الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها  .. ماذا يريد أهالى سيناء؟

أحلف بسماها .. ماذا يريد أهالى سيناء؟

رغم جمال وروعة محافظة جنوب سيناء إلا أن شمال سيناء لها مكانة كبيرة فى قلبى وذاكرتى.. فقد كنت ضمن أول الوفود الإعلامية التى وطأت أرض العريش وبقية المدن حتى رفح عقب اتفاقية السلام 1979، وشاهدنا  الدمار الذى أحدثته إسرائيل فى مستعمراتها قبل الرحيل وأشهرها مستعمرة ياميت.. وبعدها بسنوات قليلة قمت بتحقيق ميدانى لكشف أغوار وسط سيناء فى رحلة شاقة ممتعة ذهبت خلالها إلى الحسنة ونخل والنقب.. وشاهدت بعينى وسمعت ما قاله شيوخ القبائل عن مدى استفادة إسرائيل بثروات كثيرة من تلك الأرض البكر.. لكن الحظ العثر الذى أصاب شمال سيناء طوال 40 عامًا بعد تحريرها سواء بالإهمال أو الإرهاب أدى إلى  فشل تنفيذ خطط التنمية التى راحت أدراج الرياح.. وغدا أهالى سيناء يتباكون على ما أصابهم جراء العمليات الإرهابية وبوار آلاف الأفدنة بسبب زرع الألغام أو فقدان الحياة الآمنة.



أما وقد اندحر  الإرهاب وتم فرض الأمن بفضل الجيش والشرطة؛ فلا أقل من تعويض أهالى محافظة شمال سيناء للتمتع بمواردها.. وبالفعل اهتمت القيادة السياسية بالإسراع فى تنفيذ خطط التنمية، وأثمن ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى: «إن جميع أجهزة الدولة يجب أن تكون متواجدة فى سيناء بعد القضاء على الإرهاب.. وإن الدولة تسعى إلى زيادة المساحة المأهولة بالسكان فى سيناء التى تبلغ مساحتها 60 ألف كيلو متر وهى تعادل المساحة التى يعيش عليها سكان مصر».

المتخصصون من أهالى شمال سيناء هم أقدر من يعبروا عن احتياجاتهم، منهم المهندس عبد الله حجاوى مسئول البيئة السابق والخبير الزراعى الذى ينادى دائمًا بنشر الطاقة الشمسية فى ربوع سيناء حيث تصل نسبة السطوع الشمسى إلى 80 % وتلك الطاقة ستكون العامل الرئيسى للتنمية، فمن خلالها يمكن حفر الآبار وتحلية المياه للزراعة حيث تنتج أراضى سيناء أفضل أنواع الزيتون ومنها أجود زيت زيتون فى العالم ناهيك عن النباتات الطبية النادرة التى تتميز بها مناطق بكر فى وسط سيناء.. كما أن وديان سيناء تضم آلاف الأفدنة التى يمكن زراعتها بالقمح الذى نعانى من استيراده وأيضًا يمكن زراعة الشعير.. الشمال يصلح أيضًا لإقامة المزارع السمكية.. ليس هذا فقط فأرض شمال سيناء لديها كنوز من التعدين سواء خامات الأسمنت والفسفور والنحاس.. مع ذلك تعانى سيناء البطالة، فخريجو المدارس والمعاهد والجامعات يضطرون للبحث عن عمل بعيداً عن محافظتهم.

أهالى سيناء هم الأحق بالاهتمام لما عانوا منه من الاحتلال ثم الإهمال ثم الإرهاب.. نتمنى الإسراع فى تنفيذ مشروعات التنمية وإتاحة فرص العمل لأبناء سيناء وشباب مصر.