الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التخمة والعياذ بالله!

تحتل سويسرا المركز الأول بين الدول على اعتبار أنها أغنى دولة فى العالم.. هى الأرستقراطية ذات الحسب والنسب والأصول والتقاليد والفلوس أيضًا.. ومستوى المعيشة عندهم أفضل من أمريكا واليابان والسويد وكوريا الجنوبية.. وهى أكثر دول العالم دخلاً وأعلاها ادخارًا واستثمارًا وهى الدولة الأكثر ضمانًا لمستقبل سكانها الذين يتمتعون بشبكة تأمينية لا حدود لها.. والعامل السويسرى هو الأكثر رفاهية والحد الأدنى للدخل عندهم يساوى ثروة فى نظر سكان العالم الثالث أو الترسو وشعوب الدرجة الثالثة.. أما الحد الأعلى للدخل فهو مفتوح ويصل لأرقام فلكية!



وإذا كان الحال كذلك.. فما الذى دفع المجتمع السويسرى مجتمع الرفاهية لكى يمثل المركز الأول فى حالات الانتحار؟! هناك جسر شهير.. فى مدينة لوزان الصغيرة.. هذا الجسر بالذات.. يجذب الشباب والكهول.. للتخلص من الدنيا الفانية.. بالقفز من فوقه إلى الطريق السريع.. يعنى الانتحار مضمون.. فإما الموت قفزًا من ارتفاع عال.. وإما دهسًا بالسيارات لمن يسقط سليمًا فوق الجسر! مسألة غريبة بالفعل! وكأنهم زهقوا من الفلوس والرفاهية وراحة البال.. فقرروا الاحتجاج بالتخلص من الحياة! وحتى رياضة السويسريين الذين اشتهروا بها.. فيها مغامرة ومخاطرة وتهور واندفاع.. والرياضة الشعبية هناك هى رياضة «دلتا» أو الطيران بالقفز من أعلى الجبال وأنت تمسك بهيكل بلاستيك ذى جناحين.. والجبل ارتفاعه خمسة آلاف متر.. وتتولى سعادتك تحريك الجناحين البلاستيك إلى أن تصل إلى الأرض بسلام.. والجميل أنك تستطيع ببعض المهارة والتدريب.. أن تحدد مكان هبوطك بالضبط.. ويا ويلك ويا سواد ليلك إذا حدث عطل بالجناحين.. أو تعطل الجهاز بسبب سوء الإنتاج! وفى سويسرا يلعبون «الكانيونى» وهى رياضة سهلة.. لا تتطلب أجهزة أو معدات.. وفيها يقفز الشخص وهو فى كامل قواه العقلية من بين صخور الجبال إلى النهر الصغير عند السفح.. من ارتفاع اثنين أو ثلاثة كيلومترات.. ليتولى النهر حمل حضرة الرياضى إلى البحيرة الكبيرة بعد ذلك.. والخطأ فى حسابات القفز.. يحول صاحبنا إلى كفتة.. أو كبيبة طبقًا لمزاج أهلنا فى الشام!

وهناك رياضة «الكياك» حيث يربط الرياضى قاربًا مطاطيًا صغيرًا حول وسطه.. ثم يقفز إلى النهر فى مناطق الشلالات والدوامات الهادرة.. وحيث الصخور النائية.. وبمجداف واحد تتولى سيادتك توجيه القارب يمينًا وشمالًا.. حتى تصل للمجرى الطبيعى والهادئ.. ونسبة الخسارة فى تلك الرياضة لا تزيد على عشرة فى المائة من مجموع الممارسين.. يتحولون لطعام مناسب للأسماك والطيور الجارحة!

ثم أغرب الرياضات وأسهلها على الإطلاق.. وهى رياضة «الأليستك» حيث يربطون حضرتك بحبل مطاطى طويل من إحدى قدميك. والطرف الآخر للحبل يربط بأحد الجسور العالية.. لتقفز من أعلى.. بحيث تقترب تمامًا من الأرض.. دون أن تصل إليها.. ويقولون إن تلك الرياضة بالذات من الرياضات الممتعة.. بفكر المغامرة. وفيها إحساس بالخطر.. ودون أن تعرض حياتك لخطر حقيقى.. اللهم إلا بعض السكتات القلبية المحدودة.

لماذا يلعب السويسريون هذه الألعاب.؟!

لا أعرف والله.. ولكن من المؤكد أنه الزهق والملل.. والإحساس بالتخمة والشبع!

أنا شخصيًا.. من بين رياضة الدنيا.. أفضل رياضة الفرجة على التليفزيون.. ومن الوضع راقدًا.. تحت اللحاف فى أغلب الأحيان! .