الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها ..  مذابح الأشجار.. مسلسل مستمر

أحلف بسماها .. مذابح الأشجار.. مسلسل مستمر

هل وصلنا إلى مرحلة اليأس من استمرار اقتلاع الأشجار فى القاهرة وفى كل المدن.. لقد بُحّ الصوت من كثرة الصيحات والنداءات والرجاءات للتوقف عن قتل الطبيعة.. يا ناس نحن دولة فقيرة فى الغابات وما صدقنا يكون لنا تراث من الحدائق والأشجار المعمرة فى كثير من الطرق.. المعادى ومصر الجديدة كانتا أفضل أحياء القاهرة لتميزها بكثرة حدائقها وندرة أشجارها، وللأسف هما أكثر ما تعرضا لاقتلاع الأشجار سواء فى الطرق أو الحدائق والمبررات غير المقبولة للمحليات إما أن الأشجار أصبحت مخوخة لشيخوختها وإما أنها ستسقط على المارة.. لكن الهدف الحقيقى بخلاف توسعة الطرق هو وجود كيانات تستفيد من أخشاب تلك الأشجار تحصل عليها بأثمان زهيدة لتتكسب من ورائها.. حتى الآن مازالت المحليات ماضية فى مؤامرة ذبح الأشجار دون تحرك من وزارة البيئة أو نواب الشعب فى البرلمان.. وكل التجاوزات فى حق الطبيعة موثقة بالصور التى أرسلها سكان المعادى مؤخرًا.



الكل يتساءل أين ذهبت القرارات والمبادرات التى تهدف للحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوچى.. ما مصير مبادرة «اتحضر للأخضر» ومبادرة «زراعة 100 مليون شجرة» علاوة على مخرجات مؤتمر المناخ.. هل تم الإعداد الجيد لتلك المبادرات بتوفير المياه اللازمة والمساحات الصالحة للزراعة مع اتجاه الدولة لترشيد المياه؟! وما الخطوات العملية للمبادرات المعلن عنها ولم نرها حتى الآن؟! وما شأنها بالحدائق والأشجار التراثية التى تم ويتم القضاء عليها جهارًا نهارًا.

المسئولون عن المحليات والبيئة يعرفون جيدًا فائدة الأشجار فى تقليل الانبعاثات الكربونية بإطلاقها الأكسچين وامتصاصها ثانى أكسيد الكربون، وتأثيرها الإيجابى فى تخفيف آثار درجات الحرارة فى فصل الصيف وأن إزالة الأشجار من أهم مسببات تغير المناخ.. فهل نصرح بشىء ونفعل العكس؟!.. بعض المسئولين هم للأسف أول من يخالفون الدستور، حيث تنص المادة 45 أن «الدولة تكفل حماية وتنمية المساحة الخضراء فى الحضر» وتنص المادة 27 من قانون البيئة على إنشاء مشاتل فى كل حى.. وتجرم المادة 367 من قانون العقوبات قطع النباتات والأشجار.. ووفقًا لاتفاقية باريس أن الغابات ستكون حليفًا رئيسيًا لمكافحة تغير المناخ واستعادة التوازن البيئى لكوكب الأرض.

ونحن فى مصر لطبيعتها الصحراوية ما أحوجنا للحفاظ على ما تمت زراعته من عشرات السنين ومع الأخذ فى الاعتبار الفترات الطويلة التى ستنمو خلالها الأشجار التى وعدت الدولة بزراعتها حتى تؤدى مهامها فى التوازن الطبيعى.