السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ.. ست الكل

الحقيقة مبدأ.. ست الكل

«ست الكل» ما أبدع هذا المصطلح الذى يكاد لا يستخدمه أحد سوى المصريين بل وعلمه المصريون لسائر الشعوب المجاورة كما اعتادت مصر أن تفعل فهذا هو الدور المنوط بها على هذا الكوكب؛ أن تعلم الإنسانية وتنير العالم بحضارتها ليست فقط المتراكمة عبر آلاف من السنين بل وحتى من ثقافة وعلوم أبنائها المعاصرين الذين يفتحون أبوابًا جديدة للبحث العلمى والفنون والآداب فى أكبر وأهم جامعات ومعاهد الأرض، فاستحقت مصر عن جدارة لقب ست الكل، فلا يوجد من يضاهى أمومتها لكل الحضارات البشرية المعروفة منذ القدم ولا أحد يستطيع إنكار فضلها السابق على محدثات الأمم ومستجدات الشعوب، وحتى لحظة كتابة هذا المقال يأتى لها القادة والزعماء راجين حمايتها من خطر يتهددهم أو وعيد يتربص بهم.. قدر قبلته مصر وأقبلت عليه بعاطفة تملؤها الجسارة.



لعل أحدهم لا يعلم لماذا سميت بهذا الاسم قبل أن تكون «كيميت» ثم تعتمد «مصر» مرة أخرى. 

فأصل التسمية يعود إلى مصرايم بن بنصر بن حام بن نبى الله نوح ومصرايم هو أبو المصريين المعروفين الآن وما تفيد به بعض الأبحاث أن قليمون الكاهن خرج من مصر بعد دعوة النبى نوح له هو وأهله وولده وتلامذته وركب معه السفينة وزوّج ابنته من بنصر بن حام بن نوح، فلما خرج نوح من السفينة وقَسَّم الأرض بين أولاده، كانت ابنة قليمون الكاهن قد ولدت لبنصر بن حام بن نوح ولداً أسماه مصرايم فقال الكاهن قليمون للنبى نوح: ابعث معى يا نبيّ الله حفيدى وأهلى حتى أمضى به بلدى وأظهره على كنوزى وأوقفه على علومنا ورموزنا، فأنفذه معه فى جماعة من أهل بيته وكان غلاماً فلما قرب من أرض مصر بنى له جده الكاهن قليمون عريشاً من أغصان الشجر وستره بحشيش الأرض ثم بنى له بعد ذلك فى هذا الموضع مدينة وسماها: (درسان) أى «باب الجنة» فزرعوا وغرسوا الأشجار والأجنة من درسان إلى البحر فصارت هناك زروع وأجنة وعمارة وكان أهل مصرايم من الأشداء الأذكياء فقطعوا الصخور وبنوا المعالم والمصانع وأقاموا فى أرغد عيش، ونَصَّب أهل مصر مصرايم بن بنصر ملكاً عليهم، فَمَلَكَ مصر وهى مدينة منيعة على النيل وسماها باسمه وغرس الأشجار بيده وكانت ثمارها شهية وأرضها خصبة، وتزوج مصرايم امرأة من بنى الكهنة فولدت له قفطيم وأشمون وأتريب وصا.فتكاثروا وعَمَّروا أرض مصر وبورك لهم فيها فبنوا مدينة سموها (نافة) وهى بلغتهم من مثل ما اشتقت منه أسماء مثل (منف) و(ممفيس)،وبعلومهم كشفت لهم الأرض عن كنوزها وازدادت وعلومهم وعرفوا المعادن ووضعوا علم الكيمياء (مشتق من كيميت) ولأن حضارتهم قديمة فكان لهم أصول الرياضيات والهندسة والعمارة وبنوا على البحر مدناً منها (رقودة) مكان الإسكندرية، ولَمَّا حضرت مصرايم بن بنصر بن حام بن نوح الوفاة عهد إلى ابنه قفطيم بوصيته وهى أن قَسَّم أرض مصر بين بنيه فجعل لقفطيم من قفط إلى أسوان ولأشمون من أشمون إلى منف ولأتريب الجرف كله وجزءًا من ناحية صا البحرية إلى قرب برقة فى ليبيا حاليا وقال لأخيه: فارق لك من برقة إلى الغرب وفارق هو صاحب إفريقية ووالد الأفارقة. ثم أمر مصرايم كل واحد من بنيه قفطايم وأشمون وأتريب وصا أن يبنى لنفسه مدينة فى موضعه. ويقال أن مصرايم بن بنصر بن حام بن نوح مات بعد 700 عام مضت من أيام الطوفان ولم يعبد صَنماً قط وحَصَّن نفسه بأسماء الله وظل مؤمناً بدين جد أبيه (النبى نوح) دين الملك الديان وآمن بالمبعوث بالفرقان.

فلم تكن «ست الكل» فقط هى مبعث العلوم وأصل الحضارة بل وأرض الموحدين وحافظة الأنبياء وحامية الرسالات، فالخالق العظيم لا ينزل آياته بالمصادفات بل بعلمه الأزلى؛ فلما ذكر مصر فى كتبه الثلاث.. فهو يشير للدولة الوحيدة القائمة على حدودها منذ عهد نبيه نوح وحتى الآن ولعل فى الأمر إشارة واضحة إلا أنها أصل الأمم وجذر الشعوب؛ قد ينسى بعضهم وقد يتناسى بعض آخر؛ ولكن تبقى مصر هى دماء الأرض أنفاس الرياح وقبلة الغرباء والضعفاء ومحراب الموحدين.

مصر.. ست الكل.