الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مصر أولا.. أصل كل الشرور لجماعات وحركات ومنظمات الإسلام السياسى.. .. فى مواجهة «تقية» جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وفاشيتهم!

مصر أولا.. أصل كل الشرور لجماعات وحركات ومنظمات الإسلام السياسى.. .. فى مواجهة «تقية» جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وفاشيتهم!

يسعدنى كثيراً فكرة إصدار الأعمال الفكرية ذات الطابع الموسوعى ليس فقط للكم المعلوماتى والتحليل الذى تضمنته، ولكن أيضاً لكونها توثيقًا لأيام وأحداث وشخصيات حتى يذكر التاريخ ما حدث بدقة دون تهوين أو تضخيم وتهويل.



ولذا اهتممت بالأعمال الكاملة للصديق عبدالرحيم على، والتى صدرت مؤخراً فى سبعة مجلدات ضخمة عن سلسلة مطبوعات المركز العربى للصحافة والنشر بالقاهرة. وهى تتضمن العديد من الدراسات والأبحاث والمقالات والحوارات التى ترصد ظاهرة الإسلام السياسى من خلال تجربة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وتحليل لخطاباتها وأفكارها وفتاواها.. بأقنعتها المتعددة التى صدرت لنا مئات من الجماعات الإرهابية ذات المضمون المشترك والأسماء المختلفة سواء كانت دعوية أو راديكالية أو جهادية.

 ملفات سرية

تتضمن الأعمال الكاملة العديد من القضايا الهامة، منها: قراءة فى الملفات السرية لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية من خلال رصد نشأتها التاريخية سنة 1928 عقب سقوط دولة الخلافة العثمانية، وعلاقتها بالإنجليز من جهة، وبالولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى. فضلاً عن تفاصيل العلاقة بينها وبين ثورة يوليو 52 والرئيس جمال عبدالناصر ثم الرئيس أنور السادات، وما شهدته تلك العلاقة من التعاون والتفاهم والوفاق إلى الخلاف والمواجهة والصدام، وذلك بعد أن قرر الرئيس السادات الإفراج عنهم والخروج من السجون.. مما أسهم فى تجديد دماء الجماعة الإرهابية، وبداية أخطر مرحلة فى تاريخها بالتسلل إلى الجامعات والنقابات والأندية والوزارات تحت رعاية أكثر المرشدين دهاء وهو عمر التلمسانى.

ومن المعلومات المهمة ما تحتويه من رصد لتاريخ العمليات الإرهابية التى نفذها النظام الخاص الذى يمثل الجناح العسكرى للجماعة من تفجيرات واغتيالات منظمة. كما تتضمن تحليلاً لأفكار سيد قطب التى امتد تأثيرها حتى تنظيم القاعدة وداعش.. مما يؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية تمثل مركز جميع تيارات وجماعات وتنظيمات الإسلام السياسى التى استخدمت غالبيتها العنف المسلح بغض النظر عن اسمها ومكانها وتوقيت ظهورها، ولذا من الطبيعى أن ترصد الأعمال الكاملة خريطة جماعات العنف الدينى فى مصر.

 فتاوى معتمدة بالدم وتغلغل

وفى السياق نفسه، نجد رصدًا لمجموعة من أبرز الفتاوى المتداولة والمعتمدة من الجماعة الإرهابية عن المواطنين المسيحيين والمرأة والفن والديمقراطية. كما تناول توظيف الجماعة الإرهابية للشباب الإسلامى للتواجد فى جميع محافظات الجمهورية، ومع تناول نموذج «حزب الوسط» الذى يمثل تجربة لاختلاف الرؤى بينهم وبين الحرس القديم فى العديد من المفاهيم المركزية مثل: مبدأ السمع والطاعة، والسرية، ومفهوم الابتلاء، وعدم الشفافية فى الملفات المالية، ومبدأ النقد والنقد الذاتى فى عمل الجماعة. كما رصد موقف الجماعة من العنف والإرهاب، وموقفهم من مفهوم الآخر من خلال رأيهم فى حرية الاعتقاد، وحق غير المسلم فى ممارسة شعائره الدينية، وحكم بناء دور العبادة لغير المسلمين، وجواز دفن غير المسلمين فى مقابر المسلمين، ومفهوم الردة فى الإسلام.

تتناول الأعمال الكاملة بالتأصيل لحركات الجماعات الإسلامية الراديكالية فى المنطقة مثل حزب الله اللبنانى وعلاقته بسوريا وإيران من جانب، وحركة حماس الفلسطينية من جانب آخر، فضلاً عن الدور السياسى الذى تلعبه الحركات الشيعية فى العراق ودول الخليج. وتناول بالتفصيل «تنظيم القاعدة» كنموذج لعمل التنظيمات الإسلامية المسلحة التى تعتمد أسلوب حرب العصابات والاغتيالات والتفخيخات والعمليات الانتحارية والخلايا النائمة، كما برز فى خضم كل ما سبق أمراء الدم والإرهاب، منهم عبد الله عزام، وأسامة بن لادن، وأيمن الظواهرى.

رؤى خادعة

وربما يكون من أهم القضايا التى تناولتها الأعمال الكاملة طريقة تعامل الإعلام العربى مع قضية الإرهاب من خلال تحليل شكل المعالجة وأسلوبها. ومناقشة حاضر جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية فى مصر من خلال رؤى متعددة لأجيال مختلفة فى صفوف الجماعة.. حيث صنفها على النحو التالى.. الرؤية الكربلائية (مصطفى مشهور ومأمون الهضيبى)، والرؤية التوافقية (مختار نوح)، والرؤية المنهجية (عصام العريان)، ورؤية الحل الشامل (أبوالعلا ماضى). والتى تؤكد جميعها أنهم داخل الإطار نفسه للجماعة الإرهابية وليس من خارجها مهما تباينت الأقنعة واختلفت.

 حتى لا ننسى

1 - تأسست جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية سنة 1928، وذلك عقب سقوط دولة الخلافة العثمانية وتفككها، وكأنها بديل مركزى لتأسيس شكل جديد للفاشية الدينية. 

2 – حكمت علاقات الجماعة الإرهابية مع كل من: القصر الملكى وحزب الوفد وأحزاب الأقلية وحزب مصر الفتاة والشيوعيين.. التوظيف والاستغلال لصالح تحقيق أهدافها.

3 – استغلت الجماعة الإرهابية العداء بين الغرب والشيوعية.. للتقرب مع الإنجليز والأمريكان، ومع ملاحظة التبرع السخى من هيئة قناة السويس لحسن البنا لنشر دعوته.

4 – اقترح حسن البنا سنة 1947 على السفارة الأمريكية بالقاهرة.. تأسيس مكتب مشترك بين الإخوان والحكومة الأمريكية لمحاربة الشيوعية، على أن تتحمل السفارة مرتبات ثابتة لأعضاء الجماعة الذين سيشاركون فى أعمال المكتب المشترك. 

خدعة المراجعات الوهمية

تعرضت الأعمال الكاملة لواحدة من أخطر مراحل التزييف والتدليس لجماعات الإسلام السياسى من خلال الدعوة لـمبادرة وقف العنف التى أطلقتها الجماعة الإسلامية من داخل السجون سنة 1997، تلك الدعوة التى تمثل أكبر خدعة حينما طبقوا مبدأ التقية بحيث يظهرون خلاف ما يبطنونه وعكسه، وهو ما ظهر من خلال إصدار فتاوى تتسق ظاهرياً مع حقوق الإنسان خاصة فى مواقفهم من المواطنين المسيحيين المصريين واستحلال أموالهم، وموقفهم من العنف والإرهاب بإعادة صياغة مفاهيم التكفير والجهاد والولاية. وربما يحسب لأحداث 25 يناير 2011 أنها كشفت عن وجههم الحقيقى بقبحه وكراهيته للدولة الوطنية من جانب، ومخططاتهم للانتشار عبر اللجوء لشعارات الديمقراطية والتعددية ليس فى مصر فقط، بل فى الدول العربية ومختلف دول العالم الذى عانى من ويلات دعمهم ومساندتهم ومنحهم حق اللجوء السياسى بعدما أفصحوا عن عقيدتهم الإرهابية الحقيقية بعد حصولهم على جنسيات تلك الدول.

وأؤكد كما ذكرت قبل ذلك كثيراً على أن طرح المراجعات الفكرية للجماعات الإسلام السياسى الإرهابية سواء التى تم الدعوة لها سنة 1997 أو التى يروج لها البعض الآن.. هى دعوات تتجاهل بعض الحقائق التاريخية على غرار:

- تحول جماعة الإخوان المسلمين سواء تنظيمياً أو حركياً من مساحة الاختلاف الفكرى والسياسى إلى مساحة استخدام العنف والقتل والاغتيالات والتفجيرات لإرهاب المواطنين المدنيين المصريين أو للنيل من رجال القوات المسلحة والشرطة والمؤسسات القضائية، وهو ما يعنى.. تجاوز الأمر علاقة تلك الجماعات الإرهابية بمؤسسات الدولة إلى أزمة ضخمة جداً بينها وبين الشعب المصرى. 

- حرضت العديد من القيادات الإرهابية سواء الموجودة داخل السجون أو الهاربة خارج البلاد على استخدام العنف، ولا يزال بعضها يحرض، وتؤكد أنها لن تتوقف حتى تسترد السلطة مرة أخرى لإحياء دولة الخلافة المزعومة حسب معتقداتها.

- تتجاهل فكرة المراجعات كل مَن فقد ابناً أو زوجاً أو أباً بهذه البساطة.. بعد أن شاع الحزن بين غالبية العائلات المصرية، وبعد استخدام المتطرفين لأبشع أساليب القتل والقنص والنحر والحرق لكل مَن يخالفهم الرأى، وكذلك بعد أن وصل بهم الأمر إلى انتهاك حرمة دور العبادة ليس فقط فى تفجير الكنائس، بل المساجد أيضاً.

لقد ثبت بعد مرور عدة سنوات على تجربة المراجعات الفكرية السابقة.. فشل تلك التجربة من حيث المصداقية والممارسة العملية، وتبين أنها بمثابة خدعة إعلامية لتحقيق مكاسب اقتصادية للجماعات الإرهابية للحفاظ على مساحة الوجود فى الإعلام والانخراط فى المجتمع. وخدعة حزب الوسط وخلافه مع الإخوان ليست ببعيدة، حيث أثبت القائمون عليه أنهم كانوا الأكثر ولاءً وانتماء إلى الجماعة الإرهابية رغم ترويجهم المكثف للخلاف معهم لحد التشهير بهم والنميمة عليهم.

المراجعات الفكرية لقيادات جماعات الإسلام السياسى هى نوع من المراوغة الدينية والسياسية، ولذا فإنه لا فرصة لها فى أى استجابة وطنية أو سياسية لإعادتهم إلى المشهد الذى شوهوا ملامحه على حساب دماء الشهداء.

 نقطة ومن أول السطر

تظل أهمية تلك الأعمال الكاملة.. أنها بمثابة شهادة حية تستند إلى دقة المعلومات الموثقة التى تسهم فى كتابة تاريخنا الحقيقى.. حتى لا نتركه ليكتبه غيرنا من المزيفين والمدلسين وأصحاب الأهواء.