الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يجمعون العرب والمسلمين على طاولة واحدة فى الغربة رمضان بـ«المصرى» فى أوروبا وأمريكا

لا يجد العرب والمسلمون فى الغربة خلال شهر رمضان الكريم، أفضل من الطاولة المصرية وتجمعات الجالية المصرية فى أوروبا وأمريكا، حتى تجمعهم على طقوس وروحانيات وعادات وتقاليد تجعلهم يشعرون أنهم فى بلدانهم الأم على الرغم من أنهم يعيشون فى الغربة.



التجمعات التى يقيمها أبناء مصر فى الخارج خلال الشهر الكريم، تحاول خلق الحالة التى تعودوا عليها فى بلدهم الأم والمحملة بذكريات العائلة والأهل والأصدقاء وكل ما هو «رمضانى» من طقوس وعادات وروحانيات وأيضا مأكولات وصولا إلى مظاهر الاحتفال من فوانيس وزينة.

ويختلف شهر رمضان الكريم هذه السنة عن العامين الماضيين، بالنسبة لأبناء الجاليات المصرية المقيمين فى الخارج لاسيما فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، حيث عاد مجددا إحياء الطقوس التى كانت ممنوعة فى السنوات الأخيرة على أثر الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا والتى تشددت فى تطبيقها تلك الدول، وبالتبعية كانت التجمعات محظورة، الأمر الذى كان يمنع القيام بتلك العادات والطقوس والتى منها على سبيل المثال إقامة إفطار أو سحور جماعى أو صلاة التراويح.

ويعتبر قضاء الشهر الكريم فى مصر للاستمتاع بالأجواء الرمضانية وطقوسه التى لا يوجد مثيل لها، بمثابة الجائزة الكبرى لأبناء الجاليات المصرية فى الخارج، وهو الأمر الذى يصعب على معظمهم نظرا لظروف العمل ومتطلبات الحياة فى الغربة، لذلك استطاعوا أن يتعايشوا فى تلك المجتمعات وأن ينقلوا الطقوس والروحانيات فعليا إلى تلك الدول، متمسكين بالعادات والتقاليد التى تربوا عليها وعاشوها فى طفولتهم وهى نفسها الطقوس التى يعملون على توريثها لأبنائهم وأحفادهم، ليظل الارتباط قائما بالوطن الأم.

فى إيطاليا لا سيما فى مدن تشهد تمركزات عربية ومصرية مثل تورينو وفينيسيا وروما، يجمع المصريون فى مراكز تجمعاتهم على طاولات الإفطار وجلسات السحور فى الشهر الكريم، أفراد الجاليات العربية والإسلامية، ويتم استحضار طقوس رمضانية من مصر والشام وبلاد المغرب أيضا ومن روعة تلك الأجواء، ينجذب إيطاليون لتلك الجلسات التى يشاركون فيها ويستمتعون بها، وذلك على حد قول «إبراهيم يونس» أحد قيادات الجالية المصرية فى إيطاليا «إبراهيم يونس»، وهو أيضا نائب رئيس اتحاد الجاليات المصرية فى أوروبا الذى أوضح أن بعض الإيطاليين يحضرون فى تجمعاتنا للاحتفال والاستمتاع بتلك الأجواء التى يتواجد فيها العديد من الجنسيات لدول عربية وإسلامية تعيش فى إيطاليا، حيث تحضر العائلات من تلك البلدان مأكولات يتم طبخها فى البيوت وبالطبع الحلويات لنكون أمام مطابخ متعددة تحمل ثقافات الطعام بين مصر والمغرب وتونس وسوريا والعراق، وتكون تلك الجلسات بمثابة احتفالات فى مراكز لتجمعات المصريين، إذ نحاول الابتهاج فيها بالشهر الكريم وممارسة طقوسه ونجلس مع بعضنا البعض ونتبادل التهانى.

ويقول «يونس» إن استقبال المصريين فى إيطاليا لشهر رمضان يكون بكل محبة فى ظل الاشتياق للاحتفالات بتلك المناسبات وارتباطها بذكرياتنا وأجمل ايام حياتنا مع عائلاتنا وأصدقائنا منذ زمن فى مصر، وبالطبع نتمنى أن نقضى الشهر الكريم وسط عائلاتنا وفى أجواء بلدنا الخاصة بمثل تلك المناسبات لا سيما فى شهر رمضان، ولذلك نحاول التجمع كأفراد الجالية وعائلاتهم ونحتفل بقدر المستطاع مستحضرين عاداتنا وتقاليدنا وطقوسنا الدينية والاجتماعية فى مثل هذه المناسبة، من خلال طهى مأكولات اعتدنا عليها فى مصر فى الشهر الكريم وايضا الملابس التى تذكرنا بهذه الأيام مثل الجلباب للرجال والأطفال والعبايات للسيدات، وكل هذه الأجواء وسط هذه الطقوس والروحانيات، تجذب بكل تأكيد أشقائنا المغتربين من الجاليات العربية ويكون المشهد فى الكثير من الأوقات، تجمعات للإفطار الجماعى بقيادة المصريين الذين تصل أعداد أفراد الجالية فى إيطاليا إلى 670 ألف شخص، تضم تلك التجمعات مغاربة وشوام وعراقيين.

وتابع: «الإيطاليون يتابعون هذه التجمعات ويحبون المشاركة فى أجوائها والتى كان آخرها إفطار جماعى مصغر أمام المتحف المصرى فى تورينو وشارك فيه ايطاليون وعرب وسط انبهار بهذه الأجواء خاصة أن الاحتفال بالشهر الكريم بمثابة تعايش مع أجواء بلدنا الأم التى نحاول استحضارها هنا وهناك تواصل كبير فى هذا الصدد مع وزارة الهجرة والسفارة فى روما والقنصلية فى ميلانو».

أما مدير «بيت العائلة المصرية» فى لندن، مصطفى رجب، فأكد أنه نتيجة لتفاعل وعمل الجاليات المصرية والعربية فى بريطانيا مع المؤسسات الرسمية فى ظل وجود عمد للمدن ذو أصول لبلدان إسلامية، نجد هذا العام ولأول مرة أنه يتم وضع زينة رمضان فى الشوارع الرئيسية بالمدن وعلى رأسهم العاصمة لندن ابتهاجا بالشهر الكريم، ليكون الاهتمام مثلما يكون فى وضع زينة احتفالات الكريسماس، وبجانب ذلك، انتشرت إعلانات فى محطات الأتوبيسات والمترو عن مواعيد الإفطار، مما يوضح المجهود الكبير المبذول للوجود المصرى والإسلامى فى بريطانيا ومدى التفاعل مع المؤسسات الرسمية.

ويشير «رجب» إلى أن أجواء شهر رمضان فى بريطانيا اختلفت بشكل كبير عن الماضى، موضحا أنه قبل جائحة كورونا فى السنوات الثلاث الماضية، كانت الحياة الاجتماعية للجالية المصرية فى رمضان رائعة يتخللها يوميا حفلات إفطار جماعى وإقامة صلاة التراويح وتبادل الزيارات وتجمعات لمشاهدة البرامج والمسلسلات المصرية يوميا، لكن مع كورونا اختفت مظاهر الاحتفالات المتعلقة بالسماح بإقامة تجمعات، ولكن مع انتهاء موجة كورونا، كانت العودة لتقاليدنا المصرية، لافتا إلى أن المجلس المصرى الذى يضم جمعيات الجالية المصرية فى مدن المملكة المتحدة من شمالها حتى جنوبها، يقيم افطارًا جماعيًا للجمعيات بمشاركة السفارة المصرية والقنصلية والمكاتب الرسمية.

وأردف: «الأجواء تكون رائعة بين الجالية المصرية وفى محيطها الجاليات العربية، فأصبح هناك بازارات يباع فيها ياميش رمضان والكنافة والقطائف ومأكولات مصرية، فضلا عن الروحانيات المتعلقة بإقامة صلاة التراويح التى تقام فى وسط حضور شيوخ أزهريين يحضرون خصيصا من مصر ويقضون أيام الشهر الكريم مع الجاليات المصرية والعربية طوال شهر رمضان» مشيرا إلى امتلاء منازل المصريين فى بريطانيا هذا العام بـ«فوانيس» وزينة رمضان التى أصبحت تباع فى محلات بريطانية بشكل طبيعى، ليحتفل أطفالنا بالشهر الكريم فى تلك التجمعات حتى لا يبتعدون عن طقوس واجواء المناسبات الخاصة بدينهم ووطنهم التى تربى عليها أهاليهم.

وإلى العاصمة الهولندية «أمستردام»، والحديث مع «عبير محمود - رئيس المركز الثقافى الاجتماعى لمؤسسة كليوباترا المصرية»، التى تؤكد على محاولة التعايش ونقل أجواء وطقوس للشهر الكريم تربينا عليها فى مصر، وقالت «محمود»: «نشعر بالشهر الكريم ونتعايش معه فى هولندا لأننا نقيم موائد الرحمن لإفطار الصائم، مما يحمل تجمعات لمصريين وعرب فى هذه الأيام المباركة وأيضا افطار جماعى للعائلات وفى مقر المؤسسات الخاصة بالجالية المصرية نحرص على رسم شكل الأجواء بالفوانيس والزينة ونفس العادات التى اعتدنا عليها فى مصر حيث نقيمها هنا فى محاولة لاستحضار هذه الأيام كأننا فى وسط عائلاتنا وفى وطننا وسط مشاركة كبيرة من الجاليات العربية هنا فى هولندا».

 وتوضح «محمود» أنه يتم العمل على تقسيم جلسات الإفطار الجماعى بين المؤسسات الخاصة بالجاليات طوال أيام الأسبوع حتى لا نفقد الجو العائلى المصرى والعربى فى شهر رمضان الكريم، وحفلات الإفطار تكون عبر تجمعات الجاليات العربية النشطة هنا فى هولندا ويكون تبادل لحضور الاحتفالات بين العديد من الجاليات منها العراقية، السورية، اللبنانية، الصومالية، وأيضا أبناء المغرب، حيث يقوم أفراد كل جالية بتقديم الأكلات المشهورة بها بلدهم، وبجانب ذلك تكون الجلسات الخاصة بالروحانيات بين أداء صلاة التراويح وأيضا حضور الدروس الدينية وصلوات التراويح.

وتابعت: «الشهر الكريم بكل ما فيه يحمل لنا ذكريات وحب العائلة والوطن، ومهما كان فإن شهر رمضان فى مصر له شكل وروح أخرى نحاول بقدر المستطاع استحضارها هنا بيننا».

ومن نيويورك الأمريكية، يقول «عبدالقادر محمود – أحد أبناء الجالية المصرية»، إن الوضع اختلف من حيث الشعور بالأجواء الرمضانية عما جئنا هنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى عقود سابقة، وعلى الرغم من أن كل ما نحتاجه من أحياء للطقوس متواجد، إلا أننا نفتقد قضاءه فى مصر، موضحا أهمية التجمعات التى يقيمها أبناء الجالية على الرغم من صعوبة التجمعات لأسباب تتعلق بابتعاد المسافات بين المدن والولايات الأمريكية فضلا عن ظروف الأعمال والوظائف التى تجعل التجمعات والاحتفالات بالشهر الكريم أمرًا صعبًا لكن الكثيرين من أبناء الجالية المصرية يكونون فى انتظار من عام إلى عام لهذه الأجواء التى يفتقدونها ويتعلقون بذكرياتها فى وطنهم الأم مصر منذ عقود ويحاولون نقلها لأبنائهم من الأجيال الجديدة.

واستكمل: «نعيش الطقوس المصرية فى الغربة خاصة فى شهر رمضان باستحضار جميع الذكريات التى كنا نعيشها فى وطنا، سواء بإقامة إفطار جماعى وجلسات نجتمع فيها بعد الإفطار حسب ما يناسب كل شخص»، مردفا: «الأجواء الروحانية حاضرة بالذهاب إلى المسجد لحض الصلاة وحضور جلسات الوعظ وسماع القرآن الكريم خاصة من الشيوخ والمقرئين».