الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
سيناء التى أرتويت بدماء المصريين

سيناء التى أرتويت بدماء المصريين

أرتويت منذ قديم الأزل بدماء المصريين.. لم تغيبى عنا يوما منذ أن كنا فى المدارس الابتدائية ويتم جمع التبرعات لأرض الفيروز.. ومع ذلك لم يكف أعداؤك عن حلم السيطرة عليها..سواء داخليا أم خارجيا..خضتى العديد من الحروب.. وظللتى صامدة..اعتصر الحزن كل بيت مصرى بفقدان فرد أو اثنين منذ أربعينيات القرن الماضى من أجل الدفاع عنك.. واليوم هو يوم عرسك يا سيناء.. يوم تنمية أراضيكى.. ومع ذلك ستظلى مروية بدماء المصريين فى كل شبر.. رجالها قهروا كل الغزاة عبر العصور حيث واجه رمسيس الثانى 1304-1237 ق.م. تمرد مملكة خيتا التى ألبت سكان سوريا ضد مصر وسارت جيوش رمسيس الثانى عبر الطريق الحربى بسيناء لإخماد الفتنة وتعرض الفاطميون عن طريق سيناء لخطر الصليبيين فتقدم بلدوين الأول 512هـ، 118م بجيش عن طريق شمال سيناء ووصل غزة ثم العريش وبحيرة سربنيوس التى عرفت فيما بعد باسم بحيرة البردويل وعجز أن يتابع سيره داخل مصر فعاد من حيث أتى ومات بسيناء ثم حمل جثمانه للقدس ودفن بكنيسة القيامة.



وفى عهد الأيوبيين خرج صلاح الدين عام 566 هـ، 1170م عن طريق سيناء بمراكب مفككة حملها على الإبل ولما وصل إلى العقبة ركب تلك المراكب وأنزلها البحر ونازل برا وبحرا حتى فتحها وترك بها حامية أيوبية وعاد لمصر وشيد صلاح الدين بسيناء قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون وقلعة الجندى برأس سدر وكان له طريق حربى بسيناء وهو الممر الرئيسى لجيوشه من القاهرة ويبدأ من السويس إلى وادى الراحة بوسط سيناء ثم عين سدرعند قلعة الجندى ثم إلى التمد حيث يتفرع فرعين أحدهما يسير جنوب شرق إلى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون والآخر يستمر شرقا حتى يلتقى بدرب الحج عند نقب العقبة وعن طريقه حرر القدس فى موقعة حطين.

وفى عهد المماليك البحرية 648 – 784 هـ، 1250 – 1382 م استرجع السلطان بيبرس البندقدارى أيله بعد أن أعاد الصليبيون احتلالها وزار مكة بطريق السويس – العقبة وفى عهد المماليك الجراكسة 784 – 922 هـ، 1382 – 1516 م بنى السلطان قنصوة الغورى القلاع على درب الحج ومنها قلعة نخل بوسط سيناء وقلعة العقبة وفى العصر العثمانى 923 – 1213 هـ، 1517 – 1798 م بنى السلطان سليم الأول قلعة الطور المندثرة الآن وبنى السلطان سليمان 926-974 هـ، 1520-1566م قلعة العريش ورمم قلعة نخل وفى فبراير 1799م حاصر نابليون قلعة العريش 14 يومًا حتى استسلمت واستردها العثمانيون فى ديسمبر 1799م وكانت هذه القلاع تحمى حدود مصر الشرقية وركب حجاجها إلى بيت الله الحرام وطرقها الحربية والتجارية.

ويعتبر طريق شمال سيناء الشريان الرئيسى للمواصلات بين آسيا ومصر لما له من أهمية اقتصادية واستراتيجية وازدهرت به مدن غزة، رفح والعريش كمحطات للتجارة بين الشرق والغرب وكان بهذه المدن أنشطة تجارية محلية وبعضها موانئ مهمة وبعضها نقاط عسكرية لحماية قوافل التجارة، وبعضها نقاط جمارك وكان بها صناعات مثل النسيج، الزجاج، بناء السفن، الصيد وحفظ الأسماك. وكانت هناك علاقات تجارية مع فلسطين وشمال أفريقيا قبرص؛ وآسيا الصغرى اليونان وإيطاليا وذلك مما عثر عليه من أوانى فخارية رقيقة مجلوبة من هذه الأماكن وأوانى لتخزين المؤن بالمواقع الأثرية بشمال سيناء، وينقسم طريق شمال سيناء إلى ثلاثة طرق، ويعتبر الطريق الساحلى أقدمها حيث كانت التجارة والغزوات تفضله لقلة رمله واعتدال هوائه كما تسهل حمايته من ناحية البحر مما جعل له أهميته الحربية فى الفترة الرومانية واليزنطية وازدادت أهميته فى عهد جستنيان فى القرن السادس الميلادى الذى اهتم بتأمين حدود مصر الشرقية.

وليس هؤلاء فقط؛ فقد بدأت حلقات الصراع الإسرائيلى ابتداء من مايو 1948 وحتى رفع العلم المصرى على طابا 19 مارس 1989، ففى عام 1948 بدأت وحدات من المتطوعين تعبر سيناء فى طريقها لفلسطين للمشاركة فى درء الخطر الصهيونى ثم تقدمت وحدات الجيش المصرى من سيناء لمقاومة إنشاء دولة إسرائيل؛ وشهدت طرق سيناء عام 1956م العدوان الثلاثى مستخدمين عدة محاور بسيناء وتم احتلال سيناء بواسطة إسرائيل ولكن عادت وحدات الجيش المصرى مرة أخرى إلى سيناء عام 1957م وإلى غزة فى مارس من نفس العام؛ وأخضعت إسرائيل سيناء للحكم العسكرى حين احتلالها عام 1967 وقسمتها لمنطقتين هما شمال سيناء وألحقتها بقطاع غزة وجنوب سيناء ووضعتها تحت إدارة مستقلة وعينت حاكما عسكريا على كل منطقة وأقامت فى سيناء المستوطنات أهمها أوقيرا بجوار شرم الشيخ؛ ذى هاف قرب دهب زاحارون 10كم شرق العريش، ياميت 7كم قرب رفح. 

واستغلت إسرائيل حقول بترول سيناء مثل بلاعيم وأبو رديس كما اعتبرت المنشآت الصناعية والتعدينية المصرية من بين غنائم الحرب لذا قامت بنقلها داخل إسرائيل كما مزجت نشاطها السياحى بميولها التوسعية وخلطت بين الدين والتاريخ والسياسة وأظهرت أن العرب معتدون وأن أرض سيناء إسرائيلية وأنهم أقدر على تنميتها من مصر، وكانت معركة الكرامة أكتوبر 1973 مقبرة أذلت أعناق الصهيونية ثم تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد فى 26 مارس 1979. وبدأت مراحل استعادة أرض سيناء وتشبث مصر باسترداد كل شبر فى سيناء ففى 25 يوليو 1979 تم استعادة الساحل الشمالى حتى العريش، وفى 25 يوليو 1979 من رأس محمد حتى أبو دربة وفى 25 سبتمبر 1979 من أبو دربة حتى أبو صير؛ وفى 25 نوفمبر 1979 عادت سانت كاترين والمنطقة من أبو صير حتى رأس محمد وفى 25 يناير 1980 تم استعادة المضايق بوسط سيناء والمنطقة شرق المضايق من العريش حتى رأس محمد وفى 25 أبريل 1982 تمت استعادة رفح وشرم الشيخ وفى سبتمبر 1988 التحكيم فى المنطقة المتنازع عليها فى طابا وفى 9 مارس 1989 انسحاب إسرائيل من طابا وفى 19 مارس 1989 رفع العلم المصرى على طابا.

ثم جاء مغول العصر الحديث من الجماعة الإرهابية والذين أرادوا احتلالها وإقامة ولاية سيناء الإسلامية وتصدى لهم الرئيس عبدالفتاح السيسى والجيش المصرى بعد أن قتلوا الكثير من المصريين سواء من المدنيين أو المجندين فى الجيش والشرطة ولم يرحموهم حتى أثناء صيامهم من القتل البارد فى الصحراء وتصدى لهم الجميع من رئيس الدولة للجيش والشرطة والشعب؛ وعادت سيناء مرة أخرى لمصر من براثن الإرهابيين وبدأ الرئيس السيسى فى إعمارها؛ فهى الأرض الطاهرة التى رويت بدماء المصريين منذ قديم الأزل؛ إنها سيناء أرض الفيروز والتى تجلى الله فيها لسيدنا موسى فى جنوبها.. سيناء هى أغلى أرض فى مصر وفى قلوب المصريين جميعا.