الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى زيارة ثنائية هى الأولى من نوعها لرئيس مصر منذ استقلال أرمينيا دلالات زيارة الرئيس السيسى للهند وأذربيجان وأرمينيا

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الاثنين الماضى الاحتفال بالذكرى الواحدة والسبعين لعيد الشرطة بمجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة  والذى يوافق 25 يناير من كل عام.



وجولة خارجية مهمة قام بها الرئيس السيسى شملت كلًا من الهند وأذربيجان، إضافة إلى أرمينيا والتى تعد الأولى من نوعها لرئيس مصر منذ استقلال أرمينيا؛ حيث وصل الرئيس السيسى إلى مدينة يريفان عاصمة أرمينيا مطلع الأسبوع الماضى، حيث التقى الرئيس الأرمينى وعقدا جلسة مباحثات موسعة ضمنت وفدى البلدين ثم مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا.

الجولة تكتسب أهميتها من الموضوعات التى ناقشها الرئيس إضافة إلى توقيتها، ما يعزز العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر وتلك الدول، فضلًا عن النظر فى سبل التعاون والتنسيق بينهم على الصعيدين الدولى والإقليمى.

وبين محطة الهند وأرمينيا كانت محطة أذربيجان والتى شهدت عددًا من اللقاءات المكثفة، وأهمها عقد مباحثات مع رئيس أذربيجان «إلهام علييف».

مباحثات على مستوى القمة

خلال زيارته لأذربيجان عقد الرئيس السيسى مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الأذرى إلهام علييف بمقر قصر «زوجلوب» الرئاسى بباكو؛ حيث تقدم الرئيس بخالص التعازى والمواساة بالنيابة عن الشعب المصرى فى ضحايا حادث إطلاق النار على السفارة الأذرية فى طهران، معربًا عن التضامن مع أذربيجان فى هذا الحادث الأليم الذى يؤكد مرة أخرى أهمية نبذ التطرف والعنف والإرهاب.

وأكد الجانبان أهمية العمل على تعزيز التبادل التجارى، وتوطيد الشراكات الاقتصادية بين القطاع الخاص فى البلدين، من خلال تشكيل مجلس مشترك لرجال الأعمال، كما تمت مناقشة تعزيز التعاون بين الجانبين فى عدد من القطاعات، وذلك فى ضوء الإمكانات الهائلة التى يتمتع بها البلدان والفرص العديدة للتعاون بوجه عام، خاصةً فى مجال الطاقة سواء الجديدة والمتجددة أو الغاز الطبيعى، فى ضوء سعى مصر للتحول إلى مركز إقليمى للطاقة، علاوةً على التعاون فى مجالات أخرى كالإنشاءات والبنية التحتية، والنقل، والصناعات الدوائية، والسياحة والثقافة.

المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك؛ حيث أشاد الرئيس الأذرى فى هذا الصدد بالدور الإيجابى الذى تقوم به مصر فى إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة فى محيطها الإقليمى.

وقد  توافقت وجهات نظر البلدين فى هذا السياق بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية فى سوريا، ومواصلة العمل على إعادة إعمار البلاد، والقضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، بما يحافظ على وحدة الأراضى السورية ويلبى التطلعات المشروعة للشعب السورى الشقيق وينهى معاناته الإنسانية. أما على صعيد مستجدات الأوضاع الليبية، فقد استعرض الرئيس رؤية مصر للتسوية فى ليبيا وجهودها فى هذا الصدد من أجل دعم المسارات السياسية والدستورية والاقتصادية.

وتطرق اللقاء كذلك إلى مناقشة تداعيات الأزمة «الروسية-الأوكرانية» على المستوى الدولى، بالإضافة إلى تبادل الرؤى بشأن مستجدات القضية الفلسطينية.

كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية فى البلدين للتعاون فى مجالات الثقافة، والموارد المائية، وبين وزارة التجارة والصناعة المصرية ووزارة الاقتصاد الأذرية، وأعقب ذلك انعقاد المؤتمر الصحفى المشترك بين الجانبين.

رموز الاقتصاد ورجال الأعمال

كما اجتمع الرئيس السيسى خلال زيارته مع كبار رموز الاقتصاد ورجال الأعمال ورؤساء كبرى الشركات فى أذربيجان، وذلك بمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسئولين الأذريين وممثلى الجهات الحكومية المعنية المختلفة، وعلى رأسهم وزير الاقتصاد الأذرى، إلى جانب حضور كلٍ من سامح شكرى وزير الخارجية، ومحمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وهالة السعيد وزيرة التخطيط  والتنمية الاقتصادية.

وشهد اللقاء حوارًا مفتوحًا مع رؤساء وممثلى الشركات الأذرية والذين أكدوا ترحيبهم بتكثيف التعاون مع مصر مع استعراض خططهم للاستثمار فى مصر أو للتوسع فى مشروعاتهم القائمة فى عدد من المجالات، وتعزيز التواصل بين ممثلى القطاع الخاص فى البلدين لدفع العلاقات الثنائية الاقتصادية إلى آفاق أرحب تتلاقى مع طموحات الشعبين الشقيقين.

 أرمينيا.. زيارة أولى منذ الاستقلال

وفى محطته الثالثة بعد الهند وأذربيجان وصل الرئيس إلى مدينة يريفان عاصمة أرمينيا، وذلك فى زيارة ثنائية هى الأولى من نوعها لرئيس مصر منذ استقلال أرمينيا، حيث أجرى الرئيس مباحثات مغلقة مع الرئيس الأرمينى تبعتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين.

كما أشاد الرئيس الأرمينى بخطوات إصلاح الاقتصاد المصرى والمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدًا حرص بلاده على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى كافة المجالات، فضلًا عن التطلع لتبادل الخبرات الفنية مع مصر ومشاركتها فى تنفيذ المشروعات فى أرمينيا فى عدد من القطاعات التى باتت تتمتع فيها بتجربة ناجحة، لا سيما البنية التحتية والنقل.

كما تناولت عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد الرئيس «خاتشاتوريان» بالدور المحورى الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصةً فى إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمى.

كما تم تبادل وجهات الرؤى فيما يخص مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فضلًا عن سبل التكاتف لمواجهة التداعيات الاقتصادية العالمية للأزمة «الروسية -الأوكرانية».

كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية فى البلدين للتعاون فى عدد من المجالات، وهى المجال العلمى والتكنولوجى، وكذا مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة الشباب والرياضة المصرية ووزارة التعليم والعلوم والثقافة والرياضة الأرمينية، إلى جانب مذكرة تفاهم للتعاون المؤسسى فى المجال الاستثمارى، وأعقب ذلك انعقاد المؤتمر الصحفى المشترك بين الجانبين.

رئيس الوزراء الأرمينى

كما عقد الرئيس السيسى مباحثات مع رئيس الوزراء الأرمينى «نيكول باشينيان»، حيث أشاد رئيس وزراء أرمينيا بالعلاقات التاريخية والخاصة التى طالما ربطت بين البلدين الصديقين، وبالزخم الذى شهدته تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى، والتى كان آخرها مشاركة الرئيس الأرمينى فى القمة العالمية للمناخ.

كما استعرض الرئيس خلال المباحثات تطورات الخطة التنموية التى تتبناها الدولة، والمشروعات القومية الجارى تنفيذها بما تتيحه من فرص للاستثمار، مؤكدًا الاهتمام بتحقيق نقلة نوعية فى مساحة التعاون الثنائى بين البلدين، لا سيما عن طريق تشجيع التعاون بين مجتمع رجال الأعمال فى الدولتين بشكل ينعكس على تطوير حجم التبادل التجارى والاستثمارى، فضلًا عن عقد الجولة السادسة من اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى بالقاهرة فى أقرب وقت ممكن فى ضوء دورها كآلية مؤسسية للحوار بين الجانبين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون المشترك فى عدد من المجالات الواعدة كالطاقة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والصناعات الغذائية والدوائية، وكذلك دعم مساعى مصر لإقامة منطقة تجارة حرة مع دول الاتحاد الاقتصادى الأوراسى لما ستحققه من مصلحة مشتركة للجانبين، حيث تتناسب المنتجات المصرية مع احتياجات هذه الدول من حيث الجودة والسعر.

المباحثات شهدت أيضًا تبادل وجهات النظر بالنسبة لعدد من الملفات والأزمات الإقليمية، مع استعراض تداعياتها على أمن القارة الأوروبية، حيث ثمن رئيس وزراء أرمينيا من جانبه الجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط.

أما على صعيد منطقة شرق أوروبا وجنوب القوقاز، فقد توافق الجانبان حول ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك فى هذا الصدد، خاصةً ما يتعلق بتطورات الأزمة «الروسية-الأوكرانية» وتداعياتها الاقتصادية على العالم.