أحلف بسماها .. وقف اطلاق النار على الطبيعة!

كما دعا أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة دول العالم فى مؤتمر المناخ «cop27» إلى التوصُّل لحلول لوقف الانبعاثات المدمرة لكوكب الأرض وتحمُّل الخسائر والأضرار للشعوب المضارة؛ دعا أيضًا إلى إبرام اتفاق سلام مع الطبيعة فى مؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوچى، مُحذرًا من استمرار إزالة الغابات وتعرض الأراضى والمياه لكل أشكال التلوث والتدهور نتيجة تشبُّعها بالمواد الكيماوية والمبيدات الحشرية واختناقها بالبلاستيك.. التحذير هذا وذاك للتمسك بالفرص الأخيرة لإنقاذ الأرض من اقتراب النهاية.

أعجبتنى مقولة جوتيريش «إن الشركات متعددة الجنسيات تملأ حساباتها المصرفية بينما تفرَّغ عالمنا من الهدايا الطبيعية بعد أن تحولت النظم البيئية إلى أدوات للربح وأصبحت البشرية سلاحًا للانقراض الجماعى».. داعيًا إلى وقف إطلاق النار على الطبيعة. الأمم المتحدة دائمًا ما تقرع أجراس الخطر، وفى معظم الأحوال يسد العالمُ أذنيه رُغْمَ الظواهر المخيفة من تدهور ثلث أراضى الكرة الأرضية، ما يجعل من الصعب وقريبًا من المستحيل إطعام السكان والكائنات الحية.. هذا التدهور أدى لانقراض مليون نوع من الكائنات من بينها النباتات والثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك.. إذا استمر هذا الوضع ستصل الخسائر السنوية نتيجة تدهور النظام البيئى إلى ثلاثة تريليونات دولار بحلول 2030.

مصر من جانبها قامت بدور ريادى مشرّف منذ توليها رئاسة مؤتمر التنوع البيولوچى «cop14» فى 2018 امتدت لأربع سنوات ثم رئاسة مؤتمر المناخ «cop27» نوفمبر الماضى، وعُقدا الاثنان فى شرم الشيخ، ومنذ ذلك الحين قامت رئاسة «cop14» بصياغة إطار عالمى للتنوع البيولوچى لما بَعد 2020 ووضع أهداف قابلة للتحقيق مدعومة بآليات محددة للتنفيذ وقرارات تلتزم دول الأطراف بتنفيذها.. وفى مؤتمر المناخ حرصت مصر على وضع التنوع البيولوچى فى الأيام الموضوعية بهدف خَلق روابط واضحة بين تغيُّر المُناخ والتنوع البيولوچى لتكون نقطة فارقة فى «cop15».. ظهر ذلك جليًا فى تصريحات الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة خلال انعقاد المؤتمر مؤخرًا؛ حيث تم إطلاق مبادرة «ENACT» للحلول القائمة على الطبيعة كأهم ثمار يوم التنوع البيولوچى بمؤتمر المُناخ، ودعت وزيرة البيئة الدول الشركاء فى المبادرة لصياغة النتائج الخاصة بإطار العمل والمضى قدُمًا لتنفيذ الآليات.

أيًّا ما كان البيان الختامى الصادر عن مؤتمر التنوع البيولوچى المنعقد فى مونتريال بكندا والذى لم يصدر حتى كتابة المقال؛ فإن تفويت فرص إنقاذ الطبيعة سيؤدى إلى تدميرها وبالتالى تدمير البشرية.. ويستلزم ذلك اتخاذ إجراءات سريعة لاستعادة النظم البيئية من خلال توفير التمويل لتنفيذ قرارات وبرامج الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية وحماية الكائنات الحية.