الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها .. إنقاذ الطبيعة لمواجهة خطر المناخ

أحلف بسماها .. إنقاذ الطبيعة لمواجهة خطر المناخ

يبحث العالم عن كل السبل لوقف آثار تغير المناخ من خلال محاولات تقليل الانبعاثات وإقامة مشروعات التخفيف والتكيف.. ومن بين تلك السبل توفير الحلول القائمة على الطبيعة وأرى أنها أفضل الوسائل لإعادة التوازن البيئى بإعادة إصلاح النظم الأيكولوجية لتصبح أكثر قدرة على الصمود فى مواجهة تغير المناخ.



منذ سنوات حذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة بأن فقدان التنوع البيولوجى له آثار كبيرة على تغير المناخ الإقليمى والعالمى، لأن النظم البيئية الطبيعية لها دور مهم فى عزل الكربون وتخزينه، وبالتالى فإن فقدان الغابات وتجفيف الأراضى الرطبة قد ساهم بشكل كبير فى تغير المناخ.. ودعا برنامج الأمم المتحدة إلى الاستثمار فى الطبيعة والغابات والشعاب المرجانية وأشجار المانجروف والغابات الساحلية.

 الأمم المتحدة فى أحد تقاريرها أشارت إلى أن جائحة كورونا أظهرت ارتباطًا بصحة الإنسان  وثيقًا بالتوازن الطبيعى.. البنك الدولى أيضًا دعا إلى الاستثمار فى الطبيعة بالتوازن مع العمل المناخى لأن نصف إجمالى الناتج المحلى فى العالم فى قطاعات تعتمد على الأنظمة البيئية كالزراعة ومصائد الأسماك، كما أن ثلثى المحاصيل الزراعية فى جزء منها يعتمد على التلقيح الحيوانى وباتت هذه الثروات الطبيعية الحيوية معرضة لخطر متنامى، فحوالى مليون من النباتات والحيوانات أصبحت معرضة للإنقراض، 70 ٪ من الأنظمة البيئية تشهد تدهورًا بوتيرة أسرع مما يمكن تعويضه.. وحذر البنك الدولى من اتجاه الحكومات لإنفاق 800 مليار دولار سنويًا على برامج قد تكون ضارة بالطبيعة.

بالنسبة لمصر كدولة صحراوية تحتاج إلى الحفاظ على التنوع البيولوجى الموجود فى عدد ليس بكثير من المناطق كان من الضرورى إطلاق وزارة البيئة مبادرة تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة لتسريع التحول المناخى (ENACT) خلال مؤتمر المناخ cop27، وإعلان خارطة التنوع البيولوجى لما بعد 2020 خلال مؤتمر الأطراف لإتفاقية التنوع البيولوجى cop15 وأشارت بشأنها وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد إلى أن المبادرة تعمل على استعادة النظم الإيكولوجية الأرضية والمياه العذبة والبحرية.

عمليًا نحن فى مصر نحتاج لتفعيل تلك المبادرة للحفاظ بشتى الوسائل على المساحات الخضراء الموجودة ومحاولة الازدياد منها باستخدام منهج مرشد للرى وعدم إزالة الأشجار التاريخية والتراثية، والحفاظ على الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر ومحاولة التوسع فى استزراع أشجار المانجروف للتخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ وحماية البيئة من التلوث والحرص على تنفيذ مشروع للتوسع فى غابات المانجروف باستزراع مئات الشتلات فى المدن الساحلية بالبحر الأحمر.. ومن الهام أيضًا ونحن نحتفل هذا الشهر باليوم العالمى للأراضى الرطبة أن نعمل على استعادة حيوية الأراضى الرطبة لدينا والتى تعرضت إلى تدهور سواء فى نهر النيل وبحيرة ناصر والبحيرات الشمالية مثل البردويل والبرلس وقارون والريان والملاحات.

إن تغير المناخ وتقلبات الطبيعة يسيران بشكل أسرع من جهود الدول لذلك من المهم الإسراع بتنفيذ آليات مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة وخاصة أنه تم تخصيص 1.5 مليار دولار سنويًا من ألمانيا وهناك وعود عالمية بتمويل مشروعات حماية الطبيعة للدول النامية.. نتمنى التحرك على أرض الواقع لإنقاذ التنوع البيولوجى ووقف مخاطر تغير المناخ.