الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها .. الشباب والمناخ

أحلف بسماها .. الشباب والمناخ

أسعدتنى كثيرًا المبادرات الشبابية المتنوعة التى تشكلت للتعريف والتوعية بتغير المناخ أو لإقامة منصات على مواقع التواصل الاجتماعى، وأخرى لإطلاق أفكار لمشروعات مستدامة وهى مبادرات تكشف عن إدراك الشباب بخطورة تداعيات المناخ وتأتى ضمن الزخم الكبير قبل بدء مؤتمر المناخ cop27.



لكن فى ظل احتدام أزمات المناخ أصبحنا فى حاجة إلى مبادرات شبابية مرتبطة بالأضرار المباشرة التى تعانى منها الشعوب وهى نقص الغذاء والمياه عمادى الحياة لكل الكائنات الحية.. ومصر من أكثر البلاد تضررًا من نقص الغذاء والمياه خاصة مع تزايد عدد السكان بشكل قد يؤتى بنتائج وخيمة إذا لم نستعد لها، فلو علمنا أنه وفق الأرقام الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» أن عدد سكان الأرض يصل إلى 8 مليارات نسمة بحلول عام 2025 يقابلها نقص المحاصيل الزراعية والماشية نتيجة فقدان الأراضى الصالحة للزراعة على مستوى العالم والتى وصلت حتى كتابة هذا المقال حسب إحصاءات حية متجددة كل  دقيقة 5,689,090 هكتار.. ونحن بالفعل فى مصر فقدنا ملايين الأفدنة خلال السنوات الماضية التى أثرت على كميات الغذاء، بالإضافة إلى الظواهر المناخية الحادة التى أثرت فى كميات وتركيبة المحاصيل، ثم الحرب الروسية - الأوكرانية التى أدخلت العالم كله فى أزمة غذاء لم تحدث منذ قرون.

الأمر بهذا الوضع يحتاج إلى تضافر جهود الدولة مع القطاع الخاص لتغيير نظم الزراعة والرى واستخدام ما يناسبنا من آليات الزراعة الذكية، وهنا يمكن أن ينتبه الشباب خاصة طلاب وخريجى كليات الزراعة والهندسة لأهمية تبنى مبادرات شبابية بتوجيه من أساتذة الجامعات والمعيدين الشبان لإقامة نماذج لمشروعات صغيرة فى مجال الزراعة والرى تتقدم بها إلى الحكومة أو القطاع الخاص، ولحرص القائمين على إدارة ملف الغذاء على نجاح تلك المبادرات أن يعلنوا عن مسابقات لأفضل المشروعات الشبابية فى هذا المجال ليتم تطبيقها فى الأراضى الزراعية أو الأراضى المستصلحة.

وبجانب المبادرات فى مجال الغذاء، فإن هناك بارقة أمل فيما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال مجموعات أو أفراد لتوعية ودعوة المواطنين إلى زراعة المحاصيل الضرورية والتى يسهل زراعتها على نطاق صغير فى أصص بالشرفات أو زراعة أسطح المنازل لسد نقص المحاصيل وسهولة توافرها بين الأفراد.

ليعلم الجميع خاصة الشباب أن تغير المناخ وضعنا على المحك نعيش أو لا نعيش.. لا وقت للهو وتضييع الوقت، والفرص متعددة ومتاحة للشباب التى تمكنهم بسهولة من الحصول على أى معلومات تفيد فى تطبيق أفكارهم أو مبادراتهم ونشرها على أوسع نطاق ليتم تطبيقها ونفع بلدهم بتوفير الغذاء.