار فى المنطقة بأسرها.

وقد أعرب الزعيمان عن القلق البالغ بشأن تصاعد العنف والقتال فى السودان، وهو ما يعرض المدنيين لمخاطر كبيرة ومتزايدة، مع التطرق فى هذا الصدد إلى جهود إجلاء رعايا البلدين من السودان، كما استعرض الرئيس السيسى الجهود التى تضطلع بها مصر من أجل تشجيع جميع الأطراف على التوصل لوقف لإطلاق النار ووضع حد لمعاناة الشعب السودانى الشقيق، مؤكداً ضرورة التعامل بصورة إيجابية مع جميع جهود التهدئة وتفعيل الحوار والمسار السياسى، بهدف تجنيب السودان النتائج الكارثية لهذا الصراع على استقراره ومقدرات شعبه.

مصر والإمارات

كما أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى، اتصالاً هاتفياً مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تبادل الرئيسان التهنئة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، سائلين الله عز وجل أن يعود على البلدين والشعبين الشقيقين بكل تقدم واستقرار، وعلى شعوب الأمتين العربية والإسلامية والإنسانية كلها بالسلام والأمن، كما تطرق الاتصال إلى الجهود الحثيثة للبلدين لتهدئة الأوضاع فى السودان الشقيق، ووقف التصعيد والعودة للحوار واستعادة المسار السياسى، فى ضوء دعم مصر والإمارات للشعب السودانى الشقيق فى جهوده لتحقيق تطلعاته نحو تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية فى البلاد.

شأن السودان الداخلى

ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الأزمة السودانية حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على توجيه رسائل واضحة وصريحة لحقن الدماء وكان أبرز تلك الرسائل ما جاء خلال ترؤسه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، حيث أكد أن مصر كانت دائمًا حريصة على أن تكون سياستها الخارجية خلال السنوات الماضية عنصراً متوازناً ومعتدلا جداً مع قضايا المنطقة، مضيفاً: «لو شفنا خلال الشهور الماضية الأوضاع التى تشهدها المنطقة والأحداث فى المسجد الاقصى والقطاع كان دائماً مصر بتقوم بدور إيجابى جداً لعدم تصعيد الموقف»، وأوضح الرئيس السيسى أن ما يحدث فى السودان شأن داخلى سودانى ولا ينبغى أن يتم التدخل فيه حتى لا يحدث تأجيج وتطور الصراع بشكل غير مناسب للسودان أو المنطقة كلها.

 جهود وزارة الخارجية

وزارة الخارجية المصرية هى الأخرى تعمل بشكل مكثف لمتابعة ما يتم فى السودان، والتى أعلنت بأن السفارة المصرية فى الخرطوم وكل من قنصليات مصر فى الخرطوم وبورسودان والمكتب القنصلى فى وادى حلفا، يواصلون جهودهم على مدار الساعة فى عملية إجلاء المواطنين، حيث وصل عدد من تم إجلاؤهم حتى الاربعاء الماضى 1539 مواطناً.

وفى إطار حرص وزارة الخارجية بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية على التواصل مع المواطنين المصريين المتواجدين بدولة السودان وأسرهم لطمأنتهم على ذويهم، تمهيداً لإجلائهم بالطريقة التى تحفظ سلامتهم وعودتهم آمنين إلى أرض الوطن، قامت وزارة الخارجية بتخصيص خطوط ساخنة لتلقى الاتصالات من المواطنين المصريين بشأن موقف الجالية المصرية فى السودان.

كما عقد وزير الخارجية سامح شكرى اتصالات مكثفة للوصول لحلول فورية للأزمة السودانية، ومن بين هذه الاتصالات ما كان مع وزير خارجية السويد «توبياس بيلستروم»، وأكد السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن الاتصال شهد مناقشة تطورات الوضع فى السودان وسبل دعم وتثبيت وقف اطلاق النار لتمكين عمليات الإغاثة الإنسانية من أن تصل إلى المصابين والجرحى، وأعرب الوزير السويدى عن قلق بلاده من التطورات الأخيرة، وتأثيرها على المدنيين والجاليات الأجنبية المتواجدة هناك.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن الوزير سامح شكرى تناول الجهود التى تضطلع بها مصر من خلال اتصالاتها مع جميع الأطراف، مشدداً على أهمية العمل من أجل التوصل لوقف دائم لإطلاق النار وتجنب جميع الخروقات فى هذا الشأن، حقناً لدماء الشعب السودانى الشقيق. كما أكد وزير الخارجية على ضرورة امتناع أى طرف خارجى عن التدخل بشكل يقوض من جهود التهدئة، وبما يسهم فى إنجاح الجهود الهادفة لإخراج السودان من هذا الوضع الصعب.

 جامعة الدول العربية

كما تم عقد إجتماع بعد بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقى والاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى كبار مسؤولى دول جوار السودان، والدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والدول الأفريقية الأعضاء فى مجلس الأمن، وكل من الإمارات، والسعودية، وقطر.

وشارك وزير الخارجية سامح شكرى فى الاجتماع، حيث أكد على ضرورة إعطاء الأولوية حالياً للحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنعها من الانهيار، مشدداً على عدم جواز التعامل مع المؤسسات الرسمية للدولة على قدم المساواة مع الكيانات غير التابعة للدولة، ومؤكداً على استمرار جهود مصر الرامية لدعم عودة الاستقرار للسودان.

الاجتماع هدف إلى توحيد الجهود من أجل تعزيز التحرك الجماعى الهادف إلى وضع حد للنزاع العسكرى الجارى فى السودان، مشيراً إلى أن الوزير شكرى أكد فى كلمته على دعم التوصل لوقف لإطلاق النار، وحث الطرفين على عدم التصعيد، منوهاً إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى عانى منها السودان بالفعل قبل اندلاع الصراع، والتى سيؤدى استمرار المواجهات العسكرية الراهنة والتدهور الناتج عنها للبنية التحتية إلى تفاقمها بشكل كبير.

 مؤسسات الدولة

وزير الخارجية المصرى أكد على ضرورة إعطاء الأولوية حالياً للحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنعها من الانهيار، مشدداً على عدم جواز التعامل مع المؤسسات الرسمية للدولة على قدم المساواة مع الكيانات غير التابعة للدولة، ومؤكداً على استمرار جهود مصر الرامية لدعم عودة الاستقرار للسودان، بينما جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط دعوته على ضرورة وقف إطلاق النار داعيا جميع الأطراف فى السودان، القوات المسلحة والدعم السريع، أن يعلنوا وقف إطلاق النار فى أيام العيد بما يسمح للمدنيين بالتقاط الأنفاس وقضاء احتياجاتهم الانسانية والتعامل مع الحالات الإنسانية الحرجة والعاجلة.

ودعوة أبو الغيط فى هذا الصدد ليست الأولى من نوعها، حيث استبقها بنداء إنسانى، يحمل نفس المعنى، مؤكدا أن للصائم فرحتين، أحدهما يوم يفطر، وصرح المتحدث الرسمى باسم الأمين العام، المستشار جمال رشدى، أن أبو الغيط أكد مجدداً فى كلمته أمام الاجتماع على مناشدته جميع الأطراف فى السودان، القوات المسلحة والدعم السريع، أن يعلنوا وقف إطلاق النار بما يسمح للمدنيين بالتقاط الأنفاس وقضاء احتياجاتهم الإنسانية والتعامل مع الحالات الإنسانية الحرجة والعاجلة.

وأكد أبوالغيط على ضرورة الانخراط الجاد من أجل تحقيق وقف إطلاق نار يتم احترامه ويسمح بفتح ممرات إنسانية واستعادة المسار السلمى مع التأسيس لمرحلة جديدة تلبى طموحات الشعب السودانى وتعزز الأمن والاستقرار السياسى والاقتصادى فى هذا البلد المهم.

 التضامن مع الشعب السودانى

وأعربت مصر عن تضامنها التام والكامل مع الشعب السودانى الشقيق فى أزمته الحالية، والتى تفاقم من الأزمات المركبة والمتتالية التى يعانى منها السودان على مدار سنوات عدة، مؤكدة استعدادها الدائم لتقديم جميع أوجه الدعم للخروج من الأزمة الراهنة، والعودة بالسودان إلى مسار التهدئة والحوار السلمى حقناً لدماء الشعب السودانى، جاء ذلك خلال كلمة السفير أسامة عبدالخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن حول الوضع فى السودان.

أعرب السفير أسامة عبدالخالق فى كلمته عن بالغ أسف مصر لسقوط ما يتجاوز المئات من الضحايا والمصابين جراء الاشتباكات المسلحة فى السودان، وأكثرهم من المدنيين من الشعب السودانى الشقيق، مشيرا إلى أن استمرار المواجهات المسلحة والخرق المتكرر لإعلانات وقف إطلاق النار المتتالية مدعاة للقلق العميق، حيث يعرض ذلك حياة المدنيين السودانيين ومواطنى الدول الأجنبية المقيمين فى السودان إلى الخطر، ويؤدى إلى تدهور متسارع للأوضاع المعيشية الصعبة فى السودان. 

وأكد «عبدالخالق»، أن مصر تأمل فى أن يتم الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار المعلن، وأن يتسم بالاستدامة، مشددا على أهمية السعى الحثيث لاعلاء صوت الحكمة ووقف العدائيات واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات التى ساهمت فى اندلاع الاشتباكات.

 وزارة الهجرة

وفى سياق متصل أكدت السفيرة سها جندى، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، اهتمام الدولة اهتماما بالغا بكل المصريين الموجودين بالسودان منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأحداث، مضيفة أنه يجرى إجلاء مواطنينا وفقًا لخطة بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتشرف عليه لجنة وطنية مشكلة من جميع  الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة حرصًا على سلامة أبنائنا.

وأعلنت وزارة الهجرة منذ اللحظة الأولى إجراءات التحرك عبر إعلان خلية أزمة على اتصال مباشر بجميع الجهات والأجهزة المعنية بالدولة، وعلى رأسها وزارة الخارجية والسفارة المصرية والقنصليات بالسودان، ونقل صوت المواطنين بالسودان وأماكن تواجدهم عبر الاستمارة التى تم تعميمها عليهم ووصل التسجيل فيها إلى نحو 3800 مواطن، وعبر آليات التواصل المباشر معهم.

 الطلاب المصريون

واستكمالا للإجراءات المتبعة للتيسير عليهم، وافق الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى على السماح لمن يرغب من طلاب الثانوية العامة المصريين العائدين من دولة السودان الشقيق تأجيل أداء امتحانات نهاية العام الدراسى 2022 / 2023 للدور الثانى خلال شهر أغسطس المقبل، مع الحصول على الدرجات الفعلية للامتحانات.

وأكد الدكتور رضا حجازى أن هذا الإجراء المكمل يهدف لمنح الفرصة الكافية لأبنائنا من طلاب الثانوية العامة المصريين العائدين من السودان، لترتيب أوضاعهم ودراسة المناهج الدراسية بشكل كافٍ قبل أداء امتحانات نهاية العام.

وأهابت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بأبنائنا من طلاب الثانوية العامة المصريين العائدين من السودان الراغبين فى تأجيل أداء امتحانات نهاية العام للدور الثانى التقدم بطلب للإدارة العامة للتعليم الثانوى بديوان عام الوزارة.

ووقع الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، قرارا بتأجيل امتحانات الثانوية العامة والدبلومات الفنية بمدارس البعثة التعليمية المصرية بالسودان لحين استقرار الأوضاع الأمنية بالأراضى السودانية.

كما وجه الدكتور رضا حجازى الإدارة العامة للامتحانات بالوزارة باستقبال أبنائنا من طلاب الصف الثالث الثانوى المصريين العائدين من دولة السودان لأرض الوطن الراغبين فى أداء امتحانات الثانوية العامة داخل جمهورية مصر العربية، وذلك لتسهيل جميع الإجراءات الخاصة بتسكينهم فى مدارسهم السابقة وفقا لمحل سكنهم وتأدية امتحانات نهاية العام الدراسى 2022 / 2023.

وأكد الوزير أيضا أن الوزارة تتابع باستمرار تطورات أوضاع الطلاب المصريين المتواجدين حاليا فى الأراضى السودانية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية ووزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج.

 الموانئ البرية

وتواصل الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة التنسيق مع جميع أجهزة الدولة المعنية (الأجهزة الأمنية - وزارة الخارجية - وزارة المالية  - وزارة الصحة - الهلال الأحمر وغيرها من الجهات المختصة) لتقديم جميع التسهيلات للعائدين من السودان من المصريين ومن الجنسيات الأخرى لمختلف دول العالم عبر منفذى قسطل وأرقين البريين والحدوديين مع السودان، حيث تم فتح نقاط متقدمة من الهلال الأحمر المصرى فى المينائين، وتوفير مزيد من عربات الإسعاف فى المينائين بالتنسيق مع الإسعاف المصرى، وتم التنسيق مع جميع الجهات العاملة داخل المينائين مثل الإدارة العامة لأمن الموانئ وإدارة الجوازات والجمارك وغيرها من الجهات، حيث تم زيادة العاملين بالمنفذين من هذه الجهات وذلك لاستيعاب كثافة العائدين من السودان من مختلف الجنسيات لسرعة إنهاء جميع إجراءات الوصول وتقديم جميع أنواع الدعم لهم، كما قامت الهيئة بتدبير عدد من الاستراحات الخاصة بالعاملين الذين انضموا على فريق العمل الأصلى بالميناءين، وتم إعفاء الأشخاص ممن لا يملك نقودًا من رسوم الوصول.

وأشار بيان الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة إلى أنه فى إطار استقبال الميناءين لعدد كبير من العائدين من مختلف الدول فقد قامت السفارات الأجنبية فى مصر بالتنسيق مع وزارة الخارجية ووزارة النقل والجهات المعنية بمصر لاستقبال مواطنيهم العائدين مثل دولتى المجر والصين وتم تقديم جميع أنواع التسهيلات والرعاية لهم، حيث قام مسئولى السفارة الصينية بتقديم درع شرفى لمدير ميناء قسطل للمجهودات التى قامت بها إدارة الميناء فى إنهاء إجراءات العائدين من السودان من الجالية الصينية بالسودان وتقديم جميع أنواع التسهيلات والرعاية لهم كما قدم مسئولو السفارة الصينية الشكر للقيادة السياسية فى مصر وجميع الأجهزة العاملة فى الميناء على تم تقديمه من إجراءات وتسهيلات لاستقبال الصينين العائدين من السودان.

وقالت وزارة النقل إن جهاز تنظيم النقل البرى الداخلى والدولى التابع لها، وفر أتوبيسات لنقل العائدين من السودان من معبر أرقين إلى جميع أنحاء جمهورية مصر العربية وكذلك التنسيق مع سائقى الشاحنات المصرية فى دنقلة والخرطوم لنقل الطلبة وبعض العائلات المصرية حتى معبر ارقين وكذلك التنسيق مع الهلال الأحمر المصرى بتوفير الوجبات والأدوية اللازمة للعائدين من السودان.

 مطار شرق

وفى سياق آخر، وجه المصريون العائدون من السودان جزيل شكرهم لجهود الدولة المصرية لسرعة التواصل معاهم وحمايتهم من تداعيات الأزمة، وأشاروا إلى أن عددًا قليلاً جدًا من الدول استطاعت أن تقوم بإجلاء رعاياها من السودان، ووجهوا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على إصدار توجيهاته بسرعة عودتهم إلى أرض الوطن، كما وجهوا الشكر إلى رجال القوات المسلحة على تأمين عودتهم من السودان وإلى السفارة والقنصلية المصرية فى السودان.

وقالت ريهام ناصر، مصرية مقيمة فى السودان ومتزوجة من مواطن سودانى: نحمد الله على سلامة العودة ونشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس كل المصريين سواء كانوا داخل مصر أو خارجها، مشيرة إلى انه من اللحظة الأولى فى بداية اندلاع الاشتباكات فى السودان كانت السفارة المصرية على تواصل دائم مع جميع المصريين وأكدت لهم حرص القيادة السياسية على سلامة جميع الرعايا المصريين فى السودان وتعمل على سرعة عودتهم إلى مصر فى أقرب فرصة بعد التنسيق مع السلطات فى السودان، وأشارت ريهام إلى أن إجراءات رجوعنا لم تستغرق وقتًا طويلاً منذ إبلاغنا من القنصلية المصرية بقدوم طائرة حربية لنقلنا إلى القاهرة.

وقالت نبيهة سعد النحاس- مقيمة فى السودان مع أسرتها منذ 10 سنوات- ومتزوجة من مهندس مقاول خالد حسين مصرى الجنسية، ولكنه لم يعد مع أسرته لإنهاء أعماله والعودة إلى القاهرة، أنه بمجرد مشاهدة وصول الطائرة العسكرية إلى مطار بورتسودان شعرنا جميعا بالطمأنينة تدخل إلى قلوبنا جميعًا، موجهة الشكر إلى القيادة السياسية والى رجال القوات المسلحة والى طاقم الطائرة الحربية الذين قدموا لهم جميع الخدمات وسبل الراحة حتى وصولهم بالسلامة إلى مطار شرق.

وقال هشام موسى، والذى يعمل فى السودان فى المصرف العربى للتنمية الاقتصادية، منذ أكثر من عامين، إنه منذ اندلاع الاشتباكات فى السودان، كانت السفارة المصرية على اتصال بنا جميعا وتوجه لنا الإرشادات وعدم الخروج من المنازل مع سرعة شراء الأغذية اللازمة لتأمين بقائنا بالمنازل وعدم الخروج منها.

وأكد أن السفارة المصرية أول سفارة وفرت لرعاياها عملية الخروج الأمن من السودان، وبمجرد وصول الطائرة المصرية شعرنا بالأمان، ومنذ بدء الأزمة شاهدنا تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتأكيد على تأمين عودتنا واهتمامه بالمواطن المصرى داخل البلد وخارجه، مما كان له أثر فى شعورنا بالطمأنينة والثقة فى قواتنا المسلحة لتأمين عودتنا إلى أرض الوطن.

فريدة احمد، التى كانت فى زيارة لابنتها المقيمة بالسودان هى واسرتها قالت أن ما رأيناه من اهتمام بالغ من القيادة السياسية منذ بدء الأزمة فى السودان يؤكد أن الرئيس السيسى رئيس لكل المصريين فى الداخل والخارج، وسرعة الإجراءات لتسهيل عودتنا بالسلامة يزيدنا إيمانًا بقواتنا المسلحة وصلابتها بهبوط الطائرة المصرية إلى مطار بورتسودان والذى يؤكد مكانة الجيش المصرى بين الأمم، مقدمة الشكر إلى طاقم الطائرة المصرية وجميع من كان عليها وإلى السفارة المصرية التى قامت بجهد كبير حتى وصولنا إلى مطار شرق القاهرة.

 معبر أرقين

كما أشاد الأشقاء السودانيون بحفاوة الاستقبال المصرى لهم، وهو ما أكدوه بعد عبورهم للمعابر البرية للدخول للحدود المصرية،  وقال محمد نور الدين سعيد السيد، أحد المواطنين السودانيين العائدين من السودان بمعبر أرقين: وصلت إلى المعبر، حيث كنت قادمًا مع أسرتى من الخرطوم بسبب الاضطرابات فى السودان، متوجهين إلى مصر بسبب أن مصر آمنة ولسهولة دخول السودانيين الأراضى المصرية وتسهيل الإجراءات.

وأضاف محمد نور الدين سعيد: إن الدولة المصرية قدمت استثناءات لبعض الحالات السودانية، ونشكر الحكومة المصرية على استمرار فتح المعبر واستقبال الوفود القادمة، مؤكدًا أن مصر والسودان شعب واحد، وإن شاء الله شدة وستزول.