الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
شهيدة مصر.. حميدة خليل

شهيدة مصر.. حميدة خليل

يُعَد شهرُ مارس هو الشهر الذى يشهد أهم الاحتفالات التى تخص المرأة على مستوى العالم وفى مصر أيضًا،؛ اعترافًا وتقديرًا للدور الذى لعبته فى بناء وتقدم الأمم، بدءًا من الاحتفال باليوم العالمى 8 مارس، ثم يوم المرأة المصرية فى 16 مارس وأخيرًا الاحتفال بعيد الأم 21 مارس، وفى السطور التالية تحديدًا، سوف ألقى بعض الضوء على واحدة من أهم سيدات مصر على مَرّ تاريخها وهى السيدة (حميدة خليل) ابنة حى الجمّالية الشعبى التى لقبت حينها بالفتاة الثائرة، وتُعَد أول شهيدة مصرية فى تاريخ النضال النسائى المصرى، وكذلك أول شهيدة لثورة 1919 إثر سقوطها برصاص جندى إنجليزى صوّب الرصاص إلى صدرها. أعلم أن كثيرًا من شباب اليوم لا يعرف سيرة هذه السيدة العظيمة، وما قدّمته من تضحية لنجاح هذه الثورة، التى تبوّأت فيها الصفوف الأولى منددة بالمحتل الإنجليزى ومطالبة بالحرية واستقلال وطنها، رُغْمَ أن استشهادها كان يُعَد الفتيل والمُفجر الأساسى لثورة 1919.. حميدة خليل التى لم يكن أحدٌ يعرف اسمَها والتى اختلف عدد لا بأس به على كونها أول شهيدة لهذه الثورة العظيمة من بين ثورات الشعب المصرى على الاستعمار؛ لم تكن سوى واحدة من ضمن عدد قليل من السيدات اللاتى قررن الخروج للإعلان عن رفضهن للاحتلال الإنجليزى، ولكن بعد ساعات قليلة وتحديدًا فى 16 مارس 1919 كانت دماؤها التى سالت برصاص الاحتلال الإنجليزى تكتب التاريخ وتصنفها كأول شهيدة فى صفوف الثائرات المصريات، بَعد أن قررت هى و300 سيدة أخرى التخلى عن الصمت، والوقوف أمام التقاليد والممنوعات ليقلن قولة حق ضد المستعمر الإنجليزى، تحت قيادة رائدة الحركة النسائية هدى شعراوى، التى لا يستطيع أحدٌ أن ينكر دورها أيضًا.. «حميدة» التى تحتفل مصر بها من خلال يوم المرأة المصرية، ورُغم أنها لم تستطع أن ترى حلمها يتحقق على أرض الواقع والذى استشهدت من أجله؛ فإن مصر بجميع أطيافها تحتفل بها وبباقى زميلاتها نظرًا لما قدمنه لوطنهن فى هذا اليوم، الذى سيظل يخلد على مدى التاريخ، بعد أن نجحت وبمشاركة نساء مصر فى إثبات تفردهن وقدرتهن على الاشتراك فى صُنع مستقبل هذا البلد. بالطبع لا تقل حميدة خليل التى سطرت بدمائها تاريخ الاحتفال بيوم المرأة المصرية، عن زميلاتها من شهيدات مصر، ولكن للدقة وإحقاقًا للتاريخ؛ فهى تعد أولى الشهيدات.. بالمناسبة أنا لا أرجّحها فى هذا المقال عن غيرها من سيدات مصر العظام؛ لأن السيدة العظيمة الشهيدة أيضًا (شفيقة محمد) التى قيل عنها بأنها أول شهيدة للثورة جادت بروحها فداءً لوطنها يوم 11أبريل، أى عقب استشهاد حميدة بـ 27 يومًا؛ بل إن السيدة (سيدة حسن) ابنة حى عابدين استشهدت قبلها إثر سقوطها برصاص المحتل فى يوم 18 مارس.. الاختلاف بين من يقول حميدة أو شفيقة، هو نفسه ما جعل المؤرخ عبدالرحمن الرافعى يقول فى كتابه المهم عن ثورة 1919 «تاريخ مصر القومى 1914 - 1921» الذى يروى فى قسم كبير منه يومًا بيوم حالة مصر بعاصمتها وأقاليمها وشوارعها وجامعتها فى فترة الثورة.. إن أول شهيدتين للثورة (حميدة خليل وشفيقة محمد) بحيث لم يحدد أيهما من استشهدت أولًا، ولكن المجلس القومى للمرأة أكد واعتمد أن حميدة تعد أول شهيدة بين سيدات مصر فى ثورة 1919.



وعمومًا سواء كانت حميدة أمْ شفيقة أول أو ثانى أو حتى ثالث؛ فجميع نساء مصر الشهيدات فى ثورة 19 لهن كل التقدير والاحترام.. وهذا المقال ليس سوى غيض من فيض عن بطولات المرأة المصرية التى خلعت الحجاب الاجتماعى الذى فرضه عليها المجتمع حينئذٍ، فشاركت بجانب الرجُل فى المطالبة بحُرية واستقلال مصر، وهى ذات المرأة التى يطالب البعض الآن من أصحاب الفكر الرجعى والمتطرف؛ بضرورة عودتها إلى المنزل وارتداء ذات الحجاب!.