الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها.. شرم الشيخ فى ذاكرة العالم بعد "Cop 27"

أحلف بسماها.. شرم الشيخ فى ذاكرة العالم بعد "Cop 27"

بعيدًا عن نتائج المفاوضات الرسمية لدول أطراف مؤتمر المُناخ التى رُغْمَ إيجابياتها لم تكن مُرضية تمامًا لمَطالب الشعوب، وبعيدًا عن قرار إنشاء صندوق «الخسائر والأضرار» للبلدان المتأثرة بتغيُّر المُناخ الذى لم يحدد قيمة التمويل وستتم مناقشته من خلال لجنة انتقالية فى «cop28»، بعيدًا أيضًا عن القلق الشديد لاستمرار عدم وفاء الدول المتقدمة بتقديم 100 مليار دولار سنويًا للدول المضارة والذى كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ منذ 2020 والتخوف من مصير صندوق «الخسائر والأضرار» الذى جاء مشروطا من دول بعدم المساهمة فيه إلا بمساهمة دول أخرى بعينها، وبعيدًا عن تجاهل مطلب التخلى عن الوقود الأحفورى السبب الرئيسى فى زيادة الانبعاثات، وبعيدًا عن قرارات عن «خطة شرم الشيخ للتنفيذ» للتحول نحو اقتصاد منخفض الكربون يستلزم استثمارات لا تقل عن 4 - 6 تريليونات دولار سنويًا وتعزيز الخطط الوطنية للحكومات فيما يتعلق بمشروعات التخفيف.



بعيدًا عن هذا وذاك؛ فإن مصر قدمت للعالم أكبر مثال للدبلوماسية والحضارة والتنظيم الرائع وحفاوة الاستقبال كلها تركزت فى شرم الشيخ زهرة المُدن.. عندما أحكى عن تجربة معايشة مؤتمر المُناخ من بدايته حتى نهايته لا تكفيها عدة مقالات، فأوجزها فى نقاط:

• كل مَن شارك فى مؤتمرات المُناخ السابقة لم يَرَ مثل هذا التنظيم فى أى بلد فلم تترك أى صغيرة أو كبيرة إلا وكانت مُعدة بشكل دقيق.

• أداء الشباب المشرّف الذى شارك فى المؤتمر ضمْن مجموعات المتطوعين الذى حاز إعجاب 160 ألف زائر.. شباب وشابات مثل الورد، ابتسامة دائمة، إتقان فى اللغة يبادرون بمساعدة المتواجدين قبل طلبهم، منهم مَن يتفقد أرجاء الأجنحة والخضراء ومنهم مَن يقود سيارات الجولف الكهربائية تيسيرًا للمشاركين.

• أوتوبيسات الغاز الطبيعى المكيفة المتواجدة على أبواب المؤتمر بالمنطقتين لتوصيل الحاضرين لكل أنحاء شرم الشيخ مجانًا يقودها سائقون محترفون بذلوا جهدًا كبيرًا طوال ساعات وأيام المؤتمر.. حتى التاكسيات الخاصة تبرّع بعض سائقيها بتوصيل الزائرين مجانًا.. وكان ذلك مثار إعجاب ودهشة الأجانب.

• لم يفت المنظمون الاهتمام بذوى الهمم سواء إعداد السيارات والكراسى والمصاعد المخصصة لهم.. ومترجمى لغة الإشارة يطوفون كل الفاعليات سواء كان هناك احتياج أمْ لا.

• المهرجانات الشعبية التى أقيمت فى المسارح المكشوفة وفى الأماكن السياحية المعروفة مساء للترفيه عن مشاركى المؤتمر والسائحين والتخفيف من إرهاق العمل طوال ساعات النهار.

• أخيرًا وليس بآخر محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة الذى كان يطوف المؤتمر نهارًا وشوارع المدينة مساءً يقدم تحياته وشكره لأهالى شرم الشيخ الذين شرّفوا مصر والمصريين واختص بالشكر شركة النظافة التى حولت المدينة الساحرة إلى قطعة من الجنة.

وكل «cop» وأنتم طيبون.