الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تطهير الخطاب الرياضى «واجب وطنى»

تابعت عن كثب المؤتمر الصحفى الذى عقده الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بشأن التجاوزات التى تمارس فى الإعلام الرياضى ومواقع التواصل الاجتماعى، وأعجبتنى مبادرته باتخاذ قرارات حاسمة وحازمة قد تصل إلى سحب ترخيص القناة التى تقوم بتجاوزات فى المستقبل، بالفعل هذا ما نحتاجه فى تلك المرحلة الحرجة لدرء الفتن الدائرة فى الشارع الرياضى؛ لكن دعونا نسرد سويًا الأسباب الحقيقية لما وصلنا إليه الآن من احتقان، والحلول التى تجعل المشجع المحب لكرة القدم يستعيد ثقته فى الإعلام الرياضى مرة أخرى ويبتعد عن نظرية المؤامرة التى تسيطر عليه.



جزء كبير من الذى يحدث الآن منقسم إلى شقين؛ الشق الأول يتحمله الإعلام الرياضى والشق الثانى تتحمله المنظومة الرياضية متمثلة فى المسئولين عن الكرة فى مصر، ودعونا نبدء بالشق الأول خاصة أن بعض الإعلاميين والصحفيين ليس لديهم الوعى الكافى بطبيعة عملهم وبالأسس والمعايير الصحيحة للعمل الإعلامى، نحن تعلمنا فى هذه المهنة أن مهمتنا الأولى هى تقديم خدمة إخبارية للمواطن ووضعه دائمًا فى بؤرة الأحداث بتجرد شديد دون إبداء رأى شخصى أو تبنى وجهة نظر معينة وهذا عكس ما يحدث الآن وضد مبادئ المهنة، لذلك ستجد جماهير الكرة دون تردد يصنفون الإعلاميين حسب انتماءاتهم.

فى عرف مهنتنا نقدم المعلومة للمتلقى ونترك الرأى والرد ووجهة النظر لمصدر المعلومة، وسأضرب مثالًا حدث أخيرًا ليوضح ما أقصده هنا، الأزمة الأخيرة التى تعرض لها محمود كهربا لاعب النادى الأهلى وتعرضه للإيقاف بسبب مستحقات متأخرة لنادى الزمالك لم يتم تناولها إعلاميًا بالشكل الصحيح، فوجدنا إعلاميين ينتمون لكيانات رياضية يدافعون عن أنديتهم؛ كل حسب وجهة نظره، دون عرض المعلومة كاملة وصحيحة رغم أنه كان من الأحرى أن يسرد تفاصيل الأزمة ويستشير خبراء اللوائح، بالإضافة إلى استضافة مسئولين من طرفى الخلاف يعرضون إليه تعاملهم مع الأزمة بما يحافظ على حقوقهم، ولأنهم لم يتعاملوا مع الأزمة بالشكل الصحيح ترتب عليها احتقان شديد على مواقع التواصل الاجتماعى بين جمهورى الطرفين.

من ضمن الأسباب أيضًا أن بعض الإعلاميين لا ينظرون إلا لمجدهم الشخصى لدرجة تدفعهم إلى دخول ماراثون فى كسب ود الجمهور ورواد مواقع التواصل الاجتماعى دون مراعاه المؤسسات الكبيرة التى قدمت لهم كل الدعم والإمكانيات لصناعة إعلام رياضى مصرى قوى ومنحتهم الفرصة للظهور على الشاشات لتقديم إعلام توعوى هادف يساهم فى عودة الحياة الرياضية إلى مسارها الطبيعى، دائمًا لهم حجج حاضرة بأن مواجهة تيار «السوشيال ميديا» صعب وعليهم موازنة الأمور حتى لا يخسروا شعبيتهم، فبالتالى وصل بنا الحال إلى أننا نشعر أحيانًا أن هناك سباقًا بينهم على لقب النجم الأول لدى الجمهور وليس النجم الأول بمهنيته.

الشق الثانى الذى يخص المنظومة الرياضية فى مصر تحدثت فيه كثيرًا من خلال مقالات سابقة لكن سنبدأ حديثنا من آخر أزمة وهى التسريب الذى شاهدناه جميعًا بخصوص قيد لاعبى نادى الزمالك، شاهدنا جميعًا المدير التنفيذى لاتحاد الكرة وهو يعتذر لمسئولى الزمالك ويؤكد لهم أنه سيحاول سحب بيان اتحاد الكرة بخصوص عدم قيد لاعبى القلعة البيضاء، هذا إن دل فهو يدل على ضعف المنظومة أمام الأندية الشعبية وعدم قدرتها على المواجهة ورضوخها لسياسة الضغط، مما يضعنا دائمًا فى «حسبة برمة» تارة تأجيل للمباريات وتارة عدم إسناد بعض المباريات لحكام بعينهم والكرة المصرية فى النهاية هى من تدفع الثمن.

لن أخفيكم سرًا فالأجواء الرياضية ملتهبة لذلك أصبح واجبًا وطنيًا علينا جميعًا أن ننحى الخلافات والاختلافات التى يستثمرها  نشطاء «السوشيال ميديا» لصناعة الترند جانبا، يجب أيضا العودة لقواعد المهنة وتقديمها للمتلقى فى شكلها الصحيح حتى تستطيعوا كسب ثقته من جديد والقضاء على نظرية المؤامرة التى تسيطر عليه بسبب تناولكم للموضوعات على الشاشة حتى وإن كانت عفوية، فى تقديرى هذا لن يحدث إلا بتطهير الخطاب الرياضى من نار الفتن والعودة للعمل بالأسس الصحيحة لمهنة الإعلام، وأيضًا بوقوف المنظومة الرياضية على مسافة واحدة من الجميع ومواجهة الرأى العام الرياضى بالحقائق بكل شفافية، والعمل من أجل إعلاء المنظومة فقط. 

فى النهاية، أنا أول الداعمين لموقف المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام من هذه المهاترات، وسأنتظر اتخاذه قرارات صارمة تجاه أى خرق لقواعد العمل الإعلامى الذى تربينا عليه ونحلم بالعودة إليه مجددًا.