أحلف بسماها.. البصمة الكربونية للمصانع المصرية

لم تعد الصناعات تُقاس بمدى جودتها أو تميزها فقط.. لكنها ومنذ سنوات تُقاس بمدى مراعاة الأثر البيئى عند تصنيعها، قريبًا سيعمم مفهوم أكثر دقة، فالصناعات أو المنتجات التى يتم تصديرها فى المستقبل سيتحدد مدى كفاءتها بإنخفاض البصمة الكربونية، سواء فى موقع إقامة المصنع أو أداء العاملين أو وسائل نقل المنتجات.. هنا يتضح الدور الكبير الذى تقوم به الجهات الفنية الاستشارية وتعتمد عليه الشركات الصناعية أهمها مكتب الالتزام البيئى والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية الذى يعد الداعم الرئيسى لـ106 آلاف منشأة و 54 منطقة صناعية فى مصر فى تقديم الاستشارات الفنية والدراسات الخاصة بتحسين كفاءة استخدام الموارد والمسح البيئى، وقياسات ومراجعات الطاقة بهدف الترشيد وخفض الانبعاثات والكربون واختيار المعدات المتوافقة بيئيًا، والأهم تقديم قروض ميسرة لتمويل معدات صناعية لتطبيق تكنولوجيات التوافق البيئى وترشيد الطاقة للمنشآت الصناعية بقيمة تصل إلى 7 ملايين جنيه.

مكتب الالتزام البيئى الذى يتعامل معه كل الإعلاميين المعنيين بالبيئة له تاريخ مشرف مع جمعية كتّاب البيئة والتنمية منذ إنشائها عام 1997، فى علاقة تبادلية أفادت الرأى العام وقطاع الشركات وأفادت الإعلاميين أنفسهم، وذلك من خلال الندوات وورش العمل والزيارات الميدانية للمنشآت الصناعية.. ولأن تحديات البيئة فى تلك الفترة تطورت بشكل يهدد العالم كله بعد توحش الطبيعة نتيجة الاستخدام البشرى المسىء للموارد أدى إلى تغير المناخ، ولم يعد الأمر مجرد معالجة تلوث هواء أو مياه، بل تعداها إلى تغيير سلوك البشر فى المأكل والملبس والمسكن والتنقل، مما ترتب عليه تغير الأداء الصناعى فى دول العالم بما فيها مصر.. لذلك كان مكتب الالتزام البيئى سباقًا فى تقديم كل جديد للشركات الصناعية لتحقيق التنمية المستدامة فى منشآتها ومنتجاتها، هذا بخلاف قاعدة البيانات التى تشمل كل ما هو جديد فى الشأن الصناعى المتوافق بيئيًا.

الأسبوع الماضى نظمت جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الكاتب الصحفى الدكتور محمود بكر بالتعاون مع مكتب الالتزام البيئى والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية ورشة عمل تحت عنوان «رفع قدرات الإعلاميين فى مجال الاقتصاد الأخضر» استعرض خلالها المهندس أحمد كمال المدير التنفيذى جهود المكتب لإعلاء الشأن البيئى فى المصانع المصرية ونقل أفضل التكنولوجيات المتوافقة بيئيًا، شارك معه المهندس عادل طه خبير التنمية المستدامة والمهندسة وفاء إسماعيل رئيس قطاع الطاقة.. الحق أن القائمين على العمل فى مكتب الالتزام البيئى هم فريق على أعلى قدر من العالمية يقوده الدكتور شريف الجبلى عضو البرلمان المصرى والبرلمان الأفريقى وأحد أهم دعائم الصناعة فى مصر.. من خلال هذا المكتب يمكن أن تتحول الصناعة المصرية إلى قوة ضاربة فى الأسواق الخارجية.