الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مصر أولا.. جماعة تحترف صناعة الموت..  فن صناعة الوهم عند الإخوان المسلمين!

مصر أولا.. جماعة تحترف صناعة الموت.. فن صناعة الوهم عند الإخوان المسلمين!

دائمًا ما يكتب كل طرف قصته من وجهة نظره التى تتسق مع توجهاته وأهدافه بما يدعم الصورة الذهنية التى يريد لها أن ترسخ فى العقل الجمعى.. ليؤكدها ويروج لها باعتبارها الحقيقة المطلقة الوحيدة غير القابلة للنقاش فى تفاصيلها أو الجدل حول حيثياتها أو التشكيك فى سياق حدوثها وأسبابها. وهو ما يعنى رفض أى قصة أخرى لدرجة التخوين.



ولكن حقيقة الأمر، تؤكد أنه هناك دائمًا رواية ثالثة لا تنحاز لطرف على حساب طرف.. بقدر ما تعتمد على دقة المعلومات وحقيقتها. تلك الرواية التى يستهدف كل طرف تغييبها وطمسها والتعامل معها بمنطق الطابق رقم 13.. ذلك الطابق المسحور غير الموجود افتراضيًا فى المبانى والأبراج الشاهقة.

ينطبق ما سبق على موسوعة «القتلة.. جذور العنف عند مرشدى الإخوان» التى كتبها صديقى العزيز د.محمد الباز، والتى صدر منها إلى الآن ثلاث من خمس أجزاء. يحمل الجزء الأول عنوان «مسليمة الكذاب.. جناية حسن البنا على الوطن والإسلام»، والجزء الثانى «قطب – الهضيبى.. تحالف التكفير والدم»، والجزء الثالث «المراوغ.. الوجه الإرهابى لعمر التلمسانى». والموسوعة بهذا الشكل تعيد كتابة تاريخ جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية من خلال جذور العنف المتمثلة فى شخصياتهم وتصريحاتهم وكتبهم الأصلية ومقالاتهم وبياناتهم وشهادات أتباعهم ومواليهم.

حقائق..

- أسس حسن البنا النظام الخاص المسئول عن الاغتيالات، ومن بعده قام حسن الهضيبى بتأسيس الجهاز السرى، وكانت تلك هى النواة الأولى لتأسيس جذور العنف فى كل جيل حتى وصل الأمر إلى التنظيمات الإرهابية العالمية. ودائمًا ما تبرأت جماعة الإخوان من أعمال العنف.. رغم كونه عقيدة أساسية فى نهجهم الفكرى والدعوى.

- تم الترويج لصورة مغلوطة عن تحول سيد قطب للعنف والتكفير بعد سجنه.. مما دعاه لكتابة «معالم فى الطريق». غير أن حقيقة الأمر.. تؤكد أن بدايات سيد قطب وميوله التكفيرية ظهرت فى الطبعات الأولى لكتبه «العدالة الاجتماعية» ط 1 – 1952، و«فى ظلال القرآن» ط 3 – 1961، و«معالم فى الطريق» ط 1 – 1964، طبعة الحلبى بمصر.

- مذكرات «الدعوة والداعية» التى تحمل اسم حسن البنا «مؤسس الجماعة الإرهابية».. التى صدر منها عشرات الطبعات إلى الآن هى فى حقيقتها.. مذكرات مزيفة... فهى إنتاج مشترك.. تعاقب عليه الكثيرون من قيادات الجماعة بالحذف والإضافة والتعديل. مثلما فعلوا من حذف تملق حسن البنا للملك فاروق، وهو الأمر الذى يتعارض مع ما يصورونه عن أنفسهم باعتبارهم ضد السلطة.

- كتب حسن البنا مقالًا سنة 1935.. يشيد فيه بالقائد العسكرى موسولينى، ويعتبر ما يقوله ويقوم به.. هو من صميم الاسلام فى تقديس الروح العسكرية. كما أبدى حسن البنا اعجابه بهتلر، وكان الشيخ أمين الحسينى «مفتى القدس ومؤسس فرع جماعة الإخوان فى فلسطين» هو عراب العلاقة بين البنا وهتلر.. حيث تعهد البنا بالعمل لحساب النازية حسب محاضر مكتب هتلر.

- لم يكن عمر التلمسانى «المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية» وسطيًا ولا متسامحًا ولا متفتحًا. بل يحسب لأسلوبه المراوغ الدفع بأعضاء الجماعة من العمل السرى إلى العمل العلنى من خلال السماح لهم بخوض انتخابات الاتحادات الطلابية بالجامعات والنقابات والمجالس النيابية.. للوصول لحالة التمكين من السيطرة التى أدت بهم إلى مشهد الوصول للحكم فى مصر.

- يعتبر عمر التلمسانى هو المؤسس الثانى لجماعة الإخوان.. الذى أعاد بناءها بعد أن تهدمت وتهشمت عقب وفاة حسن البنا من خلال استراتيجيته المعلنة: كيف تبنى بيتًا بالطوب المكسور؟ وهو الذى تبنى وروج لما قاله سيد قطب عن جاهلية المجتمع وكفره، ولكنه لم يكن أرعن مثل سيد قطب، ولكنه خبيث مثل حسن البنا.. رفض العنف تكتيكيًا للوصول لحالة السيطرة التدريجية على المجتمع. وبنى التنظيم الجديد بالاستعانة برجال النظام الخاص.

- مات عمر التلمسانى فى 22 مايو سنة 1986 تاركًا خلفه جماعة مكتملة لتتوالى بعدها فصول الجحيم على مصر والعالم. ولذا يعد أخطر مرشد على الإطلاق.. رسخ «التقية» فى التعامل والتغلغل والسيطرة على المجتمع. ويعد تلميذه الأول والمقرب منه هو عبدالمنعم أبو الفتوح.

تحليل..

- ليست من قبيل الصدفة، أن تتبرع شركة قناة السويس تحت الإدارة الإنجليزية لحسن البنا بمبلغ 500 ج. ولم يسأل أحد كيف لحسن البنا.. الداعية الوطنى أن يقبل تبرعًا من المحتل الإنجليزى؟ وهو الأمر الذى يتعارض مع الوطنية والقواعد الدينية التى يروج لها فى بداية تأسيسه للجماعة الإرهابية. 

- قطعًا، أذكر هنا بدور الإنجليز فى نشر الفاشية الدينية ودعمها. وموقفهم المتناقض بين ما هو غير معلن من تجريم الإرهاب والتطرف والتعصب، ومواقفهم العملية من إيوائهم واستضافة قياداتهم على أراضيها. 

- احترفت جماعة الإخوان الإرهابية رسم صور أسطورية غير حقيقية لقياداتهم مثلما فعل الشيخ أحمد عبدالرحمن البنا فى حديثه عن ابنه حسن البنا بعد اغتياله فى حديثه لمجلة المصور فى 29 أغسطس 1952 بشكل يوحى بأن ما يحدث معه ومنه من المعجزات.

- واستكمالًا لما سبق، هناك شائعة يتم الترويج لها بأن حسن البنا قد تنبأ بأن يكون سيد قطب عونا لدعوته. رغم أن التفاصيل تؤكد أن حسن البنا كان يرى أنه لا يمكن السيطرة على سيد قطب لأنه عصى، كما أن سيد قطب كان يرى أن حسن البنا شخص سطحى. وهو ما يعود إلى النظرة المظلومية لسيد قطب لنفسه لكونه لم يحتل المكانة التى كان يطمح فيها حتى مع بداياته النقدية، ولنظرته الاستعلائية لمن حوله. ولذا من الطبيعى أن يكون الأب الشرعى لسيد قطب بأفكاره وتنظيمه هو حسن الهضيبى.

- من يتتبع تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية.. يستطيع أن يلحظ.. أن جميع التنظيمات والجماعات الدولية الإرهابية التى تتخذ من الإسلام ستارا لتبرير عنفها وتكفيرها.. قد خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين مرتكزة على أفكارها كمرجعية أساسية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.. بداية من تنظيم القاعدة، مرورًا بطالبان، وصولًا إلى داعش. فضلًا عن أشكال أخرى لحركات وأحزاب فى دول مجاورة.

- استطاعت موسوعة «القتلة.. جذور العنف عند مرشدى الإخوان» أن توثق الرواية الأخرى والمضادة التى كتبتها جماعة الإخوان وروجت لها، والتى كان يعتبرها العديد من المهتمين هى الحقيقية الوحيدة، وما دونها هو مجرد مهاترات. وهو ما جعل تلك الموسوعة تحمل دلائل ووقائع عن التأصيل لجذور العنف لدى جماعة الإخوان التى ترسخت فى أذهانهم بسبب عقول مرشدى الجماعة تحديدًا، وليس غيرهم.

- أكدت التجربة التاريخية أن جماعة الإخوان المسلمين.. ليسوا مسالمون أو متسامحون أو وسطيون. وأنه لم يحدث انحراف عن مشروعهم، وجميع مرشدى الجماعة يسيروا على طريق النهج نفسه، ولكن بأشكال مختلفة منها الفج المباشر، ومنها المخفى غير المباشر حتى على مستويات من أعضاء الجماعة أنفسهم. وهو ما يعود إلى احتراف مرشدى الجماعة ومنظريها للعمل السرى وارهابهم المستمر. وليس بغريب أن قتل حسن البنا بأيدى أبناء الجماعة الإرهابية هو نموذج دال على ذلك.

 نقطة ومن أول السطر..

دائما لديهم من يعيد صياغة صورتهم الافتراضية لتبدو براقة لدرجة التعظيم والتقديس باعتبارهم مرجعيات غير قابلة للخطأ بسبب حكمتهم الخادعة وورعهم المراوغ وتقواهم المزيفة. وهو ما يعنى الحذف والإضافة والتعديل.. (علشان لازم الصورة تطلع حلوة..) لأعضاء الجماعة الذين تم «غسل» أفكارهم إخوانيًا لدرجة التصديق المطلق.. الذى يسهم بعد ذلك فى الترويج لتلك الصور فى المجتمع العام.

أنها جماعة احترفت فن صناعة الموت والدم والقتل.